مسجد محمد على.. بُنى على الطراز التركى وبه 365 مشكاة بعدد أيام السنة


يعد مسجد محمد على أحد المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة، ويقع في قلب قلعة صلاح الدين، به مئذنتان على طرفى واجهة الجامع، وتُتوج كل منهما قمة مدببة مخروطية على طراز المآذن العثمانية، حيث طلب محمد على باشا من المهندس المعمارى التركى يوسف بوشناق وضع تصميم للجامع، فاستوحى بعض أجزاء العمارة من مسجد السلطان أحمد بإسطنبول.

تم إنشاء المسجد بين الفترة من 1830 إلى 1848 ميلاديا، جاءت بداية المسجد حينما انتهى محمد على باشا من إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبى وأنشأ المدارس والقصور، فقرر بعدها أن يبنى جامعا تقام فيه الصلوات ويكون به مدفن له، وبدأ العمل بإنشاء الجامع وتواصل العمل حتى وفاة محمد على باشا ودفن في المقبرة التي أعدها لنفسه.

بُنى الجامع على مساحة مستطيلة من الأرض داخل قلعة صلاح الدين إلى الشرق من جامع الناصر محمد بن قلاوون، وينقسم الجامع إلى قسمين: الشرقى هو بيت الصلاة وبه المحراب، والغربى هو الصحن المكشوف وتتوسطه الميضأة، ولكل من القسمين بابان متقابلان أحدهما في اتجاه الجنوب والآخر في الشمال. وقال مجدى شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار والسياحة إن مسجد محمد على يطلق عليه المرمر والألبستر لكثرة استخدام هذا النوع من الرخام النادر في جدرانه المجلوب من محاجر بنى سويف في صعيد مصر، مشيرا إلى أن قبة الجامع المركزية يحيط بها 4 أنصاف قباب ونصف قبة خامس يغطى بروز المحراب، في كل ركن من أركان المربع قبة أخرى صغيرة وأنصاف القباب محلاة بزخارف بارزة مذهبة. وأضاف شاكر لـ«المصرى اليوم» أنه على المثلثات الكروية للقبة الكبيرة كتبت أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة، بينما كتب «لفظ الجلالة» و«سيدنا محمد رسول الله» بخط الخطاط العثمانى أمين الزهيرى وكتب على أعتاب الشبابيك أبيات من قصيدة البردة للإمام البوصيرى بالخط النستعليق الفارسى.

وأوضح شاكر أن للمسجد ثلاثة أبواب ومئذنتين وارتفاع كل منهما نحو 84 مترًا، وتقعان في طرفى الواجهة الغربية للصحن، وبنى بالمسجد 42 عمودا و84 قبة صغيرة، بالإضافة إلى الميضأة التي بنيت من أفضل أنواع الرخام وبها 8 أعمدة وبجوارها بئر للمياه على عمق 17 مترا، وهناك عدد كبير من المشكاة التي تتدلى من سقف المسجد ويصل عددها إلى 365 بعدد أيام السنة.

وتقع الميضأة وسط الصحن فوقها قبة تقوم على ثمانية أعمدة رخامية، باطن القبة عليها رسوم مناظر طبيعية مُلونة وتضم هذه القبة قبة أخرى أصغر منها، وهى مثمنة لها هلال ومصنوعة من الرخام، وعليها نقوش بارزة تمثل عناقيد عنب فضلًا عن شريط من الكتابة وهى آيات قرآنية في إرشادات الوضوء.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading