«الدين لله.. والصيام للجميع» .. مصر تحتفل بقدوم «رمضان» والصوم الكبير
«الدين لله والصيام للجميع» شعار رفعته الكنائس المصرية التى تبدأ الصوم الكبير، اليوم الاثنين، بالتزامن مع بداية شهر رمضان الكريم، وينتهى كل منهما بعيد مميز هو عيد الفطر لدى المسلمين وعيد القيامة لدى المسيحيين.
وشهد عدد من الكنائس فى محافظات المنيا وقنا ودمياط والبحر الأحمر احتفالات خاصة ببداية الصوم، كما وضعت فوانيس وزينة رمضان وأقامت موائد الرحمن، ابتهاجًا بقد
قال القمص ديسقورس شحاتة، وكيل دير القديسة دميانة: خلال هذا العام جاءت بداية الصوم الكبير عندنا مع بداية شهر رمضان عند إخوتنا المسلمين، كمنحة ربانية لأن هذا الشهر سيكون كله صلوات سواء فى الكنائس أو المساجد، وكذلك الاهتمام بالفقراء والمرضى، ففى الكنائس نقيم يوميا قداسات فى ساعة متأخرة من النهار ونرفع خلالها صلوات لمصر ولرفع البلاء والغلاء عن شعبها، بينما يقيم المسلمون صلوات التراويح والفجر ويهتم المسلمون والمسيحيون بالفقراء من خلال الصدقات والعشار والزكاة، فهذه الفترة فترة ربكة ومحبة كبيرة وتنتهى بعيد الفطر الذى يسبق عيد القيامة لأننا نصوم 55 يومًا.
وأكد القمص بطرس بسطوروس وكيل مطرانية دمياط وكفر الشيخ، أن «الصيام يجمعنا لأن له روحانيات خاصة وأيام الصوم مباركة لدى المسيحيين والمسلمين، ونصلى لله أن يجعل هذا الصوم سبب بركة لمصر كلها».
وأضاف: «الصوم طقس هام لدى الديانتين وعندنا نوجه أبناءنا لأن نجعل صومنا مصحوبا بالفضائل، وأن يكون الصوم رحلة توبة وفترة صلح مع الله ومصحوبًا بالصلاة لأن الصوم يجب أن يكون سموًّا روحيًّا وليس عملا جسديا فقط ومن المهم أن يكون مصحوبا بضبط النفس وصوم اللسان والفكر والحواس، والقلب الصائم أهم من الجسد الصائم وهى نفس تعاليم الصيام فى شهر رمضان لدى إخوتنا المسلمين، بالإضافة إلى أنه يكون مصحوبًا بالعطاء والصدقات ومحبة الخير، حيث نرى موائد الرحمن التى تنتشر فى ربوع مصر وتزداد فيه الصدقات والزكاة ونحن نقول (طوبى للرحماء على المساكين) وفى الفكر الإسلامى الصيام هو سبب الاستجابة للدعاء ويشفع لصاحبه يوم القيامة».
وفى محافظة قنا تزينت الكنيسة الإنجيلية بزينة رمضان للعام السادس على التوالى، بمشاركة عدد كبير من الشباب والسيدات المسيحيين الذين حرصوا على تزيين الكنيسة والشوارع الشوارع المحيطة بها، وعبّروا عن سعادتهم بهذه المبادرة التى تُجسّد روح المحبة والتسامح بين أبناء الوطن الواحد.
وقال وسيم أسعد عزيز، مسؤول الكنيسة الإنجيلية بقنا: «نحن سعداء بتعليق زينة رمضان وننتظر هذا اليوم كل عام لمشاركة إخواننا المسلمين فرحة رمضان، ونقيم موائد إفطار وسحور لإخواننا المسلمين»، فى مشهد يُجسّد الوحدة الوطنية بين المصريين.
وفى المنيا أشعل سيشن خاص بالطفلين «محمد وكيرلس» من مركز أبوقرقاص، السوشيال ميديا، وتداوله عدد كبير من المتابعين، بسبب رمزيته للوحدة الوطنية وروح المحبة التى تجمع المسلمين والمسيحيين فى الصيام هذا العام، حيث ارتدى الطفلان ملابس شيخ وقسيس، للتعبير عن روح الوحدة فى المناسبات وخاصة الصيام.
وقال المصور أبانوب سعد، صاحب فكرة ومصور «السيشن» وابن محافظة المنيا، إن الأولاد فى «السيشن» هما محمد وكيرلس، وفكرة تلاقى الأعياد والمناسبات المسيحية والإسلامية ألهمتنى بفكرة تجسيد «سيشن»، ففكرت فى أن أصور شبابا لأجسد حيوية وقوة مصر فى شبابها، ولكنى تراجعت بعدها، وقررت أن أنفذ الفكرة مع الأطفال، فالأطفال ببراءتهم وعفويتهم يصلون للقلب أسرع ويجسدون المعنى بشكل أقوى وأفضل.
وأوضح أنه مع أصدقائه الذين أعدوا لجلسة التصوير، صمموا تصورا للجلسة بملابس مميزة، وهى جلباب وعمامة الأزهر، وجلباب وطاقية الكنيسة، على أن يحملان المصحف والكتاب المقدس والفانوس والسبحة والصليب، ويمسكان بيدى بعضهما فى مشاهد جميلة وتلقائية، وأن أسرتى محمد وكيرلس ساعدوه فى تجهيز السيشن، وكانوا متحمسين لإظهار روح المحبة والعشرة.
ولفت إلى أن كواليس تصوير جلسة التصوير، كانت مليئة بالحب فعلًا، وأن كل أم تساعد الطفلين وكأنهما شقيقين بالفعل، وهذا ما تظهره الفيديوهات أثناء التصوير، فقد كانا يلعبان ويضحكان بتلقائية، وهو الحادث بالفعل فى مجتمعنا المصرى، «ففكرة السيشن تحدث كل يوم وفى كافة ربوع مصر بين الأصدقاء والجيران المسلمين والأقباط، وأنا فقط حاولت تجسيدها فى صور».
وكلف الأنبا مكاريوس، أسقف الأقباط الأرثوذكس بالمنيا، قبل أيام، القائمين على كنيسة الأمير تادروس، بتزيين الميدان بفانوس، وهلال شهر رمضان، تزامنا مع حلول شهر رمضان، وكتقليد اعتادت علية الكنيسة الأرثوذكسية سنويا، خلال المناسبات الدينية والوطنية.
وأصدرت الوحدة المحلية لمركز المنيا، برئاسة عامر طه، رئيس مركز ومدينة المنيا، بيانًا أشادت فيه بدور الكنيسة، ووصفت المشهد الجمالى للميدان، بأنه يعبر عن الصورة الحقيقية لمصر، كنسيج واحد ووطن واحد، مؤكدة أن ميدان صيدناوى، أصبح لوحة فنية بأجواء رمضانية.
وفى محافظة دمياط تزينت الكنائس بزينة رمضان تحت شعار «الصوم يجمعنا»، وقام عدد من الكهنة بإعداد موائد الرحمن وتوزيع الهدايا التذكارية على المواطنين، وحرص الأب هشام بندليمون، كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس بدمياط، على توزيع فوانيس صغيرة على المارة مسلمين ومسيحيين وقال: «ما أقدمه مجرد تعبير بسيط عن فرحتنا بقدوم شهر رمضان، تزينت الكنيسة لاستقبال فرحة قدوم الشهر الكريم، وكذلك فرحة الصوم الكبير والمقدس لدى الكنائس والأقباط جميعا».
وأضاف: «توزيع الهدايا التذكارية هو تعبير عن حبنا واعتدنا كل عام فى الاحتفال بشهر رمضان مع إخوتنا وهذا العام الاحتفال والفرحة مضاعفة، وقمنا بتعليق الزينة وإعداد موائد السحور لاستقبال إخوتنا فى هذه الأيام المباركة، ونعيش هذه الفترة أيامًا من المنح الإلهية، فقدوم شهر رمضان تزامنا مع بدء الصوم الكبير، هذه رسالة محبة إلهية تعبر عن مدى قوة النسيج المصرى».
وطالب عدد من الأقباط بأن يكون هناك موائد رحمن تضم أكلا نباتيا ليتناسب مع طعام المسيحيين فى الصوم الكبير، وقال أمجد مكاريوس، مهندس مدنى: «إخواتنا المسلمين بيقيموا موائد رحمن للفقراء فى شهر رمضان واحنا كمان محتاجين نعمل ده بس يكون فى أكل نباتى علشان احنا مش بناكل فى الصوم الكبير غير الأكل النباتى، لأن أكيد فى مسيحيين فقراء زى ما فى مسلمين فقراء، ويا ريت يكون ده موجود كل سنة خاصة فى ظل الغلاء الذى يجتاح العالم، واحنا بنطلع العشار لفقراء الكنيسة واخواتنا بيطلعوا الزكاة يتبقى لنا أن يكون لك لمنا موائد رحمن جنبا إلى جنب».
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.