الصحة العالمية: أكثر من نصف سكان العالم يواجهون خطر تفشي الحصبة بحلول نهاية العام
حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن أكثر من نصف سكان العالم يواجهون خطرًا كبيرًا لتفشي مرض الحصبة، بحلول نهاية العام الجارى، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، وفقا لصحيفة «ديلى ميل».
وقد تزايدت حالات المرض الذي تم القضاء عليه في جميع أنحاء العالم- بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة- بسبب انخفاض معدلات التطعيم.
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الحالات في العام الماضي بالفعل بنسبة 79 في المائة لتصل إلى أكثر من 300 ألف حالة، وعلى الصعيد الوطني، لم يتم تطعيم ما يقرب من أربعة بالمائة من الأطفال الذين دخلوا رياض الأطفال العام الماضي ضد MMR، وهو أدنى معدل منذ العام الدراسي 2013-2014، مما يزيد من احتمالات رؤية موجة عارمة من العدوى.
ووفقا للتقرير، تُعزى ارتفاع عدد حالات الإصابة بالحصبة في معظم دول العالم، إلى تعطيل برامج الرعاية الصحية واللقاحات المدرسية أثناء الوباء، فضلًا عن ظهور المعلومات المضللة للقاحات.
من جانبها، قالت ناتاشا كروكروفت، كبيرة المستشارين الفنيين لشؤون الحصبة بمنظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، أن «ما يقلقنا هو أن لدينا هذه الفجوات الكبيرة في برامج التحصين هذا العام، 2024، وإذا لم تسد هذه الفجوات بشكل سريع مع اللقاحات، سوف تقفز الحصبة إلى تلك الفجوة».
وأضافت«كروكروفت»، يمكننا أن نرى، من خلال البيانات التي تم إنتاجها مع بيانات منظمة الصحة العالمية من قبل مركز السيطرة على الأمراض، أن أكثر من نصف جميع دول العالم ستكون معرضة لخطر كبير أو مرتفع للغاية لتفشي المرض بحلول نهاية هذا العام.«
وأشارت كبيرة المستشارين بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن معدلات الوفيات أعلى في البلدان الفقيرة بسبب ضعف الأنظمة الصحية، لافتة إلى أن تفشي المرض والوفيات يشكل أيضا خطرا على البلدان المتوسطة والمرتفعة الدخل.
وتابعت: «لقد شهدنا العديد من حالات تفشي مرض الحصبة في جميع أنحاء العالم وعانت البلدان المتوسطة الدخل بالفعل«، ونحن قلقون من أن عام 2024 سيبدو مثل عام 2019».
وتشير بيانات المنظمة إلى أن حالات الإصابة بالحصبة ارتفعت 79 بالمئة العام الماضي لتصل إلى 300 ألف حالة، ويُعتقد أن هذا العدد يمثل جزءا بسيطا من إجمالي حالات الإصابة، بسبب نقص الاختبارات في بعض أجزاء العالم، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وتم الإبلاغ عن حالات تفشي في جميع مناطق منظمة الصحة العالمية ما عدا الأميركيتين، إلا أن كروكروفت تتوقع حدوث تفش هناك أيضا.
من ناحية أخرى، تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 20 حالة في الولايات المتحدة هذا العام، في حين تم تأكيد 41 حالة في العام الماضي، وهناك مؤشرات على أن معدلات التطعيم بين الأطفال والسكان الأكثر عرضة لخطر المرض قد وصلت إلى مستويات منخفضة جديدة.
حالات الحصبة في المملكة المتحدة
أظهرت الأرقام الرسمية أن حالات الحصبة في المملكة المتحدة ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث كشفت أحدث بيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) أن 118 شخصًا أصيبوا بالفيروس في إنجلترا في الأسبوع الأول من فبراير – وهو نصف عدد المصابين خلال شهر يناير بأكمله.
ويبلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة الآن 465 حالة، وهو أعلى من آخر تفشٍ كبير للمرض في عام 2013.
الوقاية من مرض الحصبة
الحصبة هي فيروس شديد العدوى ينتقل عبر الهواء ويصيب في الغالب الأطفال دون سن الخامسة، ويمكن الوقاية منه عن طريق جرعتين من لقاح MMR، وقد تم تجنب أكثر من 57 مليون حالة وفاة منذ عام 2000، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتفيد تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الجرعتين الموصى بهما من لقاح MMR فعالان بنسبة 97 بالمائة ضد الحصبة، وجرعة واحدة فعالة بنسبة 93 بالمائة، ولكن معدلات التطعيم ضد الحصبة آخذة في الانخفاض، مع دخول المزيد من الأطفال الصغار إلى المدارس دون تطعيمهم.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض، زادت حالات الحصبة المقدرة بنسبة 18 بالمائة من 7.8 مليون في عام 2021 إلى 9.2 مليون في عام 2022، وزادت الوفيات المقدرة بسبب الفيروس بنسبة 43 بالمئة بين عامي 2021 و2022 لتصل إلى 136200.
ولكن على مدى العقدين الماضيين، انخفض العدد التقديري لحالات الحصبة بنسبة 75 في المائة، من 36 مليون حالة في عام 2000 إلى 9.2 مليون حالة في عام 2022، وانخفض العدد السنوي المقدر لوفيات الحصبة بنسبة 82%، من 772900 في عام 2000 إلى 136200 في عام 2022.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.