كواعب البراهمي تكتب: عيد الأم
في كل عام في مثل هذا اليوم تمتلىء السوشيال ميديا بأحوال متناقضة، فالبعض يهنيء والبعض يحرم التهنئة، والبعض حزين .
بداية وقبل كل شيء كل سنة وكل أم طيبة وبخير وصحة وسلام ، بل كل سنة وكل أنثي بخير وصحه وسلام ، سواء أكانت أم أو أخت أو عمه أو خالة،أو جدة .
تحية لكل نساء الأرض في عيد الأم ، سواء كانت أم فعليا أو ليس لديها أبناء .
فالأمومة الحقيقية هي حنان الأم وعطف الأم وحب الأم ، و ليس الأم هي التي تلد ، و لكن هي أيضا التي تربي وتعلم وتكبر وتعتني .
فكم من ام حقيقة أهملت و أضاعت أبناء، وكم من أم لم تلد ولكنها ربت وعلمت وأنشأت أجيالا.
لفت نظري مقال اليوم علي صفحة صديق يقول فيه أنه كان يتوقع ان أبنه سيسأله عن المبلغ الذي طلبه منه صباح اليوم قبل ذهابه للمدرسة، ولكن الأبن عاد من المدرسة ولم يسأل عن شيء . وعندما سأله والده : لماذا لم تسأل عن المبلغ ؟
رد الأبن : لا .. لا أريد المبلغ لأن المدرس قال لنا أن عيد الأم بدعة .
لقد قرأت مثل هذاالكلام قبل ذلك، وتقريبا في كل عيد أم وأنا لا أوافق على هذا الرأي . و أجد مني اختلافا في الرؤية , واختلافا في التحليل و لا أرى التحريم , وودت أن أناقش وجهه نظري في هذا المقال مع الذين يحرمون .
والسؤال ما هو وجه الحرمه في الإحتفال بعيد الأم ؟ ما هو القياس في تحريمه ؟
لقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من سن سنه حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة ، ومن سن سنه سيئة ،فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .
وفي الاخذ بهذا الحديث أجد أن الإحتفال بعيد الأم هو سنه حسنة وليس سنة سيئة. فما هو السيء في ذلك الاحتفال من وجهه نظر من يحرمونه ؟
هل لأننا لا نحتفل إلا كل أثني عشر شهرا ؟ أم لأن الإحتفال في حد ذاته حراما ؟
وأنا أعتقد أن الإحتفال ليس حراما لأن التحريم لا يكون إلا بنص . سواء أكان هذا النص قرآن أو حديث شريف .
وإذا كان كما يقول البعض تقليدا للكفار أو لغير المسلمين .
فأقول لهم إن الإسلام أحتفظ بكل العادات الجاهلية الحسنة ، و أقرها لأن الإسلام يعترف بموضوعية الأشياء وليس بشكليتها .
وإذا كان هذا العيد يجعل الأسرة في سعادة ، فلماذا لا يتم الإحتفال به وتسعد الأسرة ؟ بل أن الموضوع تطور وأصبح العيد والتهنئة تشمل الأم والأخت والخالة والعمة والمعلمة ، وكل إنسانة يري الشخص أن لها فضلا عليه أو لها حبا في قلبه ، وقد تعطي الزوجه هدية لأم زوجها فينصلح الحال بين الأثنتين . أو قريبة لقريبتها فيكون الود .
ما أردت قوله أنه لا يجب أن نحلل أو نحرم ، ونضيق علي أنفسنا ما وسع الله به علينا ، ولقد قال رسول الله للصحابه عندما أكثروا السؤال بألا يسألوا عن أشياء أن تبد لهم تسؤهم .
قال الله تعالى في سورة المائدة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )المائدة/ 101 .
أما الاحتفال فهو يجمع شمل الأسر، ويقرب بين الابناء والاهل . و أن موضوع الإحتفال هذا ليس فيه معصية لله ولرسوله .
ويوجد علماء كثيرين حرموا ذلك في فتاواهم ، وعلماء آخرين أحلوا الاحتفال .
وأنا شخصيا أتبع ما لا أجد فيه حرج ، أو بمعني أصح أطبق قول الرسول حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ : (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن عيد الأم هو يوم جميل لتجمع الأسرة وإدخال الفرحه في المنزل فياليت كل السنه أعياد أم .
لأن هذا العيد هو عيد الدعوات والسعادة ،فأفرحوا وأسعدوا .
وربنا يبارك لي في أمي ، ويبارك في كل أم ، وكل من لها دور الأم في حياة أي شخص، ويرحم كل أم رحلت , فلتدعو لها بالرحمة , فهي في مكان أفضل وأجمل وأحسن , في جنه الخلد فقد قال رسولنا الكريم ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.