«لا تألفوا الدماء».. من عاجل لـ معتاد فهل استأنسنا مشاهد القتل في غزة؟


حالة فزع هرع لها العالم بأسره، أحدثتها مشاهد الحرب على غزة، فبدت شديدة القسوة مُعبرة عن جزءًا محدودا من المعاناة الفعلية لأهالي القطاع.

مشاهد كساها اللون الرمادي من تخريب وهدم منازل دُكت على أصحابها، ومن أجساد مرتميه بأنحاء القطاع، بين جُثث دُفنت بطرق عشوائية، وأطفال ارتجفت من فاجعة الأحداث، وأمهات صاحبها النحيب حتى الموت، فبينهم من ماتت جوعًا، ومن دُفن حياً، ومن حمل أبناءه في أكياس بلاستيكية.

فهي فواجع لم يشهدها العالم من قبل بهذا القدر من الفظاعة المُعلنة، وعلى مدار هذه الفترة المستمرة المتجاوزة ثلاثة أشهر متواصلة، فُطرت فيها القلوب على أطفال غزة، واهتزت معها قناعات العالم الغربي، فأبدى العالم تعاطفه في عدة جهات متفرقة أولهم كانت التبرعات والمقاطعة والمظاهرات بأنحاء البلاد، مع المتابعة المستمرة للأحداث والكتابة عنها على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن بعد أكثر من 100 يوماً من متابعة القتل في غزة هل اعتادت أعيننا مشاهد الدماء كنتيجة لتكرارها اليومي؟ وهل طول مدة الحرب تؤثر على التعاطف؟

آثار الدمار بسبب القصف الإسرائيلى على قطاع غزة – صورة أرشيفية

مارك عبيد: الاعتياد طبيعة النفس البشرية لكن وضع القضية الفلسطينية مختلف

كتب الفلسطيني عمرو المشهري في أحد التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «لا تعتادوا المشهد، بطلنا خبر عاجل، صرنا خبر معتاد، ممل متكرر، ذات السيناريو كل يوم هو هو، مجزرة فيها عشرات الشهداء لا وبل مئات وقصف لعشرات المنازل، ونزوح آلاف السكان، مشاهد الأشلاء وأجساد الأطفال والنساء صارت روتين، وصرنا أرقامًا تعد، وفاتورة مفتوحة لا تتوقف، هذه الحقيقة».

ويعلق الدكتور مارك عبيد أخصائي الصحة النفسية لـ «المصري اليوم»، أن كلما كان هناك تصويب على الأحداث من المؤسسات الإعلامية في التلفزيون والصحفي ووسائل التواصل الاجتماعي، كلما تعمق الشخص أكثر بحالة الحرب ووعيه بها، وهو ما حدث بالفعل الأيام الماضية، كما أن تأثر الإنسان يزداد كلما اقتربت الأحداث منه، وكلما كانت الصلة بين الفئتين أكبر أو البلدين كلما شعر الشخص أنها قضيته الخاصة، وهو ما يحدث بين المصريين والفلسطينيين، ليس فقد لأن القضية تُعني لهم الكثير، بل لأن الشعور بأن الخطر قريب يزيد الخوف وهي طبيعة بالنفس البشرية.

آثار العدوان الإسرائيلى على غزة – صورة أرشيفية

وتابع: لكن بعد امتداد الفترة في حالة عدم وجود تغيير، فأن السلوك البشري الطبيعي يميل للتأقلم، بعد أكثر من شهرين متواصلين، من الطبيعي أن يعتاد الشخص مشاهد الدماء، فيشعر بالحزن والتعاطف بالطبع، لكنه لن يهرع بالصورة ذاتها في أول أيام القصف والدمار، نظراً إلى أن عيناه أعتاد هذه المشاهد، ورأتها مراراً وتكراراً على مدار اليوم، وعلى نفس الصعيد شعور الفلسطينيين أنفسهم، مستحيل أن تكون حالة الأيام الأولى، هي ذاتها الحادثة لهم اليوم، الفكرة الخوف عامة بيستمر فترة قد ايه، حتى وإن وصل لسنة كاملة فالسلوك البشري سيميل عادةً لوسيلة الدفاع النفسية بالتأقلم.

فأطلق الدكتور «عبيد» مثالاً على حالة الفزع التي أطلقها الكوفيد في 2019 قائلاً: الجميع هلع حينها، لكن حالياً الجميع تأقلم، وهذه طبيعة الحياة.

