«التكية الخلوتية» بمدينة فوه.. هنا يتجمع الصوفيون
التكية الخلوتية بمدينة فوه، من أهم الآثار الدينية الخيرية بالمدينة، وتقع بميدان سوق الجمعة، فى مواجهة مسجد سيدى عبدالله البرلسى العمرى.
للتكية واجهتان: الغربية الرئيسية، والأخرى فى الشمال، ولها مدخل وحيد يتوسط الواجهة الغربية، ويتوجه عقد ثلاثى مدائنى، كما يقول ياسر الكردى، مدير عام منطقة آثار فوه، مضيفا: يزينه زخارف متنوعة رائعة منفذة بالطوب المنجور، ومن الداخل يؤدى الباب إلى طرقة طويلة تقسم المبنى إلى جزءين فإلى اليمين بالطابق الأول جزء عبارة عن دورة مياه وخزان لتخزين المياه، ويعلوه فى الطابق الثانى زاوية للصلاه، وحجرة لتحفيظ القرآن الكريم، وإلى الجانب الأيسر بالدور الأرضى مجموعة حجرات فى صف واحد كانت تستخدم لإقامة المشايخ والوافدين إلى المدينة من محبى الطريقة الخلوتية، ويؤدى إلى الدور الثانى سلم بنى بالطوب يؤدى إلى حجرتين كانتا لتجميع المشايخ والدراويش وحلقات للفقهاء ورواة الحديث، وتنتهى هذه الطرقة التى تمتد من المدخل وبطول المبنيين السابقين والمسقوفة بالخشب بعقدين مدببين الأيمن فتحته أكبر من الأيسر.
يفصل بين العقدين عمود رخامى، وتؤدى فتحتا العقدين إلى فناء مكشوف، وفى الطرف الشمالى من الفناء كما يقول مدير منطقة آثار فوه، توجد قبة الشيخ عطية ريحان التى تعلو ضريحه وهى بصلية كطراز القباب بفوه، وواجهتها بالطوب المنجور وبالناحية الشرقية من الضريح توجد حجرة صغيرة بها دولاب حائطى له أرفف، وربما كانت هذه الحجرة تستخدم كمكتبه.
ويضيف محمد الملاح، مدير عام منطقة آثار فوه السابق بأن التكية الخلوتية من أهم الآثار الدينية بمدينة فوه، وكان الهدف من إقامة التكايا إقامة الصوفيين ومكانا لتعبدهم واعتكافهم وخلوتهم، إضافة لإقامة عابرى السبيل والمنقطعين وإطعامهم وإيوائهم، وذلك كعمائر خيريه كانت موجودة فى صدر الإسلام، وكان يتم إقامة الأربطة فى الثغور الإسلاميه للرباط فى سبيل الله والتعبد، ثم تحول الأمر لإقامة الخنقاوات فى المدن الكبرى، ثم بعد ذلك وفى العصر العثمانى تطور الأمر لإقامة التكايا للغرض الخيرى، ويتم وقف الأراضى للإنفاق على من بها من الدراويش ورجال الصوفية، وعابرى السبيل وطلاب العلم.
وأضاف الملاح أن تاريخ إنشاء تلك التكية يرجع إلى عام 1100هجرية فى العصر العثمانى وتم تجديدها وترميمها بمعرفة وزارة الآثار فى إطار تطوير والحفاظ على الآثار الإسلامية بمدينة فوه وتم ذلك فى عام 1993م فى عهد المستشار الراحل محمود أبوالليل راشد محافظ كفر الشيخ الأسبق، وتهتم وزارة الآثار بصيانة تلك الآثار، حيث تعتبر مدينة فوه، ثالث مدينة تضم أكبر كمية من الآثار الإسلامية بعد مدينتى القاهرة ورشيد، وأضاف الملاح بأنه من الجدير بالذكر أن مدينة القدس كانت توجد بها تكية مصرية أنشئت فى عهد المماليك كما توجد أيضا تكية مصرية أنشأها محمد على باشا بالحرم الشريف قربة لله عز وجل.
ومن ناحيتها طالبت هاله أبوالسعد، عضو مجلس النواب وابنة مدينة فوه، بوضع مدينة فوه على الخريطة السياحية لمصر كلها لما تحتويه من أثار إسلامية نادرة، كما طالبت وزارة الآثار، بترميم الأماكن والقطع الأثرية بمدينة فوه للحفاظ عليها لأنها تعبر عن تاريخ مصر الإسلامى وحضارتها الإسلامية.
اللواء جمال نور الدين، محافظ كفرالشيخ، قال للمصرى اليوم إن مدينة فوه بها كم كبير من الآثار الإسلامية وبها 365 مسجدا إسلاميا أثريا بعدد أيام السنة، وبها بوابة الطرابيش الخاصة بمصنع الطرابيش الذى كان يصنع الطرابيش لجنود الجيش فى عهد محمد على، كما تعتبر قلعة صناعة الكليم والجوبلان ذات السمعة العالمية، ويفد إليها السياح من مختلف بلدان العالم للتمتع بمشاهدة آثارها حيث تعتبر معرضا مفتوحا لعرض تلك الآثار النادرة.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.