انتعاش للاقتصاد وقضاء على تجارة الدولار



أكد رجال أعمال أن الصفقة الاستثمارية المرتقبة سيكون لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الوضع الاقتصادي لمصر وحياة المواطنين، ويمكن تلخيصها فى مساهماتها فى جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي خاصة في ظل تراجع إيرادات قناة السويس بسبب التوترات في البحر الأحمر وانخفاض معدلات مرور سفن الشحن.

ومن جانبه أكد أحمد الزيات عضو جمعية رجال الأعمال المصريين أن عقد الصفقة الاستثمارية التى أعلنت عنها الدولة من شأنها توفير عملة أجنبية صعبة لدى البنوك ، الامر الذى يساهم في تخفيف الضغط على الطلب على الدولار وبالتالي يتراجع سعره في السوق الموازية.

ولفت فى تصريحات خاصة لـ ” صدى البلد” أن نجاح الحكومة في تنفيذ صفقة استثمارية كبرى يعزز من موقف مصر في نجاح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي؛ لأن تعزيز مشاركة القطاع الخاص من ضمن البنود الثلاثة المهمة للحصول على القرض.

وأوضح عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، أن تشجيع الاستثمار المحلي وجذب المستثمرين الأجانب من أهم الحلول المتوسطة والطويل الأجل لزيادة موارد الدولة من العملة الصعبة وتوفير السلع محلياً وترشيد الاستيراد وزيادة الصادرات من خلال إضافة طاقات إنتاجية وفرص عمل جديدة.

وأكد أحمد الزيات، أن مصر مهيئة لجذب المزيد من الكيانات الاستثمارية والمستثمرين من مختلف دول العالم، وقطعت شوطا كبيراً في السنوات الماضية في تهيئة مناخ الأعمال من خلال مشروعات قومية كبرى في البنية التحتية وإقامة العديد من المناطق الصناعية بالإضافة إلى البيئة التشريعية وتسهيل الإجراءات.

ومن جانبه اكد عمرو فتوح نائب رئيس لجنه الصناعه بجمعية رجال الأعمال المصريين ان الصفقة الاستثمارية ستساهم فى  انخفاض سعر العملة الصعبة في السوق السوداء وفي تقليل الفجوة بين سعر الدولار في البنوك والسوق الموازي وبالتالي يخفف من ضغوط صندوق النقد الدولي على مصر بشأن مرونة سعر الصرف.

وأضاف فى تصريحات خاصة ل ” صدى البلد” انه سيسهل تقليل هذه الفجوة من إجراءات التوصل للاتفاق مع صندوق الدولي الذي بدأت مفاوضاته الشهر الماضي، حيث تسعى مصر للحصول على شريحتين من القرض مؤجلة من العام الماضي وشريحة مقبلة يحين موعدها في مارس كما تستهدف زيادة قيمة القرض من 3 مليارات دولار إلى ما يقرب من 7 او 10 مليارات دولار وفقا للتوقعات.

وقال ان انخفاض سعر الدولار في السوق الموازي من شانه أن يقلل من أسعار الذهب التي شهدت ارتفاعات قياسية الشهور الماضية، وكذلك تقليل ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، من خلال توفير الدولار في البنوك لاستيراد الاحتياجات السلعية وبالتالي زيادة المعروض منها.

ومن جانبة اكد الدكتور محمد البهى رئيس لجنة الضرائب والجمارك بإتحاد الصناعات إن الصفقة الاستثمارية الكبرى التي أعلن عنها مجلس الوزراء المصري، سيكون لها تأثير طيب على الشارع والاقتصاد المصري في أقرب وقت.

وأضاف أن فكرة جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الاقتصاد المصري يعزز من قدرة الاقتصاد على امتصاص الصدمات والنهوض من الأزمات المتتالية، والتي كان من بينها جائحة كورونا وأزمة سلاسل الإمداد، ثم أزمة الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات الجيوسياسية المتواجدة على الحدود المصرية، مؤكدًا أن هذه الأمور أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد المصري.

وأوضح أن مثل هذه الصفقات ستؤدي بالنهوض مرة أخرى بالاقتصاد  من خلال توفير سيولة دولارية مهمة في وقت مهم.

ونوه إن الاستثمار الأجنبي المباشر من أهم مصادر العملة الأجنبية وأقلها تكلفة سياسيًا واقتصاديا، لأنه يضخ في الاقتصاد أموالًا جديدة، وبالتالي فهو لا ينطوي على مخاطر من نوع الأموال الساخنة التي تأتي بسرعة وتخرج بسرعة، ولا يترتب عليه بيعًا لأصول قائمة بالفعل.

