«حجمه أكبر من الشمس مليون مرة».. اكتشاف أقدم ثقب أسود في الكون يقلب الموازين العلمية


رصد فريق دولي من علماء الفلك أقدم ثقب أسود في التاريخ، كاكتشاف سيقلب الموازين العلمية، وذلك في دراسة نُشرت بمجلة «نيتشر».

يعود تاريخ وجود الثقب إلى حقبة كان عمر الكون فيها بالكاد 400 مليون سنة، وخلالها صرح عالم الفيزياء الفلكية في معهد كافلي لعلم الكونيات في جامعة كامبريدج البريطانية، يان شولتز، أن هذا الاكتشاف يؤخّر تاريخ أقدم ثقب أسود هائل «بنحو 200 مليون سنة»، بحسب دراسة نُشرت نتائجها أمس الأربعاء.

ولفت العالم «شولتز»، المعد المشارك في الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر»، إلى أن هذه الدراسة «ستغذي جيلا جديدا من النماذج النظرية» لشرح وجود ظاهرة مماثلة في الكون، قبل أكثر من 13 مليار سنة.

ويُقال أن الثقب الأسود هو منطقة موجودة في الزمكان (الفضاء بأبعاده الأربعة، وهي الأبعاد الثلاثة بالإضافة إلى الزمن) وتتميز بجاذبية قوية جدًا بحيث لا يمكن لأي شيء- ولا حتى الجسيمات أو موجات الإشعاع الكهرومغناطيسي مثل الضوء الإفلات منها، فتبتلع الأخضر واليابس.

اكتشاف أقدم ثقب أسود في الكون

وجاء حجم الثقب الأسود مُثيراً للدهشة، حيث قُدّر جسم كتلته بـ1،6 مليون مرة من كتلة الشمس، كما كان الأغرب في الاكتشاف أن الثقب غير مرئي كما أقرانه السابقين، بل يمتص المادة المحيطة به عن طريق إصدار كمية هائلة من الضوء في محيطه.

وهذا الضوء هو الذي مكّن من اكتشاف المجرّة التي يكمن الثقب الأسود في قلبها، والتي سُميت «جي أن-زي11» (GN-z11) عند الإعلان عن اكتشافها باستخدام تلسكوب هابل الفضائي.

كما يعود تاريخ الثقب الأسود الذي اكتشفه الفريق الدولي بقيادة جامعة كامبريدج إلى 430 مليون سنة بعد الانفجار الكبير. وهي فترة الفجر الكوني، عند ولادة النجوم والمجرات الأولى في نهاية ما يسمى بالعصور «المظلمة»، بحسب الدراسة.

وهو ما رجح عدة سيناريوهات لفهم حالة ثقب أسود بهذا الحجم، فأوضح عالم الفيزياء الفلكية في معهد باريس للفيزياء الفلكية ستيفان شارلو، المشارك في الدراسة، لوكالة فرانس برس أن خصائصه «تشير إلى نمو أسرع وأبكر من نمو الثقوب السوداء الأخرى المعروفة في العصور القديمة».

ويدعم ذلك فكرة أن آليات تشكل الثقوب السوداء في الكون يمكن أن تكون مختلفة عن تلك التي نعرفها في الكون الأقرب«، وفق شارلو.

وبحسب الدراسة يقول «شارلو» عالم الفيزياء الفلكية: «يمكننا أن نتوقع اكتشاف كائنات أخرى عندما يكون لدينا عدد أكبر من الملاحظات المتعمقة لأجزاء أكبر من السماء».



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading