تزايد الضغوط من أجل وقف إطلاق النار في غزة مع دخول الصراع بين إسرائيل وحماس أسبوعه الخامس | حرب إسرائيل وحماس


بدت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب منقسمين بشأن الدعوات لوقف إطلاق النار في الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد حماس، حيث دفعت الولايات المتحدة من أجل وقف مؤقت أكثر للقتال وسط غضب عالمي متزايد بشأن ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

يوم السبت، حث العديد من وزراء خارجية الشرق الأوسط الولايات المتحدة على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار في اجتماع مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن. غير أن كبير الدبلوماسيين الأمريكيين رفض الفكرة قائلا إن مثل هذا الوقف لن يفيد سوى حماس، مما يسمح للمنظمة المسلحة بإعادة تجميع صفوفها والهجوم مرة أخرى.

وجاءت المشاحنات الدبلوماسية مع دخول الصراع أسبوعه الخامس، مع تقارير تفيد بمقتل أكثر من 30 شخصا في غارة على مخيم للاجئين في وسط غزة.

وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أول من نشر تقريرا عن القصف الذي وقع في مخيم المغازي للاجئين في غزة في وقت متأخر من مساء السبت. وقالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة إن إسرائيل هاجمت المخيم، مضيفة أن معظم القتلى من النساء والأطفال.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه يبحث فيما إذا كانت قوات الدفاع الإسرائيلية تعمل في المنطقة وقت التفجير.

وفي وقت سابق من يوم السبت، أبلغ الفلسطينيون عن غارة إسرائيلية قاتلة على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في شمال غزة وكانت تستخدم كملجأ.

وقال شهود إن الغارة أصابت مدرسة الفاخورة في جباليا، حيث يعيش آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم. وقال محمد أبو سلمية، المسؤول بوزارة الصحة في غزة، إن 15 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات.

نقل الناجين من انفجار مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة إلى مستشفى شهداء الأقصى. تصوير: وكالة الأناضول/ الأناضول/ غيتي إيماجز

وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول على التجمعات السكانية القريبة من الحدود مع غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين. كما تم اختطاف أكثر من 240 رهينة إسرائيلية وأجنبية خلال الهجوم.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 9480 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في الغارات الإسرائيلية والحملة البرية المكثفة.

وأدى العدد المتزايد للوفيات بين المدنيين إلى تكثيف الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار. وسعت الولايات المتحدة إلى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقبول وقف مؤقت للقتال، ولكن بعد اجتماعه مع بلينكن يوم الجمعة، قال الزعيم الإسرائيلي إنه لن تكون هناك “هدنة مؤقتة” ما لم تطلق حماس سراح الرهائن الذين تحتجزهم في غزة.

يوم السبت، قال مسؤولو حماس إن أكثر من 60 من الرهائن المحتجزين في غزة فقدوا بعد الغارات الجوية الإسرائيلية. وفي أواخر الشهر الماضي، قالت حماس إن ما يقدر بنحو 50 أسيراً كانت تحتجزهم قتلوا في غارات على غزة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن القوات تقاتل “بشدة” في غزة، بينما قام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال هيرتسي هاليفي، بزيارة القوات داخل غزة بعد أن أكملوا تطويق مدينة غزة.

ويصف الجيش الإسرائيلي مدينة غزة بأنها “مركز منظمة حماس الإرهابية”، لكن المبعوث الأمريكي الخاص لمساعدات الإغاثة، ديفيد ساترفيلد، قال إن ما بين 350 ألف إلى 400 ألف مدني ما زالوا في المدينة والمناطق المجاورة.

متظاهرون إسرائيليون يرددون شعارات ضد بنيامين نتنياهو خلال احتجاج مناهض للحكومة في القدس.
متظاهرون إسرائيليون يرددون شعارات ضد بنيامين نتنياهو خلال احتجاج مناهض للحكومة في القدس. تصوير: فضل سينا/ وكالة الصحافة الفرنسية/ غيتي إيماجز

وأثار القتال المستمر معارضة سياسية من القوى الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك تركيا، التي استدعت يوم السبت سفيرها من إسرائيل، قبل ساعات من وصول بلينكن إلى أنقرة لعقد اجتماعات مع مسؤولين محليين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين إنه يحمل نتنياهو شخصيا المسؤولية عن تزايد عدد القتلى المدنيين في غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات إن هذه الخطوة هي “خطوة أخرى من قبل الرئيس التركي الذي يقف إلى جانب منظمة حماس الإرهابية”.

ونظمت احتجاجات يوم السبت خارج مقر إقامة نتنياهو. ولوح المئات من المتظاهرين بالأعلام الإسرائيلية الزرقاء والبيضاء وهم يهتفون “اسجنوا الآن!”، واقتحموا حواجز الشرطة حول منزل رئيس الوزراء في القدس وأوقفتهم الشرطة.

ويسلط الاحتجاج، الذي تزامن مع استطلاع للرأي أظهر أن أكثر من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب على نتنياهو الاستقالة، الضوء على الغضب الشعبي المتزايد تجاه قادتهم السياسيين والأمنيين.

وتظاهر الآلاف أيضًا في تل أبيب، ملوحين بالأعلام وحاملين صورًا لبعض الأسرى في غزة ولافتات تحمل شعارات مثل “أطلقوا سراح الرهائن الآن بأي ثمن”، بينما رددت الحشود “أعيدوهم إلى الوطن الآن”.

كما نظم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين احتجاجات يوم السبت في مدن حول العالم، بما في ذلك لندن وبرلين وباريس واسطنبول وواشنطن، للمطالبة بوقف إطلاق النار.

ساهمت رويترز وأسوشيتد برس ووكالة فرانس برس في إعداد هذا التقرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى