سر تناول القصب والقلقاس في عيد الغطاس.. ونشأة «البلابيصا»
يحتفل المسيحيين بعيد الغطاس كل عام في 19 يناير، وذلك تزامنًا مع ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن، ويشتهر عيد الغطاس بعدة عادات وتقاليد، خصوصًا المأكولات، التي يتم تناولها مثل القصب والقلقاس، والبرتقال، وغيرها.
واشتهر عيد الغطاس بتناول القلقاس، نظرًا لأنه يحتوي على مادة سامة، وهي المادة الهلامية التي إذا تم اختلاطها بالماء، تحولت لنافعة، وترمز للخطايا التي يرتكبها البشر ويمحوها الله، مثلما يتطهر القلقاس من هذه المادة السامة بواسطة ماء الطهي، ويدفن القلقاس في الأرض ويخرج نباتا يمكن طهيه وتناوله، كذلك “المعمودية” في المسيحية، حيث أن الإنسان كان ميتًا بسبب خطاياه، ولكن قام ثانيا بعد تطهيره وغسلة من الخطايا.
فيما لا يتم تناول القلقاس إلا بعد إزالة قشرته الخارجية، بدون تعريته وإزالة هذه القشرة فلا فائدة منه، لذلك قبل تناوله يجب إزالة هذه القشرة عديمة الفائدة، وغسلة وتناوله، وبذلك تشبه الكنيسة الأرثوذكسية تناول القلقاس بالمعمودية من خلال خلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاء.
أما القصب فأعتاد المسيحيين على تناوله في عيد الغطاس، بسبب نموه في المناطق الحارة مثل الصعيد، ويشبه ذلك بأن حرارة الروح تجعل الإنسان ينمو في القامة الروحية ويعلو باستقامة مثل القصب، وينقسم القصب إلى العقل، وكل عقلة هي فضيلة اكتسبها في كل مرحلة عمرية حتى الوصول إلى الارتفاع، القصب قلبه أبيض وحلو الطعم، كذلك يجب على الناس أن تكون قلوبها نقية مثله.
ومن عادات عيد الغطاس عمل فانوس من قشر البرتقال، “البلابيصا”، وهي كلمة تعود إلى اللغة الهيروغليفية وتعني “الشموع”، ويتم صُنع البلابيصا عن طريق قطع رأس ثمرة من البرتقال ويفضل أن تكون كبيرة الحجم، وعمل تجويف بداخلها دون أن تتأذى القشرة الخارجية وتفريغها، بحيث لا يكون بداخلها أي مواد سائلة، ويتم وضع شمعة بداخلها وتعليقها بثلاث سلاسل يتم تزينها بحبات المكرونة أو الخيوط الملونة، مع حفر شكل الصليب على القشرة وإشعالها حتى تنطلق رائحة البرتقال، ويوضع بداخله شمعة مُنيرة ويُعلق أو يَلهو به الأطفال، وتظل مضاءة طوال ليلة الغطاس في المنازل المسيحية.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.