استعدادا لـ شهر رمضان.. طقوس صناعة فرن الكنافة البلدي في أسيوط
مع اقتراب شهر رمضان الكريم تبدأ القرى المصرية في استعداداتها الخاصة، ومن ضمن هذه الاستعدادات بناء أفران الكنافة البلدية، تلك الأفران التي تُضفي على الشهر الكريم جوًا خاصًا وذكريات جميلة، والتي أصبحت عرضة للاندثار نتيجة الأفران الآلى التي توفر الوقت والجهد لأصحاب المهنة، بينما بناء أفران الكنافة البلدي يستغرق مراحل وأيامًا.
وفى منطقة السادات، إحدى المناطق الشعبية بمحافظة أسيوط، اعتاد عمي صلاح كامل محمد، أحد أقدم صنايعية الكنافة، على الفرن البلدي التي امتهنها منذ 40 عامًا، حيث تعلم المهنة وهو في سن الشباب ومازال يعشقها وعلمها لأولاده.
ويبدأ عمى صلاح وصف مشهد بناء الفرن البلدي بأحد الشوارع، في أسيوط، وسط الطوب الأبيض والطين وفرحة الأطفال والأهالى لقدوم الشهر المبارك قائلا: «يستعيد كبار السن ذكرياتهم على رؤيتها من قديم الزمن وهى من الصناعات التراثية التي بدأت تندثر صناعتها نظرًا لتطويرها من فرن بدائى (يدوى) إلى فرن آلى يعمل على نظام مواتير».
مراحل صناعة فرن الكنافة البلدي
وعن مراحل تصنيع فرن الكنافة البلدي يضيف: «بصنع فرن الكنافة البلدي على 3 مراحل، بجمع الطمى من أحد الأراضى الزراعية، وأخمر2 يوم حتى يسهل عملية البناء مع الطوب الأبيض الذي يتم به البناء في ارتفاع الفرن، والمرحلة الثانية بعد يومين من البناء بقوم بكسى الفرن من الخارج بالطمى ثم بالتبن حتى يساعد في صلابة الفرن، وبعد أيام يتم تجفيف الفرن، ثم أقوم بمحارة الفرن من الخارج بالجبس حتى لا تتمكن حرارة الفرن من إعاقة صانع الكنافة».
ويوضح عمي صلاح: «الجبس يعطى شكلًا أفضل للفرن وبدهانه بالألوان، وببني الفن الكنافة البلدي بالطوب الأبيض لأنه سهل الاستخدام، فهو أفضل من الطوب الأحمر في بناء فرن الكنافة البلدي، لأنه يمكن استخدامه عدة مرات كل عام».
وأشار أقدم صنايعية فرن الكنافة البلدي بـ أسيوط إلى أنه «يقوم ببناء الفرن البلدي بناء على رغبه المواطنين في أكل الكنافة البلدي ، لأنها مزاج للأكيلة ولها طعم خاص غير الفرن الآلى، لذلك يزداد الطلب على بناء أفران الكنافة البلدية مع اقتراب شهر رمضان».
وأكد عمي صلاح أن صناعة الفرن البلدي هي أصل المهنة، رغم التطور مازال لها مذاق مختلف عند الأسايطة وعلمت أولادى الـ5 المهنة لضمان استمرارها للأجيال القادمة. ويُعدّ عمي صلاح نموذجًا للصانع المصري الماهر الذي يُحافظ على تراثه ويُعلّمه للأجيال القادمة.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.