«الصاج» ينافس الصينى.. عم «عتمان» أقدم سمكرى فوانيس رمضان بالمحلة
على مر السنين ظل فانوس رمضان متصدرًا المشهد، ولا يعتبر من الرفاهية، بل هو مظهر أساسى من مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، تتلألأ به الشوارع المصرية ليلًا، وهو علامة مميزة فى التراث الشعبى المصرى. استطاع أن يستعيد جزءًا من رونقه من جديد بعد تطويره بأشكال مختلفة تجذب المشترى، لتتدرج الفوانيس، بدءا من الفانوس النحاسى «أبو شمعة»، وصولًا للفانوس الصفيح والزجاج الملون.
يجلس «عم عتمان» بشعره الأبيض، داخل أقدم ورشة لصناعة الفوانيس بالمحلة الكبرى، وبالتحديد فى أحد الشوارع الفرعية بسوق الليمون، والتى أنشئت منذ أكثر من 50 عاما، ممسكا بـ«كاوية، مطرقة، مقص»، وقطع من الصفيح والقصدير، لصناعة وصيانة الفانوس الصاج، معتبرًا أن المهنة مازالت باقية وسط تزايد الإقبال على شراء الفانوس المصرى، خاصة أنه أفضل فى الشكل واللون مقارنة بالفوانيس الأخرى.
يقول عم عتمان، لـ«المصرى اليوم»، إنه يعمل فى هذا المجال منذ 60 عامًا، وبدأ العمل فيه وهو فى عمر الثامنة، حيث كان يعمل مع شقيقه فى الورشة وعشق المهنة منذ طفولته، وأصبحت مهنته الوحيدة والأساسية.
وأضاف أن الفانوس الصاج له رونقه الخاص، ومازال محتفظًا بمكانته منذ سنوات طويلة، ولا نشعر بشهر رمضان إلا برؤية الفانوس، سواء أبو شمعة أو حتى الأنواع التى تُضاء باللمبات الكهربائية.
«عتمان» قال إن الفانوس الصاج يبدأ سعره من 40 جنيهًا ويتدرج فى أحجامه ليصل إلى 700 جنيه، وأنه أطلق عددًا من الأسماء على الفوانيس، منها فانوس «بولات» وفانوس «بلمان» وفانوس «برج» وفانوس «محجب» وفانوس «مصحف» وفانوس «اللوتس» ولكل فانوس ذكرى جميله معه.
يبدأ عم «عتمان» العمل فى تصنيع الفانوس بعد عيد الأضحى ويستمر فى التصنيع حتى بداية شهر شعبان ويتوقف عن التصنيع ويبدأ فى مرحلة البيع للزبائن والتجار، مضيفا أنه أقدم وأشهر سمكرى فوانيس رمضان فى مدينة المحلة ويأتيه الزبائن من مختلف أجوار المحلة وبعض المحافظات.
وأعرب عم «عتمان» عن استيائه من الفوانيس الصينى والخشب التى أغرقت الأسواق والمحلات، قائلًا إنه لا قيمة فنية لها، مضيفا أن سعر الفانوس يبدأ من 40 جنيهًا وحتى 700 جنيه بأشكال وأحجام كثيرة.
وطالب عم «عتمان» بتشجيع الصناعة المصرية ومواجهة الغزو الصينى للأسواق، خاصة أن المصريين يتمتعون بحرفية عالية ويقدرون على إبهار العالم وبأدوات بسيطة. قائلًا: «أنا حنين على الزبون وعارف كل زبون وطلبه».
وأضاف عم «عتمان» أن الصناعة دائمة، ولكن «الصنايعية» انقرضوا مع مرور الوقت بعد غزو الفانوس الصينى للسوق، وقال: «بحمد ربنا على الصحة وأشعر بالسعادة كل موسم وأنا ببيع إنتاجى من الفوانيس بالجملة للزبائن، لأنهم بيسترزقوا معايا».
فى النهاية طالب عم «عتمان» بتشجيع الصناعة المصرية لمواجهة الغزو الصينى للأسواق، خاصة أن المصريين يتمتعون بحرفية عالية وقادرون على إبهار العالم وبأدوات بسيطة.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.