لكن فيما يخص التعرض لصور ومشاهد المُصابين والقتلى قال «عبيد»: أن كثرة هذه المشاهد تُعطي حالة تبلد للمشاعر، فطبيعة الإنسان تقضي بأن تُحدث بينه وبين الصورة ألفة بحال تكررها، فعلى المدى الطويل تصل لأضرار نفسية بالغة أبرزها الشعور باليأس وبالتالي تجنب المشاهدة، أو اعتياد مشاهد الدماء والقتل دون شعور فتصبح جزءاً من ثقافة الحديث اليومي، وهو شعور غريزي لدى الإنسان بالألم جراء الاعتياد على مشاهدة مناظر الدم والقتل.

بين الجدة والحفيدة قصص كره للعدو ودعم للقضية.. كيف ضحى الأطفال بملذاتهم من أجل فلسطين

«أنا حوشت الفلوس دي لأخواتي في فلسطين».. في زجاجة بلاستيكية شفافة مُلئت بالجنيهات الورقية والفضية ادخرت الطفلة «وعد» ذات الأربع سنوات من محافظة كفر الشيخ مصروفها كاملاً لأخواتها في غزة.

متطوعين ومتبرعين : دعم القضية لا يعرف التغيرات النفسية

الزجاجة الشفافة ذاتها شاركت في القافلة الأولى للحملة الشعبية المصرية لدعم الشعب الفلسطيني، وتعود من جديد ممتلئة للمشاركة في القافلة الثالثة المُنطلقة من مدينة المحلة الكُبرى.

«حسبي الله ونعم الوكيل فيهم».. كانت جملة فاجئتنا بها الطفلة «وعد» في مكالفة هاتفية لـ «المصري اليوم» ذكرت خلالها معاني أكبر كثيراً من عمرها، تضمنت فيها صورة العدو من منظورها، فقالت عن أسباب إدخارها مصروفها: جمعت فلوسي لاخواتي في فلسطين علشان بيوتهم اتكسرت، وعلشان يجيبوا خيمة يقعدوا فيها وأكل، مينفعش يكونوا جعانين، أنا زعلانة علشانهم وربنا معاهم، لكن مبسوطة إني قادرة أساعدهم، وماما بتوجهني وبابا للاحسن دايماً».

وبين كلمات تسرد فيها الجدة أميرة تفاصيل دعم حفيدتها للقضية الفلسطينية وتسلسل طرح القصة عليها قالت: أن «وعد» تأتي بفيديوهات عن الأحداث ومشاهد الأطفال والدمار، وقادرة تميز بين العلم الفلسطيني والإسرائيلي والظلم الحادث، وعندما ترى العلم الأزرق دائماً ما تردد حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، لتكسر الطفلة حديثنا بجملة «حسبي الله ونعم الوكيل فيهم» وترددها مرات متتالية كما عودتها الجدة على ترديدها لزال الظلم.

فتقول أستاذة أميرة جدة الفتاة «وعد» أنها رغم صغر عمرها هي مدركة القصة تمام الإدراك، واستخدمت هذه الزجاجة لتكون بمثابة حصالة لترسلها لفلسطين، كذلك تعرف جيداً منتجات المقاطعة وترفض تناولها.

لتطرق الأم دكتورة عبير لشرح هذه النقطة موضحة معاناة الطلفة في الاستغناء عن كل ملذاتها من أجل القضية قائلة: أنها تركت كل ما تحب من أجل دعم أطفال فلسطين والمقاطعة، فعلى سبيل المثال تعتبر أكثر الحلوى حباً لها وعادتها عند الخروج هو شراء «بيضة كندر» أمسكتها بيداها وسألتني إذا كانت معنا أم لا وأخبرتها أنها مقاطعة، ورغم أنها حزنت وترددت كثيراً إلا أنها قالت لي سأخذها، قلت لها كما تُحبين لكن ستكوني ساعدتيهم في زيادة القتل، اختاري ما تشائين، ذهبت معي وصولاً للكاشير من ثم قالت «خلاص يا ماما أنا هاخد أيس كريم».

لتضيف الأم: أن من البداية شرحت لها أسباب المقاطعة وأهمية الاستمرار فيها، وعن التبرعات وضحت أن الفكرة بدأت مع حزنها على مشاهد الاطفال ومعرفتها بالقتل في غزة وتأثرها بالقضية فحكت لها جدتها الموقف كاملاً، لتُبدي هي من نفسها الرغبة في مساعدهم ثم شجعتها ودعمتها للتبرع، فالأطفال لن يعتادوا المشهد طيلة هذه المدة سواء بالمقاطعة أو بالتبرع، والتعاطف.

وعليها يقول عضو مجلس النواب أحمد بلال مؤسس الحملة الشعبية المصرية في مدينة المحلة، أن الطفلة وعد ليست النموذج الوحيد لهذه الحالة المتملكة الشعب المصري، بل يومياً يمر علينا حالات مشابهة من أطفال وكبار، مثل أم تتبرع بحلق ابنتها الذهب، وطفلة تساهم بمصروفها كاملاً، وهو ما يعكس مدى تأثير القضية على الأطفال قبل الكبار، فأن تتبرع طفلة بجميع ثروتها، فهي قيمة لا تُقدر بثمن.

متطوعين ومتبرعين : دعم القضية لا يعرف التغيرات النفسية

وأضاف «بلال»: أحياناً أدخل مخزن الحملة الشعبية أجد مجموعات شبابية لا أعرفهم، وكثير منهم في أعمار صغيرة، مجرد منشور على فيسبوك يجتمعون في الحال من طلبة وأطفال، فكذلك تواصل معي مؤخراً مدرس يشرح لي إصرار طلابه على المشاركة ودعم القضية الفلسطينية، طالباً تطوعهم في القوافل المُرسلة للشعب الفلسطيني، مُتابعاً وأنا بشكل شخصي مهوم بإشراك الأطفال في المشاركة دائماً وحريص أن ابنتي تشارك فيها وأولاد أصدقائنا دائماً، من جميع الأعمار.

كما أكد أن الكرتونة التي يمسكها هؤلاء الأطفال يستشعرون أنها ستصل لأيد فلسطينية، تعطيهم إحساس أكبر أنها قضيتهم، فلم يقف الأمر مطلقاً عند مجرد تعاطف، بل وعي الدفاع عن قضية تخصه، هذا الوعي يجعله انسان سوي جدا منحاز للقضية الفلسطينية لأنها قضية عدالة وقضية حرية.

أحمد بلال: لن نعتاد مشهد الدم ومستمرون في دعمنا

متطوعين ومتبرعين : دعم القضية لا يعرف التغيرات النفسية

قال المنسق العام للحملة الشعبية المصرية لدعم القضية الفلسطينية أحمد بلال، عن وضع التبرعات بعد هذه المدة من استمرار الحرب من حيث التأثر أن: التبرعات مستمرة من اللحظة الأولى حتى الآن بل وتزداد، فعلى سبيل المثال كانت القافلة الأولى ثلاث حاويات، ثم أصبحت القافلة الثانية ست حاويات «كونتنير» ٤٠ قدم حوالي ٤٥ طن، فوصلت قيمة أحد الحاويات إلى 6 مليون جنيه، وهي حاوية واحدة فقط من أصل 9 تم تقديمهم، وبينهم من احتوت على مستشفى ميداني كامل، تكفي 50 فرداً، بجميع المستلزمات الطبية التي يحتاجها الأطباء من أدوية وجبس، وأسّرة طبية، وكراسي متحركة.

فرغم الظروف الاقتصادية الشعب المصري يقسم لقمته وكسوته وعلاجه مع اخواته من الشعب الفلسطيني ولن يتوقف مهما طالت المدة، والآن نستعد لإرسال القافلة الثالثة باسم خيام الحياة موجهة لـ100 أسرة فلسطينية، بتكلفة حوالي نصف مليون جنيه حتى الآن، مجهزة للمعيشة بكراتين سلع غذائية تصل لـ 2000 جنيه وتتضمن حتى الحلويات للأطفال، بطاطين، مراتب، كرتونة إسعافات أولية لكل خيمة، ملابس شتوية ومستلزمات عناية شخصية تساعدهم على منع انتشار الأوبئة والعدوى.

ورغم أن المحلة كانت المحرك الصلب للحملة إلا أن التبرعات جاءتنا من مختلف المحافظات، مثل القاهرة، وطنطا، وكفر الدوار، وبني سويف، قرى زفتا.

متطوعين ومتبرعين : دعم القضية لا يعرف التغيرات النفسية

واستطرد «بلال» قائلاً على سبيل المثال تتكلف سيارات النقل حوالي ١٨٠ ألف جنيه، فإذا كانت التبرعات بتتناقص كان مستحيلاً أن نصل لكل هذه الأرقام، مُضيفاً: الناس بتتبرع مهما كانت امكانياتها، فاتصلت بنا سيدة مُسنة من مدينة السنطة تطلب شخص يُقابلها في طنطا للتبرع ببطانية واحدة.

وتابع: أن القضية ليست كمية أنما القضية بالنسبة إلينا أن كل المواطنين لديهم شعور أنها قضيتهم هم جزء منها ومشتبكين معها.

خاتماً حديثه بأن: قد يكون الناس في حالة عودة لحياتهم الطبيعية لكن مطلقاً لم يفقدوا التعاطف للحظة، والوعي وادماج الناس في القضية واشباكهم فيها هو من يضمن أن القضية تظل مستمرة في أذهان الجميع ومواقفهم.

بين التبرع والتطوع.. غزة تسكن قلوب المصريين مهما طالت المدة

بالسياق ذاته أشارت الصيدلانية نهى منيسي المتطوعة بالحملة الشعبية المصرية المنطلقة من المحلة الكبرى لغزة لاستمرارية التبرع والطوع بل الأمر في زيادة دائمة، فقالت: فيما يخص دوري بالتطوع فأنا مسؤلة عن جزء القافلة الطبية والتبرعات الطبية، بداية من استلام المستلزمات والأدوات الطبية مروراً بفرزها وتصنيفها لتكون أدوية السكر منفصلة عن الضغط، والمضادات الحيوية، بحيث تكون أسهل فيما بعد عن الفرز في غزة، لذا أرفق معهم قائمة مُفصلة بأسماء الأدوية وتاريخ الصلاحية وأعدادها، وشرح لوازم استعمل كل مجموعة أدوية منهما.

متطوعين ومتبرعين : دعم القضية لا يعرف التغيرات النفسية

وعن ساعات تطوع «نهى»، تقول: تقريباً أساهم في العمل التطوعي بالقوافل المُرسلة لفلسطين بمعدل من خمس إلى 6 ساعات يومياً بداية من الساعة 5: 10 و11 مساءً، فنادراً ما نرتاح يوم بالمنزل، وبأيام التعبئة النهائية أحياناً نسهر طيلة الليل لاستكمال المهمة.

أما فيما يخص اعتياد الحرب بعد تجاوز الثلاثة أشهر، تقول: الجميع مستمر في بذل الجهد بالعكس في زيادة دائمة من تبرعات طبية وغذائية فتقريباً فرق القافلة الأولى والثانية أنها تساويها ثلاثة مرات.مُضيفة أن: الحمد لله حتى الناس البسيطة بتتبرع بكل إلى تقدر عليه، وحتى المتطوعين من جميع الأعمار، صحيح أن الشباب هم الفئة الأكبر بالتطوع والتعبئة، لكن دائما ينضم إلينا أعمار مختلفة من أطفال وكبار سن.

وتابعت: نتمنى أن الفكرة تتوسع أكثر بحيث نستطيع جمع تبرعات أكثر، فيأتينا استغاثات من غزة، ونحاول جاهدين توفير ما يلزمهم، فدائماً نحن على تواصل لمعرفة احتياجاتهم واضافته بالقوافل التالية بجانب المحتويات الأساسية من أكل ومياه.

الشباب يكتبون وصاياهم ولن يكلوا أو يملوا

أما إسلام سامي ذو العشرون عاماً ذهب بذاته لإيصال القافلة السابقة حتى بوابة معبر رفح ويقول لـ «المصري اليوم»: أن الموقف كان غريب علينا ومُهيب، أسمع أصوات الضرب والصواريخ بأذني وأنا سالم في بلدي شاعراً بالقلق، فماذا عما يعيشون معها عن قرب، فأقل ما نستطيع تقديمه هو ما نفعله الآن، فمن هول الأصوات أنا بكل أمانة كتبت وصيتي وأرسلتها لاختي وأنا أحاول استيعاب هل هذه الأصوات حقيقية».

متطوعين ومتبرعين : دعم القضية لا يعرف التغيرات النفسية

ويتابع لكن مع عودتي تشجعت على المشاركة بصورة أكبر ونستعد للقافلة القادمة أنا وزملائي، فهؤلاء الأشخاص يحتاجون للمساعدة أكثر مما نتخيل، لكن بالمقابل الأشخاص لم يملوا من التبرع فنحن نجمع أقل القليل وكل شخص يقدم ما يستطيع عليه، لدرجة أحياناً نجمع كيس رز وكيس سكر أو زجاجة زيت من بعض الأشخاص فالجميع يتعاون والكل بيتبرع، وعن التطوع فعلى سبيل المثال أنا وأصدقائي استغنينا عن الجلوس على القهوة واصبحنا نستغل هذا الوقت في التطوع لغزة.

وعن المقاطعة قال إسلام: أنا ومن حولي مستمرين في المقاطعة، الناس استغنت عن منتجاتهم خلاص، فأصدقائنا من أصحاب المحال التجارية يقولون أن هذه المنتجات أصبحت غير مطلوبة ولا نشتريها، فهناك فرق كبير عن الماضي.

ويحكي إسلام عن السفر مع القافلة الشعبية من المحلة إلى تسليمها في رفح قائلاً: توجهنا أولاً للعريش في المنطقة الوجيسيتية للفحص الهلال الأحمر للقافلة، والتأكد من أنها مطابقة للمواصفات، من ثم تحركنا بعد ثلاثة أيام إلى رفح المصرية، واستمرت السيارات حوالي يوم ونصف، ومن ثم يُكمل السائقين طريقهم حتى تسليمها للطرف الآخر.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading