«زي النهارده».. قطز حاكمًا لمصر 1 فبراير 1259
هو الملك المظفر سيف الدين قطز، واسمه الحقيقى هو محمود بن ممدود بن خوارزم شاه، ويعد من أبرز ملوك المماليك، والمماليك كلهم كانوا أرقاء ومتساوين وتربوا معا كمماليك للسلطان الأيوبى الصالح نجم الدين أيوب، لكن قطز كان ابن أحد أمراء الدولة الخوارزمية. على الرغم من أن فترة حكمه لم تدم سوى عام واحد، لكن يذكر له أنه نجح في إعادة تعبئة وتجميع الجيش الإسلامى، الذي استطاع أن يوقف زحف التتار الذي كاد يقضى على الدولة الإسلامية وهزمهم هزيمة منكرة في معركة عين جالوت، وهو صاحب الصيحة الشهيرة في هذه المعركة:«وا إسلاماه»وقد لاحق فلولهم حتى حرر الشام، أما عن مقدمات توليه حكم مصر فقد كانت بعد مقتل الملك المعز عز الدين أيبك على يد زوجته شجرة الدر، ثم مقتل شجرة الدرمن بعده، وتولى الحكم السلطان الطفل المنصور نور الدين على بن عز الدين أيبك.
وكان قطز هو الوصى على السلطان الصغير الذي كان يبلغ من العمر 15 سنة، فلما رأى قطز أن هذا يضعف من هيبة الحكم في مصر، ويقوى عزيمة الأعداء حين يرون الحاكم طفلًا اتخذ القرار الجرىء، وهو عزل السلطان الطفل، واعتلى هو عرش مصر «زي النهارده» في 1 فبراير 1259 وقد استمرت فترة حكمه سنة واحدة، نجح خلالها في إلحاق أقسى هزيمة بالمغول في عين جالوت، وصد غاراتهم الهمجية، وطردهم من الشام، وحين تولى الحكم كان الوضع السياسى الداخلى متأزمًا للغاية، وكان هناك الكثير من المماليك الطامعين في الحكم، كما كانت هناك أزمة اقتصادية طاحنة تمر بالبلاد، فوحد المماليك على هدف واحد وهو وقف زحف التتار، ولقد حقق هذا الانتصار الحاسم وأنقذ الإسلام من خطر المغول في ظل ظروف صعبة كانت تمر بها مصر،وبعد انتصاره في عين جالوت قتله بيبرس وصحبه في 24 أكتوبر 1260 لثأر قديم.ويمكن وصف مقتل قطز على يد بيبرس أنه كان أقرب للأمر الوارد في ظل التنافس التقليدى بين المماليك على الحكم، وأن قطز كان من الشخصيات القوية في العصر المملوكى، وكان هذا سبب خوف بيبرس منه.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.