نيويورك تايمز: إسرائيل تتعمد «تجويع» الفلسطينيين
نشرت صحيفة نيويرك تايمز الأمريكية، مقالا للكاتبة ميجان ك. ستارك، اليوم الخميس، تتهم فيه الكاتبة بوضوح، الحكومة الإسرائيلية بالوقوف وراء تفاقم أزمة الجوع في غزة، كما لم تعفِ الكاتبة الإدارة الأمريكية من المسؤولية معتبرة أنها شريكة في تلك الجريمة.
ويعاني المدنيون في غزة من أوضاع صحية كارثية، سواء بسبب استهداف جيش الاحتلال للمستشفيات والطواقم الطبية، أو بسبب تعمد إسرائيل منع وتقليل وإبطاء وصول المساعدات الغذائية إلى سكان القطاع الذين باتوا على حافة المجاعة.
وألقت «ميجان»، باللوم في المقام الأول على الإدارة الإسرائيلية، مشيرة إلى التصريحات التي أطلقها قادة إسرائيليون مع بداية الحرب في أكتوبر 2023، حيث «في الأيام الأولى للهجوم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أنه سيتم قطع الغذاء والكهرباء والوقود عن سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، نصفهم تقريبًا من الأطفال. وبدأت إسرائيل في نهاية المطاف بالسماح بدخول بعض الإمدادات الغذائية والطبية، لكن منظمات الإغاثة حذرت من أن ذلك ليس كافيا».
وأضافت في مقالها: «ومع تصاعد الرفض الدولي قال مسؤولون إسرائيليون إنه لا يوجد نقص في الغذاء في غزة ونفوا مسؤوليتهم عن جوع الناس واتهموا حماس بسرقة المساعدات الموجهة للمدنيين قائلين إن الأمم المتحدة فشلت في توزيع الغذاء. لكن هذه الادعاءات تم رفضها من قبل منظمات الإغاثة التي تحاول نقل الإمدادات إلى غزة. وقد تم إلقاء اللوم على إسرائيل في خلق تأخيرات كبيرة في المعابر وفشلها في ضمان المرور الآمن في غزة. وهي متهمة بفتح النار على مركبات المساعدات التابعة للأمم المتحدة العائدة من تقديم المساعدات وعلى الحشود التي تنتظر الطعام».
وذكرت ميغان حادثة منع سفينة مساعدات من مغادرة الموانئ الإسرائيلية، فقالت: «ظلت سفينة شحن تحمل أغذية متجهة إلى غزة، تكفي لإطعام أكثر من مليون شخص، راكدة لأسابيع في ميناء أشدود الإسرائيلي لأن سلطات الجمارك الإسرائيلية رفضت معالجة الأغذية. ودفعت الولايات المتحدة ثمن 90 ألف طن متري من الدقيق على متن سفينة الشحن، وشكر الرئيس بايدن إسرائيل على السماح لها بالمرور – إلا أن إسرائيل فعلت العكس».
كما لم يفت على الكاتبة، رصد الدوري الأمريكي، في تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة، وقالت: ««في حين لا يمكن إلقاء اللوم بشكل مباشر على الولايات المتحدة بسبب المجاعة في غزة، فإن إدارة بايدن تتقاسم المسؤولية الأخلاقية. وفي الوقت الذي كان ينبغي فيه إعطاء الأولوية للأزمة الإنسانية المتصاعدة، اختارت إدارة بايدن بدلًا من ذلك حجب التمويل للأونروا بشكل متهور. وقد تم ذلك على الرغم من أن جماعات الإغاثة تقول إنه لا توجد منظمة أخرى ذات قدرة مماثلة على توزيع الغذاء في غزة».
وتابعت: «لكن رد إدارة بايدن وما لا يقل عن 15 حكومة أخرى علقت دعمها للأونروا غير متناسب بشكل خطير. وحتى لو تبين أن هذه الادعاءات صحيحة – وربما تكون كذلك – فإن هذه الفضيحة تمس نحو 0.1% فقط من موظفي الأونروا في غزة البالغ عددهم حوالي 13.000 موظف».
وشددت على الدور الأمريكي في هذا الوضع الكارثي قائلة: «الناس في غزة يعانون من الجوع لأن حكومة الولايات المتحدة ـ أبرز مقدمي المساعدات العسكرية لإسرائيل والمدافع السياسي عنها ـ فشلت في استخدام نفوذها الكبير لإجبار إسرائيل على السماح لغزة بالأكل».
ورصدت ميغان ك. ستارك، جانبا من الوضع المأساوي في غزة على الصعيد الغذائي، فجاء في مقالها: «أرسل السيناتور كريس فان هولين من ولاية ماريلاند، الذي انزعج من قصص المجاعة، رسالة نصية إلى سيندي ماكين، رئيسة برنامج الغذاء العالمي، ليسألها عما إذا كان «الأطفال قد عبروا الآن العتبة المروعة من كونهم على حافة المجاعة إلى الموت جوعًا”»، موضحة: «لقد ردت: هذا صحيح،» قال فان هولين، وهو يقرأ من رسالة «ماكين» النصية. «نحن غير قادرين على الحصول على ما يكفي من الغذاء لإبعاد الناس عن حافة الهاوية. المجاعة وشيكة. أتمنى لو كان لدي أخبار أفضل».
وقال مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، بصراحة: «إن هذا الشعب يتضور جوعا حتى الموت».
وأضافت: «لا ينبغي لنا أن نتظاهر بأن هذه الوفيات كانت حتمية. كل هذا نعرفه بالفعل: لقد اضطر سكان غزة الفلسطينيون إلى أكل العشب. يشربون الماء النتن. ويتم سحق الحبوب المخصصة لتغذية الحيوانات وتحويلها إلى دقيق مؤقت، ولكن حتى هذا الغذاء المتواضع بدأ في النفاد. وقد تم توثيق المجاعة الفلسطينية والإبلاغ عنها».
إنه الموت القاسي. تضعف العضلات وتتقلص. يتعثر جهاز المناعة، وتنتشر العدوى. تتعطل الأعضاء الحيوية. الأضعف يموت أولًا – الأطفال، وكبار السن، والمرضى.
وللتدليل على رأيها، لجأت الكاتبة إلى الاستعانة ببعض الإحصاءات، حيث كتبت: «وجدت فحوصات التغذية، بحلول يناير/كانون الثاني، أن أكثر من 15 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و23 شهرا يعانون من سوء التغذية الحاد، وهي حالة نادرا ما تحدث في غزة. قبل الحرب الحالية. وقالت اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير عن أحدث الإحصاءات القاتمة الأسبوع الماضي: مثل هذا الانخفاض في الحالة التغذوية للسكان خلال ثلاثة أشهر هو أمر غير مسبوق على مستوى العالم».
وأضافت: «شخصان على الأقل من كل 10 آلاف يموتون كل يوم بسبب الجوع».
وقالت السلطات الصحية في غزة إن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوزت 30035 شهيدا و70457 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.