الصحاري ثروة قومية وملاذ لكائنات «شديدة الخطورة»
تنتشر أنواع عديدة من الطيور والزواحف والعقارب والحيات والحيوانات التي تتفرد بالعيش في البيئات الصحراوية، والتى يمكنها التكيف مع درجات الحرارة العالية والشمس الحارقة، وذلك جنبا إلى جنب مع النباتات المميزة التي تنبت في الصحارى وتحتمل فقر المياه.
وتضم مصر مساحات شاسعة من الصحارى، حيث تبلغ مساحة الصحراء الغربية حوالى 680 ألف كيلومتر مربع بنسبة 68% من مساحة مصر تقريبا، لتصبح الصحراء المصرية بمثابة ثروة قومية كبيرة، نظرا لكونها ملاذا للعشرات من الأنواع المميزة للطيور والعقارب والزواحف والتى يمكن استغلالها في عدد من المجالات، وتمثل أهمية بيولوجية كبيرة في مصر.
وتقول الدكتورة مها غانم، أستاذ بقسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية في كلية الطب بجامعة الإسكندرية، مدير مركز السموم السابق، إن الصحارى على مستوى العالم تضم قرابة 6400 نوع من العقارب والثعابين والحيات، حيث يبلغ عدد الثعابين حول العالم أكثر من 3900 نوع وتعد أكبر مجموعة من الزواحف بعد السحالى وتنقسم إلى 30 عائلة والعديد من الأنواع قادرة على قتل الإنسان ويصل عددها إلى 200، فيما يبلغ عدد أنواع العقارب حول العالم أكثر من 2500 نوع.
وأن الأنواع التي تحتوى على السم ما بين 40 و50 نوعا، لديها سم قوى بما يكفى لقتل الإنسان في الحال، ومعظم العقارب سامة، خاصة أنه تتواجد الغدة السامة في نهاية الذيل ولدغة بعض الأنواع تعدّ خطيرة جدا على الإنسان مقارنة بلدغة الثعبان، مشيرة إلى أن السموم التي تنتجها العقارب مصممة خصيصا لأنماط حياة فرائسها وهى فعّالة للغاية، حيث تتغذى العقارب عادة على الحشرات، لكن نظامها الغذائى يمكن أن يختلف اعتمادًا على بيئتها، وهو عامل رئيسى في بقائها على قيد الحياة في تلك البيئات الصحراوية والبادية.
وتضيف «غانم»، لـ«المصرى اليوم»، أن العقارب تُفضل المناخات الجافة والدافئة، ولديها القدرة على قضاء مُعظم وقتها محفورة تحت الرِمال، وهى من المخلوقات السامة، وقادرة على لسع الحيوانات المفترسة الأخرى للدفاع عن نفسها، فضلًا عن تمكنها القوى من إيذاء كل من يقترب منها بلدغتها، بالإضافة إلى أن السلاحف الصحراوية تستطيع العيش في درجات الحرارة العالية، فهى قادرة على حفر مكان لنفسها تحت الرمال للهروب من الحرارة، مشيرة إلى أن تواجد الكوبرا، وهى تعتبر «عروس العقارب»، حيث تُعد من الثعابين شديدة السُمية.
وتؤكد «غانم» أن الصحراء والبادية في مصر تبوح بأسرارها من خلال مخلوقات تجسد إبداع الخالق سبحانه وتعالى، حيث تُعد الصحراء موطنا للعديد من الثدييات، والحشرات، والزواحف، والطيور، ويُمكن للعديد من الحيوانات التي تعيش في الصحراء التكيف بِسهولة على الرغم من الظُروف القاسية للصحراء، ومن هذه الحيوانات الذئب، ويُشبه شكل الكلاب الصغيرة، ويعد قادرًا بِسهولة على التكيف لأن نظامه الغذائى يتراوح بين القوارض الصغيرة، والثدييات، والزواحف، والأسماك، والطيور، وبالتالى فإنّه قادرعلى العثور على الكثير من الفرائس في البيئة الصحراوية التي هي مثالية للذِئب في العيش فيها لمطاردة الفرائس.
والأرماديلو وتعنى المدرع الصغير، وهو من الثدييات ذات الحجم الصغير الذي يتكون نظامه الغذائى في الغالب من الحشرات، والزواحف الصغيرة، والقِطة الرملية والتى تتميز بأنّ لها آذانا كبيرة تساعد في حمايتها من الرمال التي تهبها الرياح، كما تُساعدها على تحديد مواقع الفرائس المُختبِئة تحت الأرض، كما لديها مخالب كثيفة تُساعدها في التعامل مع درجات الحرارة العالية والباردة للرمال وعند درجات الحرارة العالية تهرب إلى الجحور، يتم العثور عليها في شمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وتشير إلى أن أبرز وأشهر «ملوك الصحراء»، تتضمن طيورا وزواحف وحيوانات، تزين البادية في مصر، ولعل أشهرها السنونو وأبومنجل والكركى والوشق، فضلا عن بعض الحيوانات الأخرى مثل الغرنوق والجرد والفقل والطنان والبلشون وغرير العسل والبوكشاش.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.