وأوضح أن الاستثمار الأجنبي المباشر يأتي ليبقى ويستمر، ويوفر وظائف دائمة، بما يفكك من حالة الركود وما يصاحبها من تضخم، بالإضافة إلى قيامه بنقل تكنولوجيا حديثة ووسائل أعمال متطورة، مشيرا إلى أن صفقة الاستثمارات التي وافقت عليها الحكومة ستساهم في دعم مركز العملة الأجنبية لدى البنك المركزي الذي يستطيع مع توافر مبالغ ضخمة في الاحتياطي النقدي، تمكنه من توحيد سعر العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، ومن ثم القضاء على السوق السوداء والمضاربين، مع إتاحة مبالغ كبيرة من تلك الحصيلة لاستخدام البنوك في فتح اعتمادات للاستيراد.

فيما أكد محمد المرشدى رئيس غرفة الصناعات النسيجية بإتحاد الصناعات على ضرورة أن توجه اعتمادات الاستيراد   لمستلزمات الإنتاج بالأساس لأجل تعزيز الإنتاج وتوطين الصناعة وتحويل نمط الاقتصاد من استهلاكي ريعي إلى إنتاجي تنموي، وهو ما سيؤدى في حالة استخدامه بأكبر كفاءة ممكنة إلى رفع سعر العملة المحلية وخفض أسعار البضائع المستوردة التي كان التجار يقومون بتسعيرها وفقًا لتقييمات مُغالى فيها لتكلفة الاستيراد بسبب ارتفاع سعر تدبير العملات الأجنبية. نشجع الاستثمار الأجنبي المباشر .

واضاف ان أهمية الصفقة الاستثمارية التي أعلنت مجلس الوزراء الموافقة عليها، مشيرا إلى أن الاستثمار المباشر خاصة الأجنبي تسعى إليه كل الدول، لمساهمته  في تعدد وتنوع الاستثمارات، بالإضافة إلى كونه مصدرا مهما من مصادر العملة الصعبة، لأن المستثمر الأجنبي يدفع بالدولار، ومن ثم تؤدي زيادة المعروض من العملة في تخفيف حدة مشكلة سعر الصرف التي تواجه الدولة المصرية خلال الفترة الماضي.

واكد المرشدى فى تصريحات خاصة لــ ” صدى البلد” إن السوق المصري يعاني من وجود سعر رسمي للدولار وسعر بالسوق غير الرسمي “السوق السوداء”، بالإضافة إلى تسعير الدولار بسعر مختلف داخل كل قطاع سواء الذهب أو السيارات أو الحديد وغيرها، موضحا أن هذه الفجوة تؤدي إلى مشكلة حقيقية في القطاعات الاقتصادية، لذلك يعتبر الاستثمار الأجنبي  أحد الأدوات لحل هذه المشكلة، فكلما زاد الاستثمار الأجنبي خاصة لو في شكل شراكات مع الدولة أو القطاع الخاص أدى ذلك إلى مزيد من النتائج الإيجابية سواء بحل أزمة العملة أو المساهمة في نمو القطاع الخاص.

وأشار الى أن قرار الشركات العالمية بالاستثمار في أي دولة يرتبط بتوافر عدد من العناصر في هذه الدولة، منها توافر الأمن والاستقرار، ووجود تشريعات جاذبة للاستثمار، ووجود تشريعات تحمي دخول وخروج رؤوس الأموال، بالإضافة إلى  استقرار النظام المالي، لذلك تسعى الدولة جاهدة نحو تحقيق استقرار النظام المالي والمصرفي والقضاء على الفجوة الموجودة، لافتا إلى وجود ميزة نسبية تحققها الاستثمارات المباشرة في مجالات متعددة تتعلق بزيادة حجم التصنيع والإنتاج وهو ما يخفف فاتورة الواردات، وتخفيف الطلب على العملة الصعبة ، ومن الممكن في حال زيادة الإنتاج أن ننتقل إلى التصدير ومن ثم يصبح مصدر مهم لزيادة الحصيلة الدولارية للدولة المصرية، كما أنه ينعكس على زيادة معدلات النمو وتحسين مؤشرات الاقتصاد في الدولة الأم.

ونوه إلى أن مصر تمتلك مقومات كثيرة تساعدها في جذب الاستثمارات الأجنبية منها الموقع الاستراتيجي وتوافر المواد الخام، والبنية التحتية المتطورة، كذلك الأيدي العاملة التي تعد تكلفتها أقل مقارنة بدول أخرى، وفي حال توفير التدريب والتأهيل اللازم لها تصبح كفاءتها عالية جدا، مشددا على الدور الذي تلعبه الاستثمارات المباشرة في توفير فرص العمل المتنوعة ومن ثم خفض معدلات البطالة في المجتمع المصري.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى