ليلى علوى تفاحة السينما التى لا تنضب


ليلى علوى اسم يحمل مسيرة ذهبية تزيد عن 40 عامًا من الإبداع السينمائى والتلفزيونى والمسرحى، حافظت فيهم دائمًا على تجددها واستمراريتها ومواكبة الزمن وآلياته وتغيرات صناعة السينما، ومع ظهور وخفوت نجوم رجال ونساء، حافظت ليلى علوى على تواجدها كقيمة فنية كبيرة.

بل وأصبحت نجمة شباك حاليًا، بل وكانت الأكثر نشاطا بين بنات جيلها، تشارك فى عدة أعمال سينمائية كل عام وتحقق أفلامها إيرادات كبيرة خاصة فى الخليج، وفى هذه السطور نستعرض مسيرة النجمة ليلى علوى منذ منتصف السبعينات وحتى الآن.

بدأت ليلى علوى مشوارها الفنى مبكرًا حيث عملت مع «أبلة فضيلة» فى الإذاعة فى طفولتها وبرنامج «ماما سميحة» فى التلفزيون وشاركت فى بعض برامج الأطفال.

وفى السبعينات بدأت مشوارها الفنى حيث شاركت فى مسلسل «دمعة ألم عام 1978، ثم جاءت خطوتها الأبرز فى تلك المرحلة فى مسرحية بكالوريوس فى حكم الشعوب مع النجم نور الشريف، ولم تكن هذه المسرحية نافذة هامة لليلى علوى فقط، بل كانت نافذة لفنانين مثل يحيى الفخرانى وأحمد بدير وممدوح وافى.

واستمرت خطوات ليلى علوى المسرحية لتشارك فى مسرحية «عش المجانين» مع محمد نجم وحسن عابدين، وتحقق المسرحية نجاحًا تجاريًا كبيرًا، ليتعرف الجمهور بشكل أكبر على الفتاة عشرينية العمر جميلة الملامح التى تسمى ليلى علوى.

مرحلة الانتشار يمر بها كل فنان، فهى بمثابة محطة يصل بها إلى محطات أكثر أهمية، وهو ما حدث مع ليلى علوى التى قدمت أدوارا صغيرة فى مسلسلات مثل: «الآنسة وطيور الصيف وصيام صيام وأنف وثلاث عيون، واللعبة»، و«توالت الأحداث عاصفة» الذى عرف شعبيًا بين الجمهور بجملة: «أنا البرادعى يا رشدى».

وأصبحت ليلى علوى وجها سينمائيا مألوفا، يقدم فى أعمال سينمائية مثل: «مخيمر دايمًا جاهز»، «وتجيبها كده تجيلها كده هى كده» بمشاركة سمير غانم ومديحة كامل وفاروق الفيشاوى وإبراهيم سعفان ومجموعة من نجوم الكوميديا وقتها.

وفى تلك الفترة شاركت ليلى علوى فى أفلام مهمة مثل «شوارع من نار» مع النجم نور الشريف والمخرج سمير سيف حتى يأتى عام 1985 لتشارك ليلى علوى فى فيلم «زوج تحت الطلب» مع النجم عادل إمام، بجانب تجربتها السينمائية الأهم فى تلك الفترة «خرج ولم يعد» مع المخرج محمد خان، حيث قدمت دور «خوخة» حبيبة عطية الذى قام بدوره يحيى الفخرانى داخل أحداث العمل.

أصبحت ليلى علوى نجمة سينمائية واعدة فى تلك السنوات، واسمها بعد بطل العمل مباشرة وتخطت مرحلة الأدوار الثالثة والهامشية فأصبحت: «الفيديت» التى تشارك البطل رحلته فى الشريط السينمائى.

ومنذ منتصف الثمانينات وتحديدًا منذ عام 1985 حتى عام 1989 قدمت أفلام مثل: «آه يا بلد آه، الحرافيش، الأنثى، الأقزام قادمون، ضربة معلم، خليل بعد التعديل، البدرون، زمن الممنوع، يا عزيزى كلنا لصوص»، واكتسبت ليلى خبرة سينمائية كبيرة حيث عملت مع مخرجى الواقعية الجديدة عاطف الطيب ومحمد خان، وكبار نجوم تلك الفترة، عادل إمام ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى.

مشهد من فيلم «شوجر دادى»

فى سنوات الثمانينيات، تغير المجتمع المصرى جذريًا، وزادت حوادث القتل والاغتصاب، وهزت حادثة اغتصاب فتاة المعادى أركان المجتمع المصرى بأكمله، وكان لابد من معالجة قضايا الاغتصاب والتحرش سينمائيًا، فقدم المخرج سعيد مرزوق فيلم «المغتصبون» عام 1989 واختار لبطولته ليلى علوى، وحقق الفيلم نجاحًا نقديًا وجماهيريًا كبيرًا.

ويعد فيلم «المغتصبون» أول فيلم يحقق نجاحًا جماهيريًا كاسحًا للنجمة ليلى علوى، كما أنه دفع بالتعجيل لسن قوانين تُغلظ عقوبة الاغتصاب إلى الإعدام.

فى سنوات التسعينات لم تعد ليلى علوى نجمة سينمائية مهمة فقط بل أصبحت فتاة أحلام شباب تلك الفترة، واهتمت المجلات الفنية فى تلك الفترة بأخبارها، وانتشرت الكثير من الشائعات حول ارتباطها بشخصيات كثر، كما انتشرت قصص جاذبة لجمهورها من نوعية «من هو مجنون ليلى علوى؟»، واهتمت الصحف والمجلات الفنية بعقد مقارنة بين ليلى علوى ويسرا ومن هى النجمة السينمائية الأبرز والأهم فى تلك الفترة.

ليلى علوى لم تستغل نجاحها الجماهيرى فى تقديم أعمال تجارية تحقق إيرادات كثيرة وتضمن لها التواجد كنجمة شباك فقط، بل قررت أن تغامر وتنتج أعمالا سينمائية فنية فى الأساس وتدعم تجربة شابين واعدين اسمهما شريف عرفة وماهر عواد وقتها، كانت تنهال الصحافة عليهما بالنقد وتتهمهما بأنهما السبب فى فشل سعاد حسنى سينمائيًا بسبب فيلم «الدرجة الثالثة» الذى قدمته مع النجم أحمد زكى.

لم تشغل ليلى علوى بالها بكل تلك الانتقادات، ووصم سينما شريف عرفة وماهر عواد فى الصحافة بسينما ميكى ماوس، وأنتجت فيلم «يا مهلبية يا»، وظهر فى الفيلم ممثلون شباب مثل: أشرف عبد الباقى وعلاء ولى الدين وصلاح عبدالله وأحمد آدم، لتنال التجربة تقديرًا نقديًا مهمًا، ويثنى النقاد والصحفيون على تجربة ليلى علوى الإنتاجية.

فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن»

اسم ليلى علوى فى توزيع الخارجى وسوق الفيديو أصبح قويًا جدًا فى تلك الفترة استغلته ليلى علوى لتدعم تجربة شريف عرفة وماهر عواد وممدوح عبد العليم الإنتاجية وتقدم معهما فيلم «سمع هس»، ويخفق الفيلم تجاريًا لكن ينال تقديرًا نقديًا وإعلاميًا محترمًا كونه فيلما استعراضيا مختلفا عن أفلام تلك الفترة.

فى سنوات التسعينيات جاءت اختيارات ليلى علوى أكثر نضجًا وتنوعًا، فقدمت فيلم «الرجل الثالث» مع أحمد زكى ومحمود حميدة، وقدمت فيلم «إنذار بالطاعة» مع المخرج عاطف الطيب ونالت بسببه تقديرًا نقديًا كبيرًا، واستمرت خطواتها القوية فى تقديم مشاريع فنية متنوعة، فقدمت مع المخرج رأفت الميهى تجربة سينمائية فريدة من نوعها وهى «قليل من الحب كثير من العنف»، وفازت بجائزة أحسن ممثلة فى المهرجان القومى للسينما عن دورها فى هذا الفيلم كما أنها قدمت فيلمى «يا دنيا يا غرامى» و«تفاحة».

وعلى صعيد الدراما التليفزيونية، شاركت الفنانة ليلى علوى الكاتب وحيد حامد والفنان محمود مرسى فى تقديم مسلسل «العائلة» فى خطوة جريئة تحسب لها، وسط انسحاب ممثلين كثيرين من العمل ورفضهم المشاركة فيه خوفًا من الجماعات الإرهابية.

ومع اتجاه نجوم السينما للدراما التلفزيونية، رشحت الفنانة ليلى علوى لأهم المشاريع التلفزيونية فى تلك الفترة وهو مسلسل «زيزينيا»، حيث كانت ستقوم بالدور أمام الفنان فاروق الفيشاوى الذى كان سيلعب دور بشر عامر عبدالظاهر أولًا، ليعرض على ليلى علوى فى العام نفسه مسلسل «التوأم»، الذى يقدم تجربة فنية جريئة لأى ممثلة حيث ستقوم بشخصيتى الشقيقتين عزيزة وتهانى، ورحلة وصراع كلاهما فى الحياة، تنسحب ليلى علوى من «زيزينيا» لتقدم التوأم، ويعرض المسلسل فى أوائل عام 1998 ويحقق نجاحًا كبيرًا، ليؤسس العمل لنجومية ليلى علوى فى الدراما التليفزيونية.

استمرت ليلى علوى فى دعم المشاريع المختلفة باسمها فى سوق التوزيع الخارجية وسوق الفيديو فتساند الشابين محمد هنيدى وعلاء ولى الدين فى بطولتهما الأولى فى السينما «حلق حوش».

وفى الفترة نفسها، تشارك مع المخرج الكبير يوسف شاهين فى فيلم «المصير»، وتشارك فى تجربة اضحك الصورة تطلع حلوة مع الكاتب وحيد حامد والمخرج شريف عرفة والفنان أحمد زكى.

فى بداية الألفينات، تستمر خطوات ليلى علوى القوية والمتنوعة فى الدراما التلفزيونية فتقدم مسلسل «حديث الصباح والمساء»، ولا تشارك ليلى علوى فى المسلسل بأكمله، من الجلدة للجلدة كما يقولون بل ينتهى دورها فى منتصف الحلقات لتنال الثناء والتقدير من النقاد والصحفيين على وعيها ونضجها ودعمها لمشروع كبير مثل «حديث الصباح والمساء».

بعدها قدمت ليلى علوى مسلسل «بنت من شبرا» الذى أثار جدلًا كبيرًا وقت عرضه، وقدمت تجربة سينمائية أكثر جدلًا وهى فيلم «بحب السيما» مع المخرج أسامة فوزى لتستمر ليلى علوى فى دعمها لمشاريع المخرجين الموهوبين والمختلفين وآخرهم أسامة فوزى.

وشاركت ليلى علوى فى فيلمى «ألوان السما السابعة» عام 2007 و«ليلة البيبى دول» عام 2008 ولم يحقق الفيلمان نجاحًا تجاريًا يذكر، وتقدم ليلى علوى مسلسل «حكايات وبنعيشها» مع باسم سمرة عام 2009.

بعد ذلك، تقدم ليلى علوى مسلسلات مثل «الشوارع الخلفية، نابليون والمحروسة، فرح ليلى، شمس، وهى ودافنشى»، وهى أعمال لم تحقق نجاحًا جماهيريًا أو نقديًا ولكن حافظت على اسم ليلى علوى المهم فى الدراما التليفزيونية.

ليلى علوى ابنة السينما ونجمة سينمائية فى الأساس لذلك ليس غريبًا أن تعود للسينما بقوة فى السنوات الأخيرة وتقدم أفلاما مثل «ماما حامل وشوجر دادى وآل شنب»، أعمال تحقق إيرادات كبيرة فى الخليج وخاصة السعودية، لتؤكد وتدعم مكانة وقيمة ليلى علوى فى السينما حاليًا، مازالت نجمة مطلوبة سينمائيًا، وهو ما تحقق مع فيلم «مقسوم» الذى يعرض حاليًا وحقق ردود أفعال جيدة، ولتحافظ ليلى علوى على تجددها واستمراريتها ومكانتها فى السينما منذ الثمانينات حتى الآن.

شهادات عن أفلامها

يسرى نصرالله

تحدث المخرج يسرى نصرالله عن مشوار النجمة ليلى علوى قائلًا: ليلى علوى من أجرأ الممثلات الذين عملت معهم وصعب جدا تجد ممثلة من جيلها تقدم الأدوار التى قدمتها فى أعمالى.

وأوضح: عملت معها فى «الماء والخضرة والوجه الحسن» و«فى منورة بأهلها»، وفى المرتين وجدت ممثلة تخلص للدور بشكل كامل، وذكية ومنضبطة جدًا ومدركة لأصول المهنة وملتزمة بها وهذه من الأشياء النادرة الموجودة فى عالمنا الآن، كما أنها موهوبة ومتعاونة إلى أبعد الحدود.

مجدى أحمد على

تحدث المخرج مجدى أحمد على عن رأيه فى مشوار النجمة ليلى علوى: ممثلة مهمة ودائمًا ما أضرب بها المثل لأنها من الممثلات اللاتى أخذن التمثيل بجدية ولم تكتف بجمالها لكى تكون نجمة على العكس اهتمت بشغلها واختارت أدوارا جيدة ومهمة فهى ممثلة نموذج».

وتابع «مجدى»: كنت سعيدا بها فى فيلم «يا دنيا يا غرامى»، وهى التى اقترحت وطالبت بوجود نجمتين معها فى الفيلم، كما أنها قدمت دورا رائعا فى فيلم «مقسوم»، كما أنها لا تنشغل بمفاهيم مثل «الفنانة كبرت فى السن إذن تقدم دور أم»، على العكس هى تقدم أدوارا شديدة اللطف والرقة والبساطة والتنوع.

ماجدة خير الله

تحدثت الناقدة ماجدة خير الله عن مشوار وتجربة ليلى علوى قائلة: فى وقت ما كانت ليلى علوى متألقة فيه وكانت بمثابة «فيديت» السينما، والجمهور كان ينتظرها بلهفة، وكانت تنتقى أدوارها فى السينما والتليفزيون، بعد ذلك السينما تخبطت ومستوى السينما نفسه تراجع، فليس من المعقول أن تحمل السينما على أكتافها وحدها، ففى هذا الوقت ابتعدت واهتمت بالمسلسلات التليفزيونية، وأحيانا اضطرت للمشاركة فى أعمال سينمائية للتواجد.

وتابعت: «ليلى علوى تملك قدرا من الذكاء الفنى يجعلها تدرك متى تتوقف، ومتى تشارك، ومتى تشارك بأقل الخسائر.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading