استعراضات وأغانٍ وطنية فى احتفالات «العيد القومى»


تحتفل محافظة بنى سويف، بالعيد القومى الـ 105، الذى يوافق 15 مارس من كل عام، وهو اليوم الذى ارتبط بمناسبة ثورة 1919، فقد خرج الأهالى، وقطعوا خط السكة الحديد على قطار المدد الإنجليزى «فى مشهد وطنى غير مسبوق»، ليضحى هذا الحدث يومًا تاريخيًا للمحافظة.

وانطلق أهالى بنى سويف فى مظاهرة كبيرة بميدان المديرية سابقا «الشهداء حاليا» بكل فئاتهم يهتفون بحياة سعد زغلول ورفاقه، ويرددون شعار «الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، وهجموا على مبنى المحكمة وعطلوا الجلسة وطردوا القاضى الإنجليزى منها، والذى هرب بأعجوبة من الباب الخلفى، لتبدأ القوات الإنجليزية بالتجمع وسط الميدان خلف مدافعها، وراحوا يطلقون النيران لتفريق الأهالى، وفجأة تصيب طلقة غادرة أول شهيد فى أحداث الثورة، وهو «محمد عبدالنبى ميهوب»، لينقض الأهالى على عساكر الإنجليز ويقوموا باصطياد 8 منهم، ودفنهم بمدافن «محيى الدين» الحالية.

ويكشف المحاسب على يوسف، رئيس مركز ومدينة ناصر ببنى سويف، قصة الجدة (تيتل) فى 15 مارس 1919، وماذا قدمت للثورة فى ذلك الوقت، لافتًا إلى أنها تعتبر من الشخصيات الأشهر فى المحافظة، والتى توفيت بعد سنوات وتم دفنها فى القرية التى دافعت عنها.

محافط بنى سويف يشهد العروض الفنية والرياضية خلال احتفال المحافظة بالعيد القومى

وقال «يوسف»: «سيدة ستينية، سجل التاريخ سيرتها فهى زوجة شيخ العرب يونس جمعة شيخ القبيلة الذى مات وترك لها ولدين هما محمد وعبداللطيف، وفى يوم تصادف أن اعتدى الأهالى على أحد الجنود الإنجليز الذى قتل خروفًا من حقله فى أثناء جولته للصيد، بعدها توافدت قوات الإنجليز لتأديب قرية (إمبيشى) بمركز ناصر إلا أن الأهالى واجهوهم بإطلاق النار من خلف نوافذهم وأصيب العديد من الإنجليز، وفى هذا الوقت قادت الجدة تيتل الثورة وفجأة تلقى ابنها محمد طلقة غادرة نفذت إليه من على السلم الذى كان يدافع منه مع جدته، فتقف الجدة العظيمة على السلم وتصرخ فى ولدها الآخر ليواصل القتال ويرتمى بعدها على جثة أخيه لتخرج العجوز الخالدة تشعل نار المقاومة فى البيوت المجاورة».

كان الدكتور محمد هانى غنيم، محافظ بنى سويف، تقدم بالتهنئة لكافة أبناء وقيادات بنى سويف بمناسبة العيد القومى للمحافظة، وقال إن تلك المناسبة الوطنية التى تلامس مشاعر أهالى بنى سويف، تسجل تاريخ أبناء هذه المحافظة، ووطنيتهم المشهود لها عبر كافة العصور، وتؤرخ عراقة هذا البلد ومكانته التاريخية، كجزء أصيل من الوطن الشامخ.

وأضاف المحافظ: «أغتنم هذه المناسبة، لأنقل شكر وامتنان أهالى بنى سويف إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، للنقلة التنموية والطفرة النوعية التى شهدها ولا يزال يشهدها صعيد مصر بشكل عام فى آخر عشر سنوات، فى ظل تكليفات سيادته بتوجيه بوصلة التنمية نحو الصعيد، لا سيما أن بنى سويف كإحدى محافظات الصعيد، قد حظيت بتنفيذ مشروعات قومية وخدمية، قاربت تكلفتها 150 مليار جنيه؛ شملت 29 قطاعا خدميا وتنمويا».

محافط بنى سويف يشهد العروض الفنية والرياضية خلال احتفال المحافظة بالعيد القومى

واستكمل «غنيم»: «أُجدّد تهنئتى لشعب بنى سويف العظيم بهذه المناسبة التاريخية، وأبعث برسالة لشباب المحافظة بأن عليهمw أن يفخروا بمحافظتهم العريقة، وأجدادهم عبر العصور المختلفة الذين صنعوا حضارة عظيمة سطرها التاريخ بأحرف من نور، تركت آثارا شاهدة على تاريخ وعظمة هذا البلد الطيب شعبًا وأرضًا»، موضحا أن العيد القومى هذا العام سيشهد افتتاح العديد من المشروعات الخدمية، حيث لا تزال الجهود متواصلة للبدء فى مشروعات حياة كريمة بالمرحلة الثانية، والتى تشمل 3 مراكز، ومواصلة العمل الجاد لتنفيذ الاستراتيجية التنموية المحلية العامة التى تم إطلاقها منذ ما يقرب من 4 سنوات مضت.

وتضمنت الاحتفالية، مجموعة من الفعاليات؛ شملت استعراض حرس الشرف وحملة الأعلام، وفيلما وثائقيا أعدته إدارة الإعلام بالمحافظة، تم خلاله عرض أبرز إنجازات الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما تناول حجم الاستثمارات التى تم ضخها فى محافظات الصعيد على مدار نحو 10 أعوام، وكان لبنى سويف نصيب وافر من تلك الاستثمارات التى تخطت مليارات الجنيهات.

وشهدت الفعاليات استعراض طابور عرض شارك فيه طلاب المدارس وشباب الكشافة والتمريض، وعرض مجسمات أمام المنصة، حملها طلاب وشباب بنى سويف، وجسدت أشهر المعالم الأثرية والرموز التاريخية والمشروعات القومية التى تميز كل مركز، حيث حمل الطلاب مجسمًا خاصًا بمركز ومدينة بنى سويف لنموذج مجسم للطائرة «ميج 21» التى شاركت فى حرب أكتوبر وتم إهداؤها للمحافظة لتوضع بميدان العبور، وسيارة أخرى حاملة مجسما لتمثال العبور، الذى قام بنحته الفنان جمال السجينى، تلاها نموذج لمركز ومدينة الواسطى، لمجسم هرم ميدوم «أحد مكونات شعار المحافظة»، الأثر المصرى الذى سيظل سرًا من أسرار الحضارة المصرية القديمة.

وعقب انتهاء عرض المجسمات، تم تقديم مجموعة من الفقرات والعروض الفنية والغنائية التى قدمتها مديريات التربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة، وشملت أداء أغان وطنية وفرقة فنون شعبية واستعراض لوحات رياضية وفنون قتالية وعروض كاراتيه، بجانب تمارين لياقة بدنية، ومشاركة قاعدة بنى سويف الجوية بعرض نفذه نسور الجو من الطيارين بتحليق طائرات حربية فى سماء الاستاد، وسط أجواء سادتها البهجة والإعجاب، وأضفت طابعا مميزا ونوعيا على الاحتفالية، حيث عبر الحضور من أبناء وقيادات بنى سويف عن امتنانهم وتقديرهم الكبير لقواتهم المسلحة، لمشاركتهم فرحتهم واحتفالهم بهذه المناسبة العزيزة على قلوب كل أبناء المحافظة.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading