تاجر يُنهى حياة زوجته خنقًا فى المطرية بعد إدمانه «الأيس»
من «تاجر» ميسور الحال إلى مُدمن لـ«الأيس»، يمشى فى الشوارع، يتحدث بكلام مبهم، ويردد: «سرقتنى، وخدت اللى ورايا»، مع ضحكات رنانة تُخيف المارة، تبدلت أحوال «حسن»، الرجل الأربعينى، قبل أن يُقدم على قتل زوجته الثانية خنقًا داخل مسكنهما فى المطرية بالقاهرة.
أصدقاء وجيران عائلة «حسن» يقدمون صورة عن حياته خلال الآونة الأخيرة، يرونها مأساوية، إذ انتهى به الحال خلف القضبان، ليضيع من ورائه أولاده، وهم 6 من زوجته الأولى.
أمام منزل بسيط بالمنطقة الشعبية، يلهو الأطفال ويهرولون فى سرعة خوفًا من آثار ما سمعوه عن هول الجريمة، الجميع سمعوا أصوات صراخ وتبادل شتائم، حتى انتهى الحال بالعثور على جثة «سمية» مقتولة، وعلى جسدها آثار ضرب، ووجدوا زوجها «حسن» يهرب عقب جريمته، وقد بدَت عليه آثار ضرب.
«الحقوا حسن قتل مراته التانية»، ذاع الخبر بين الأهالى، وانتشر كالنار فى الهشيم، وعلى أثر ذلك توجه «عاصم»، صاحب محل أحذية، صديق «حسن»، إلى شقة الأخير، يطالع الأمر، ذرف دمعًا على صديق طفولته ومصيره: «ضيّع نفسه، وقلنا له: بلاش الجوازة دى!».
«عاصم» يروى أن «سمية» و«حسن» اعتادا التشاجر والصياح بصوت عالٍ منذ زواجهما قبل 8 أشهر، ووجد سلوك صاحبه تغير تمامًا: «شغله سابه، وأهمل فيه، عياله بقوا يديروا مخزن الكراتين وتجارتهم فى بيع الأجهزة الإلكترونية بالتقسيط، لكنهم تكبدوا خسائر فادحة، فلم يكونوا مثل أبيهم».
حين ظهر ابن «سمية»، أثناء الحديث عن تفاصيل الجريمة، قال إنه يتنصل من والدته، ولا يرى أنها كانت على حق، فقد تركتهم أيضًا، وتخلت عنهم لأجل زيجتها الجديدة.
رواية يؤكدها أفراد من عائلة «سمية»، رفضوا نشر أسمائهم، وأصدقاء وأقارب للمتهم، مفادها أنهما كانا مدمنين للمخدرات، ويتعاطيان سويًّا «الأيس».
ويستدل على الرواية السابقة «أبوأحمد»، الذى يقدم نفسه باعتباره الصديق الأقرب لـ«حسن»، فيقول: «صاحبى اختفى عن الأنظار فجأة منذ حوالى سنة، ومراته الأولى، أم عياله، لفِّت عليه كعب داير، لحد ما رجع، واتقابلنا معاه، لقيناه زى المختل والمضطرب نفسيًّا، يمشى بالشوارع يهذى بكلمات غير مفهومة، وعلى طول لسانه يردد: (خطفتنى، وضحكت عليا.. خلتنى بشم وأخد مخدرات)».
«حسن» خرب بيته بيديه رغم تحمل زوجته ما أصابه من اضطراب، وفق حكى «أبوأحمد»، كان يقول:«هُمّه عيالى دول شبهى ولا لأ؟، وهنا كل أسرته ابتعدت عنه».
الجيران بدأوا يتحدثون فيما بينهم عن قدوم سيدة جديدة لتعيش برفقة «حسن» فى إحدى الشقق، تضايقوا منها: «عشان أم العيال اللى بيتها اتخرب»، حسب «أبوأحمد»: «صاحبى قالنا: دى مراتى، وهنا الكل التزم الصمت بعد ما قلنا له: بلاش الجوازة دى».
فوجئ أصدقاء وأقارب «حسن» باعتياده شراء ولاعتين كل يوم، حتى إنهم قالوا له: «إنت بتدخن سجاير بس، شكلك بقيت بتاخد أيس والحاجات اللى طالعة جديد دى»، ويشير «أبوأحمد» إلى أنهم تأكدوا من ذلك بسبب ما كان يردده وهو ماشى بالمنطقة: «خربت بيتى، خلتنى مدمن، خطفتنى، وخلتنى أبيع الميكروباص بتاعى اللى كنت بنقل فيه بضاعتى».
هناك مَن رأى «سمية» تتعاطى المخدرات مع زوجها، وشكا لأهل «الأخير»: «حضروا، وحاولوا يثنوه عما يفعله، ويرجع لزوجته وأم عياله دون جدوى»، حسب «أبوأحمد»: «فى مرة اعترف لى إن مراته التانية ضيعته، وأصبح على الحديدة».
فى مشاجرة دارت بين الزوجين، ذات صباح، انتهت بمقتل «سمية»، إثر ضربات عنيفة ومتتالية من «حسن»، الذى أطبق الخناق على رقبتها حتى وفاتها، ولاذ بالفرار من مسرح الجريمة، قبل أن تضبطه الشرطة، فى مسقط رأسه بمحافظة سوهاج، ليعترف بارتكابه الواقعة: «قتلتها لأنها دمرت حياتى، وخلتنى مدمن أيس».
النيابة العامة قررت حبس المتهم 4 أيام احتياطيًّا، كما طلبت من مصلحة الطب الشرعى إعداد تقرير وافٍ بأسباب وفاة الضحية.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.