هند عصام تكتب: ملكة أطعمها اليمام
لا مصرية ولا يونانية ولكنها آشورية من طفلة في البراري أطعمها اليمام إلى أشهر ملكات الشرق القديم ملكة الحب صاحبة تمثال الجمال والحكمة إنها سميراميس قصتها وظروف نشأتها منذ ولادتها ألهمت عقولا كثيرة من الأدباء والفنانين والمؤرخين الأوروبيين، وفرضت حضورها في الأدب والفن والتاريخ، ملكة بلاد الرافدين التي قيل عنها أنها كانت شديدة الجمال، ذات حسن رموشها طويلة و كثيفة ونظراتها جذابة ودودة، عُرف عنها الجمال والحكمة وحدّة الذكاء، كما تميزت بالقوّة والغموض انها الأسطورة سميراميس.
وقيل عن الأسطورة سميراميس إنه منذ قديم الزمان عندما فاضت منابع نهر الفرات، وأشتد فيضان النهر حتي خرجت الأسماك إلى الشاطئ وكانت هناك سمكتان كبيرتان اتجهتا إلى وسط النهر، ثم قامتا بدفع بيضة كبيره نحو الشاطئ، وعندها سقطت حمامة بيضاء كبيرة احتضنت هذه البيضة وأخذتها بعيداً عن مجرى النهر ومخاطرة ، واهتمت بها واحتضنتها حتى فقست لتخرج منها طفلة رائعة الجمال تحيط بها أسراب الحمام لتحيطها بالعناية والحماية من مخاطر الحر والبرد والبيئة المحيطة .
عاشت تلك الطفلة مع الحمام حياة هنيئة يهتم بها مخلوق رقيق أليف حياة لم تعرف فيها الشقاء، واهتم بها الحمام حتى اكتشف مكاناً يخزن فيه الرعاة ما تنتج أغنامهم من حليب وما يصنعون من جبن، فكانت الحمائم تحمل منه ما تقدر عليه بمناقيرها إلى الطفلة حتي تتغذي وكأنها أبنتهم .
واكتشف الرعاة سرقة الطيور للحليب والجبن، فراقبوها حتى عرفوا مكان الطفلة، التي كانت تشرب حليبهم وأجبانهم المسروقة وعقابا لها أخذوها إلى خيامهم، ثم قرروا بيعها في”سوق نيموي ” الكبير ، عندما أخذ الرعاة الفتاة التى أطلقوا عليها اسم سميراميس والتي تعني “الحمامة” في اللغة الآشورية إلى سوق نينوى رغبة فى بيعها صادف أن يكون ذلك اليوم موسماً للزواج الذى يقام فى كل عام، حيث يجتمع الشباب والشابات من كل أنحاء البلاد ليختار كل شاب فتاة أو أن يأخذ صبية إلى بيته فيربيها حتى يزوجها لأحد أبنائه.
دخل الرعاة ومعهم الجميلة ذات الحسن سميراميس إلى سوق نينوى وعندما كانت سميراميس في السوق في انتظار من سوف يشتريها وكان قد لمحهم فى أول الصف ناظر مرابط خيول الملك واسمه (سيما) أعجب إعجاباً شديداً بالفتاة وقد كان عقيماً لا ولد له، فساوم الرعاة على أن يتبناها، فما كان من الرعاة إلا أن وافقوا على الصفقة المربحة ، فعاد سيما بسميراميس إلى بيته وفرحت زوجته بها، وربتها كابنتها حتى كبرت واشتد عودها وصارت من أجمل النساء في البلاد .
وذات يوما عندما كان مستشار الملك (أونس) يتفقد جمهور الرعيّة لمح سميراميس بالصدفة بين الحشود فانبهر بجمالها و حسنها وبراءتها ووقع في حبها من أول نظرة وعلي الفور طلبها للزواج ، وافقت سميراميس علي الزواج ثم أخذها إلى نينوى وتزوجها هناك وأنجبا طفلين يقال إنهما توأمين واسمهما (هيفاته) و(هيداسغه) وكانت حياة العائلة سعيدة وعاشت سميراميس مرة أخرى حياة هادئة بجوار زوجها “أوناس”، وكانت بمثابة مستشار له، وعندما سافر زوجها بأوامر من الملك للعاصمة ليتابع إحدى معاركه أخذها معه، وهناك قامت بالإشراف على المعركة ووضع الخطط الحربية.
وعندما نجحت حملة الملك واستطاع اجتياح العاصمة، وأعجب الملك بها أعجاب شديد و بشجاعتها ومهارتها فى التخطيط وجمالها الساحر . وطلب من زوجها أن يتركها له ، فساوم مستشاره لكى يترك سميراميس ويتزوج ابنة الملك إلا أن المستشار أونس رفض ذلك، حتى هدده الملك بقلع عينيه فخضع لأمره بسبب التهديد ، وبالفعل اضطر زوجها للتنازل عن سميراميس للملك بسبب خوفه، ومات فور زواجها من الملك، ويعتقد انه مات منتحراً او قهراً علي سميراميس . تزوجت سميراميس من الملك وأنجبت منه “نيناس”، وحكمت سميراميس مع الملك حتى توفي، ويُقال إنها قتلته عن طريق الخطأ فى الظلام ظناً منها أنها قتلت عدوّه وأصبحت حاكمة بلاد ما بين النهرين.
حسب الأسطورة الرائجة، يقال ان حكم الملكة سميراميس قد دام لمدة 42 عاما، لكن الواقع انها كانت تحكم سوية مع زوجها الملك، وحكمت السنوات الخمس الأخيرة فقط بمفردها بعد وفاة زوجها. وقد بدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها الملك (نينوس).
وتذكر الاسطورة ان الملكة سميراميس بعد وفاة زوجها كانت تتخذ خليلا شابا في كل ليلة وتقتله في صباح اليوم التالي لكن لا توجد مصادر مؤكدة عن هذه المعلومة.
لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية.
فأضفت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهب الآشوري الذي كان يتسم أكثر بنوعا من تقديس الفحولة المتمثل بالاله آشور وكذلك الميل إلى منطق القوة الحرب
وقامت بمشاريع عمرانية واسعة وأهمها بناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة وإحاطتها بالأسوار العالية.
وقعت سميراميس في حب الملك الأرمني الوسيم آرا بعد وفاة زوجها وكان هذا الملك شديد الوسامة ولشدة أعجابها به ، طلبت منه الزواج . ولكنه رفض طلبها . فقادت جيشاً عظيماً من العراق إليّ أرمينيا لمقاتلة ذلك الملك وجيشه بسبب رفضه الزواج منها .
قتل الملك أثناء المعركة فحزنت الملكة عليه حزناً شديداً .
وجلبت جسده إليّ قصرها في مملكة آشور و وضعته وسط قصرها لمدة شهر وهي تنظر إليه يومياً وتبكي ندماً وتندبه حزناً علي فتيلها الملك وعلي حبها له .
ويقال أنها في النهاية لقت مصرعها على يد ابنها بسبب الصراع علي الحكم .
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.