خبراء: مصر حائط الصد لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية
طلب اللواء محمد إبراهيم، نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، الوقوف دقيقة حدادًا على شهداء غزة، فى بداية الندوة التى نظمها معرض الكتاب فى اليوم المخصص لفلسطين، والتى جاءت بعنوان «مستقبل الدور المصرى فى القضية الفلسطينية»، بحضور الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، والدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وقال «إبراهيم» إن القضية الفلسطينية لا تمر بمفترق طرق، ولكن منذ فترة ليست قصيرة تمر بأخطر مراحلها وهى تصفية القضية وتجميدها، ومصر هى حائط الصد لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، وهى لا تبحث عن دور ولكن الدور هو الذى يبحث عن مصر.
واستعرض مراحل مختلفة من الأدوار التى قامت بها مصر لدعم القضية الفلسطينية، وقال قبل أن توقع مصر معاهدة السلام بـ٦ أشهر وقعت مصر مع رئيس الولايات المتحدة الأسبق، جيمى كارتر، البذرة الأولى لدولة فلسطين، ومصر لها علاقات وطيدة للغاية مع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء، ما هو معروف منها وغير معروف، ولدينا علاقات وطيدة مع السلطة الفلسطينية.
وأضاف: «فى عام ٢٠٠٥، أراد رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، أرئيل شارون، أن ينسحب من غزة، ولكن بعد أن وضع شرطين وهما احتلال ممر فيلادلفيا ومعبر رفح، ولكن أصرت مصر على الانسحاب الكامل من غزة بما فيها ممر فيلادلفيا ومعبر رفح، وتم الانصياع للشروط المصرية وانسحبت إسرائيل بالكامل من قطاع غزة، وأصبحت غزة محررة بالكامل، لا يوجد فيها عسكرى إسرائيلى، وبإشراف مصر».
وتابع: «انقلبت حماس على السلطة الفلسطينية عام ٢٠٠٧، وظلت الجهود المصرية مستمرة حتى توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، وفى ظل الأزمات الاقتصادية التى تمر بها مصر أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى إعادة إعمار غزة قبل هذه الحرب عام ٢٠٢٢، وكان المعمار المصرى يسير بشكل جيد داخل القطاع».
وردًا على سؤال حول عدم إنجاز تهدئة سريعة بخصوص حرب إسرائيل على غزة، قال: «ببساطة الحرب الأخيرة على غزة تختلف تمامًا عن كل الحروب السابقة، فلأول مرة تمر حماس بأمور جديدة فى حربها، وكذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل، فبالنسبة لحماس لأول مرة يحدث اقتحام واختطاف، وبالنسبة لإسرائيل لأول مرة يعلنون حالة الحرب، وأن يكون هناك مجلس حرب، وحكومة طوارئ، وإعلان ٣ أهداف رئيسية فى حربها، وهى القضاء على حماس، والقضاء على وجود أى حكومة لحماس، وألا تتكرر مثل هذه الحرب مرة أخرى».
وتابع: «فى محاولة احتواء الأحداث تحركت مصر بشكل عاجل، وأجرت العديد من الاتصالات مع جميع الأطراف المعنية، سواء العربية أو الأوروبية، وأجرى الرئيس أكثر من ٢٠ اتصالًا، لكن هذا لا يمنع وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، والمرحلة الثانية صممنا بشكل مهم على عدم تهجير الفلسطينيين ورفضنا سياسة العقاب الجماعى، وفتحنا معبر رفح، وشاركنا فى عدم خروج الجنسيات المزدوجة إلا بالتزامن مع دخول المساعدات، وكانت المرحلة الثالثة هى طرح الحلول، ومصر هى الوحيدة التى طرحت رؤية متكاملة، والتى بدأت بطلب هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وبعدها انسحاب إسرائيل، ومصر لا تتحدث عن مستقبل غزة ولكنها تتحدث عن مستقبل القضية الفلسطينية، وترفع شعار لا للاحتلال الإسرائيلى لغزة ولمحور فيلادلفيا، وتطالب بضرورة وجود سلطة فلسطينية فى غزة مثل الضفة الغربية».
وقال محمد أبومطر، رئيس قسم القانون العام بكلية الحقوق جامعة الأزهر، إن فلسطين مازالت دولة تخضع للاحتلال، ولم يتغير من هذا الوضع شىء، ومازالت إسرائيل هى التى تتحكم فى دخول وخروج المواطنين وسجل الأحوال المدنية وكل شىء.
وأضاف: «ما نتعرض له عدوان، ومن حقنا استخدام كل الوسائل للتحرر، وبالتالى المقاومة المسلحة جزء أساسى للحق الذى تمتلكه الدولة فى الدفاع عن نفسها، وإسرائيل ليس من حقها أن تدعى أنها تدافع عن نفسها لأنها الكيان المحتل، كما أنها ليس عليها أن تلتزم فقط باتفاقيات جنيف الأربع، ولكن عليها أن تلتزم بكل الاتفاقيات الدولية، وإسرائيل حاولت أن تستخدم مجموعة من الوسائل الحديثة فى حربها على غزة وهى التحذير المسبق، وإعطاء أوامر بالإخلاء، وهذا يشكل انتهاكًا للقانون الدولى، كما حاولت إسرائيل زيادة عدد الضحايا وأرادت أن يعتاد المجتمع الدولى على ذلك، وتحويل المدنيين إلى أهداف مشروعة».
وأشار إلى أن دعوة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية شكلت صدمة للعالم، وجعلته ينظر إلى إسرائيل على أنها ترتكب جرائم الإبادة الجماعية.
وشدد على أن أرقام القتل والتدمير الذى سببته إسرائيل فى حق المدنيين مخيفة ولم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، وتستهدف إبادة الشعب الفلسطينى.
وقال صبحى عسيلة، رئيس قسم الرأى العام بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن فلسطين ليست قضية أمن قومى فقط ولكنها قضية داخلية حياتية، وإسرائيل تعادينا طوال الوقت.
وأشار محمد فايز، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن مصر تتحرك فى حقل ألغام، سواء فيما يتعلق بالصراع المباشر بين القوى الفلسطينية وحكومة الاحتلال أو فيما يتعلق بالإقليم وتداخل قضاياه.
وأضاف: «عشنا لفترة كبيرة النظام ثنائى القطبية لكن مع الثمانينيات دخلنا إلى نظام أحادى القطبية، ورغم هيمنة أمريكا إلا أنه كان هناك احترام لقواعد النظام الدولى، واحترام الأمم المتحدة، وعدم التداخل فى الشؤون الداخلية للبلاد، وهذه المبادئ لم تتعرض لتحدٍّ كبير كما نرى الآن من الجانب الإسرائيلى».
ولفت إلى أن القوى الصاعدة من روسيا والصين تستغل القضية الفلسطينية للوقوف أمام الولايات المتحدة الأمريكية وتقليل فرض سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط، فى حين أن الولايات المتحدة الأمريكية تستغل أيضًا القضية الفلسطينية لتوصيل رسالة واضحة لروسيا والصين بأنها القوى الرئيسية لحماية الأمن الإقليمى، وتحقيق أهداف أخرى مثل ردع قوى إيران، فهناك استغلال للقضية من الطرفان القوى المهيمنة والقوى الصاعدة لتحقيق أهداف خاصة.
وقال الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الندوة تقام فى اليوم الذى اختارته إدارة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٥٥ لفلسطين، وفى الحقيقة هذه الدورة بأكملها لفلسطين، وكل الناشرين سواء من مصر أو الدول العربية لديهم زخم وكتب وأبحاث ودراسات متعلقة بالقضية الفلسطينية وجوانبها، وكل الملايين على قدر توقعاتنا وأسئلتهم عن إسرائيل لا تنقطع، والإقبال كبير على المنتجات القيمة ذات الجودة العالية، والتى لها بعد وطنى كبير، والتى حظيت أيضًا بدعم من وزارة الثقافة لتقديم تلك المنتجات بأسعار جيدة.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.