كلمات الرئيس السيسي خلال “إيجبس 2024” رسالة مهمة للداخل والخارج
أكدت صحيفة “الأهرام” أن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ومعرض مصر الدولي السابع للبترول «إيجبس 2024» كانت رسالة مهمة إلى الداخل والخارج معا.
وأفادت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء، تحت عنوان (تكلفة التنمية.. ودور مؤسسات التمويل)، بأن رسالة الداخل، فكانت للمواطن العادي، الذي يتعين عليه أن يدرك الأبعاد الحقيقية للظروف الاقتصادية التي يعيشها، وأما رسالة الخارج، فكانت للدول والمؤسسات الكبرى التي تتباطأ، أو لا تدرك، أهمية تمويل أعباء التنمية، ليس فقط في مصر، وإنما في قارة إفريقيا كلها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس أراد أن يذكرنا نحن أولا بأن الدولة المصرية كانت تفقد سنويا ما بين 9 مليارات و10 مليارات دولار نتيجة سوء البنية الأساسية وحالة الطرق، وأننا نجحنا (بفضل الله)، خلال 7 سنوات فقط، في التغلب على هذه المشكلات، لكن بتكلفة ضخمة جدا.
ونبهت “الأهرام” إلى أنه في هذه النقطة، يشير الرئيس إلى أن مؤسسات التمويل الدولية كانت ترى ما تفعله مصر من تنمية وجهود حقيقية وجادة لبناء دولة حديثة، وعلاج مشكلات قديمة، وإقامة مشروعات قومية كبرى، تعود بالنفع على المواطن، وعلى استقرار وطن هو الأكبر والأهم في الإقليم بأكمله، ومع ذلك، لم يبد أحد استعداده لمنح مصر تمويلا منخفض التكلفة.
تحديات اقتصادية صعبة
وأشارت الصحيفة إلى أنه في السياق نفسه، وبجانب أعباء التنمية، التي تحملتها مصر بصلابة وعزيمة، جاءت تحديات اقتصادية صعبة نتيجة ظروف خارجية غير متوقعة، بداية من جائحة كورونا، التي أثرت بالسلب على أسعار المواد الخام وسلاسل الإمداد العالمية، مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية التي ألحقت أضرارا بالغة بالاقتصاد العالمي، ونهاية بالتوترات الإقليمية المحيطة بمصر، من ليبيا إلى السودان، ثم قطاع غزة، وتأثيرات ذلك على حركة الملاحة في قناة السويس، التي تراجعت إيراداتها بمعدل يصل إلى 50%.
ولفتت إلى أنه هذا كله يحدث في الوقت الذي لا تزال فيه الدولة المصرية تبدي حرصها والتزامها الكامل بالوفاء بجميع الالتزامات المالية، وخاصة التزاماتها مع شركات البترول العالمية وشركاء التنمية ومؤسسات التمويل.. إذن، فالتكلفة ضخمة للغاية، سواء تكلفة التنمية، وإعادة بناء وطن، أو تكلفة مجابهة تحديات خارجية كبرى تؤثر على الجميع.. ومع ذلك، لا يبدو موقف مؤسسات التمويل الدولية جادا أو متفهما لهذه الظروف والأبعاد بالصورة الكافية.
وأوضحت “الأهرام” أن هذا الكلام لا ينطبق على مصر وحدها، بل على قارة إفريقيا، التي يشكو الأوروبيون من تنامي ظاهرة الهجرة غير المشروعة من دولها، فلم يتوافر لدى الدول الإفريقية كذلك فرص التمويل المنخفض التكلفة، وهو ما يصعب مهمة وفاء دول القارة أيضا في تنفيذ تعهداتها والتزاماتها.
وذكرت الصحيفة أن أكبر دليل على هذه المواقف السلبية هو ما ذكره الرئيس بشأن الوعود التي انطلقت في مؤتمر باريس 2015 بضخ نحو مائة مليار دولار لمصلحة الطاقة والمناخ، فقد مرت تسع سنوات، دون أن يتم ضخ هذه الأموال إلى الدول الإفريقية، رغم حقيقة أن التعهدات صادرة من جانب الدول المتقدمة وصاحبة الاقتصاديات القوية وهي المسئولة أكثر عن قضايا البيئة، ويدفع فاتورتها في النهاية دول إفريقيا التي لا ناقة لها ولا جمل في مسببات ظاهرة التغير المناخي.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.