العشماوي: القمة الأوروبية- المصرية هى قمة استراتيجية ذات أهمية بالغة وتأتى فى توقيتٍ حساس
اعتبر السفير فوزى العشماوى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة الأوروبية- المصرية هي قمة استراتيجية ذات أهمية بالغة، وتأتى في توقيتٍ حساس، حيث لا تزال آثار الحرب في غزة تُراودنا.
وقال «العشماوى»، لـ«المصرى اليوم»: «كان الاقتصاد المصرى يمر بتحديات كبيرة، إلا أنه يُظهر تعافيًا مؤقتًا، ودور مصر الذي ربما شُوهدَ بأنه ضعيف أو مُتراجع، اليوم يُعود بقوة للواجهة، ويسعى لأن يكون دورًا نشطًا ومؤثرًا في المنطقة».
وأضاف أن القمة شهدت لقاءات ثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكبار المسؤولين الأوروبيين، بما في ذلك الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، ورؤساء بلجيكا وإيطاليا، إلى جانب دول أخرى، فهى قمة تجمع جميع الأطراف لبحث قضايا مهمة.
وشدد على ضرورة أن يكون للدور الأوروبى تأثير كبير في التأثير على قرارات إسرائيل بالابتعاد عن أي مخططات للاستمرار في عدوانها الهمجى على غزة، والعمل على علاج جروح القطاع التي تنزف حاليًا، مشيرا إلى ضرورة بدء تطبيق حل الدولتين فورًا، من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وينبغى للاتحاد الأوروبى ألا يكون مجرد مشاهد في القضية الفلسطينية، بل ينبغى عليه المضى قدمًا، فهذه القضية بدون شك ستؤثر بشكل كبير على العديد من الملفات التي تهم استقرار الاتحاد الأوروبى.
وتناقش القمة ملفات الأمن، الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وستتناول القمة حزمة المساعدات والاستثمارات الأوروبية المهمة المُقدمة إلى مصر وقتما كان اقتصادها يواجه تحديات كبيرة.
ولفت إلى أنه هذه المناقشات تأتى على خلفية الاتفاق على تطوير منطقة «رأس الحكمة»، والتفاوض مع صندوق النقد الدولى، وتعبيرًا عن دعم اقتصادى من الاتحاد الأوروبى يبرز الأهمية البالغة التي يُوليها لاستقرار مصر، والتى ينبغى لمصر الاستفادة منها، ويتعين البدء في إجراءات إصلاح اقتصادى حقيقى يتعدى الجوانب المالية والنقدية إلى القرارات الاقتصادية الجوهرية التي تركز على الإنتاج والتصدير لتقليل اعتمادية الاقتراض وبيع الأصول، وتُعتبر حزمة المساعدات الأوروبية شهادة مهمة تدل على قدرة الاقتصاد المصرى على التعافى.
وتابع: «الكرة الآن في ملعب مصر، لاتخاذ الإجراءات الملائمة للاستفادة من هذه الحزمة وغيرها من التمويلات التي توجهت نحو مصر مؤخرًا».
هذا وانطلقت فعاليات القمة المصرية الأوروبية، اليوم بالقاهرة، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية أورسولا فون ديرلاين، رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، وألكسندر دي كروو، رئيس وزراء بلجيكا رئيس الاتحاد الأوروبي، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، وكارل نيهامر، مستشار النمسا، ونيكوس خريستودوليدس، رئيس قبرص، ووجورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا.
وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي لقاءات ثنائية منفصلة مع كل من الضيوف، رحب خلالها بترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية والشاملة»، بهدف الارتقاء بمستوى التعاون بين الجانبين، وهو ما يؤكد تفهم الدور المحوري لمصر في العلاقات الأوروبية الأوسطية، فضلًا عن كونه يعكس العلاقات التاريخية التي تربط بين الجانبين ومصالحهما المشتركة.
وناقشت اللقاءات أوجه التعاون الاقتصادي والاستثماري، وكيفية بلورة خطوات محددة بما يضمن الاستفادة من المزايا النسبية لكلا الطرفين بالشكل الأمثل، حيث تناولت اللقاءات التعاون في مجالات توطين الصناعة، ونقل التكنولوجيا والتدريب، كما تم تناول التعاون في مجال الطاقة، وخاصةً انتاج الغاز الطبيعي، والتعاون المصري القبرصي في هذا المجال، فضلًا عن الاستفادة من الفرص الواعدة التي تقدمها مصر في مجالات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، والعديد من مشروعات التعاون القائمة والجاري دراستها مع اليونان وبلجيكا والنمسا.
التعاون في قطاعات الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي
كما تمت مناقشة التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا في قطاعات الأمن الغذائى والانتاج الزراعى واستصلاح الأراضي، حيث تم التوافق على إقامة شراكة بين مصر وإيطاليا في إطار المشروعات القومية الكبرى، وبحيث يتم نقل التكنولوجيا الإيطالية المتطورة لمصر في تلك المجالات، بما يعظم العائد ويزيد الصادرات الزراعية والغذائية المصرية لأوروبا.
على صعيد آخر الأوضاع الإقليمية، وبالأخص الحرب في غزة، حيث أكد السيد الرئيس خلال المناقشات ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته في الدفع تجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات بكميات كافية إلى القطاع لحمايته من الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها، محذراً من أن أي عمليات عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية ستكون لها تداعياتها الجسيمة على أمن المنطقة ككل، ومشدداً على ضرورة الالتزام بمسار حل الدولتين.
ومن جانبهم ثمن القادة الأوروبيون الموقف المصري الحكيم والنشط، الهادف لاستعادة الاستقرار بالمنطقة، وأعربوا عن امتنانهم للجهود المصرية الدؤوبة الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار بالإقليم.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.