بعد الكشف عن بوستر المسلسل.. من هم «الحشاشين»؟ (تقرير)


مع اقتراب دخول موسم رمضان، بدأت القنوات والمنصات في الكشف عن مسلسلاتها ونجومها، من خلال البوسترات الرسمية لهذه الأعمال، وخلال الساعات القليلة الماضية طرح بوستر مسلسل الحشاشين، الذي يعد من أكثر المسلسلات المنتظرة في رمضان المقبل، نظرًا لميزانية العمل الضخمة، وفريق العمل، الذي يضم النجم كريم عبدالعزيز، والمخرج بيتر ميمي، والمؤلف عبدالرحيم كمال، وفي السطور التالية سنحاول البحث عن أصل هذه الفرقة، وسبب تسميتها بهذا الاسم.

سر التسمية؟

تعددت الروايات والمصادر حول سبب التسمية بالحشاشين، فإحداها تحدث على الأصل الاشتقاقي للكلمة أساسان (Assasins): أي القتلة أو الاغتياليون، وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الفدائية الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم، وقادة جيوشهم؛ فخافوهم ولقبوهم «الأساسان».

وروايات أخرى تحدثت على أن لقب التسمية يعود إلى أنه عندما سيطر حسن الصباح على كل النواحي المحيطة بقلعته الحصينة تحرك السلاجقة (وزراء ووكلاء الدولة العباسية) لصدِّهم، وهاجموهم بضراوة، وحاصروا قلعتهم الحصينة حصارًا محكمًا، حتى اضطر الإسماعيلية النـزارية المتحصنون بآلموت، إلى أكل الحشيش الذي ينبت في الأرض، كى يبقوا على قيد الحياة ولمواجهة هذا الموقف غير المتكافئ، ابتكر آكلو حشيش الأرض (الحشاشون) نظام الاغتيالات والعمليات الفدائية، فكان أولى ضحاياهم هو الوزير الشهير «نظام الملك» الذي قتله في بلدة (نهاوند) فدائىٌّ إسماعيلىّ.. فارتاع الناسُ من هذه الجرأة، وظنَّ بعضهم أن الحسن الصباح أعطى الفدائى مخدرًا، جعله يقوم بهذه العملية الاستشهادية، ولذلك سميت الجماعة الإسماعيلية النـزارية التي يتزعمها الحسن الصباح، بالحشاشين. وهى تسمية يعتز بها الحشاشون أنفسهم، على اعتبار أن المقصود منها ليس المخدرات وإنما حشيش الأرض والنباتات التي اضطروا لأكلها دفاعًا عن مذهبهم العقائدى.

من هو حسن الصباح؟

حسن الصباح لقب بالسيد أو شيخ الجبل، هو مؤسس ما يعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية، أو الباطنية أو الحشاشون، حسب التسمية الأوروبية.

بعض المؤرخين ذكروا أنه ولد في قم معقل الشيعة الإثنى عشرية حيث نشأ في بيئة شيعية اثني عشرية ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز لنشاطات الطائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.

ترك حسن مدينة الرى سنة 1076 ورحل إلى أصفهان، ثم اتجه صوب أذربيجان بعدها أكمل رحلته إلى فلسطين عن طريق أرض الجزيرة وسوريا وبيروت ومن هناك رحل بحرا إلى مصر.

بقي حسن في مصر حوالي 3 سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية، ثم قيل إنه اختلف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرق في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا، ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان.

لم يكن كل هم حسن الصباح في تنقلاته هو نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب، بل أيضًا للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة ويحوله إلى قاعدة لنشر دعاته وأفكاره، وقد عزف عن المدن لانكشافها، لذا لم يجد أفضل من قلعة أَلَمُوت المنيعة.

وبقي فيها بقية حياته ولم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته، حيث كان جل وقته يقضيه في القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط لفرقته.

قلعة آلموت

وقلعة آلموت تعتبر من أشهر القلاع التي استخدمها حسن الصباح لنشر دعوته، فلم يكن مشغولاً فقط بكسب الأنصار لقضيته؛ وإنما كان مشغولاً أيضاً بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة الإسماعيلية في كل البلاد للابتعاد عن خطر السلاجقة، حيث فضل معقلاً نائياً ومنيعاً وملاذاً آمناً للإسماعيليين، فوقع اختياره على قلعة ألموت، وهو حصن مقام فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال ألبرز، ويسيطر على وادٍ مغلق صالح للزراعة يبلغ طوله ثلاثين ميلاً وأقصى عرضه ثلاثة أميال والقلعة ترتفع أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق ضيق شديد الانحدار.

استطاع حسن الصباح من دخول القلعة بفضل أنصاره المتخفين داخل القلعة، وظل متخفياً داخلها لفترة وجيزة قبل أن يسيطر على كامل القلعة وأخرج مالكها القديم بعد أن أعطاه 3000 دينار ذهبي ثمناً لها. وبذلك أصبح سيّداً لقلعة الموت، ولم يغادرها طيلة 35 عاماً حتى وفاته.

ووصف الرحالة ماركو بولو القلعة قائلاً: ««بأنه كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين».

تفاصيل مسلسل الحشاشين

مسلسل «الحشاشين» يدور حول شخصية حسن الصباح التي يجسدها كريم، وجماعة الحشاشين، والأحداث تدور عام 1000، وهي بداية بذرة الإرهاب، ومن المقرر أن يتم تصويره ما بين مصر وعدد من الدول العربية، سيناريو وحوار عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، وبطولة كريم عبدالعزيز، فتحى عبدالوهاب، ونيقولا معوض.

اقرأ أيضاً:



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading