اهتمام حكومى لزيادة المساحات المزروعة بمحصول القمح
اهتمام كبير من الحكومة لزيادة المساحات المزروعة بمحصول القمح، كونه أحد أهم محاصيل الحبوب فى مصر والعالم، ومن المحاصيل الاستراتيجية المهمة فى صناعة رغيف الخبز، إذ تسعى الحكومة لزيادة المخزون الاستراتيجى للقمح، بهدف تحقيق الأمن الغذائى للمواطنين فى ظل الظروف الراهنة.
وحرصت محافظة الشرقية على دعم منظومة إنتاج القمح، كونها من المحافظات الرائدة فى زراعة المحصول، واستطاعت أن تتصدر محافظات الجمهورية من حيث المساحة والتوريد على مدار السنوات الماضية، من خلال اتباع السياسة الصنفية فى زراعة المحصول، وتطبيق النظم الحديثة فى أعمال الزراعة والحصاد لتحقيق الاكتفاء الذاتى.
ورصدت «المصرى اليوم» آراء المزارعين والخبراء فى قطاع الزراعة، للنهوض بالمحصول وتحقيق أعلى إنتاجية.
أحمد حسن، مزارع، قال: إنه يحرص على زراعة محصول القمح، كونه أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية المهمة، والتى يعتمد عليها الشعب فى غذائه، لافتا إلى أنه محصول شتوى تتم زراعته بدءا من منتصف أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر، وتجود زراعته فى الأرض الخصبة جيدة الصرف والخالية من الحشائش، ويجب أن يتم حرث الأرض وتسويتها، خاصة إذا كان المحصول السابق أرزا، مؤكدا أن القمح أصبح يمثل اقتصاد الأسرة، نظرًا لتراجع بعض الزراعات الأخرى، كما أنه يحقق هامش ربح للفلاح بعد زيادة سعر التوريد.
وأرجع جمال عبد الفتاح، مزارع، زيادة المساحات المزروعة بمحصول القمح والإقبال على زراعته، خلال السنوات الماضية، إلى الجهود المبذولة للنهوض بالمحصول، بدءًا من تجهيز الأرض واختيار التقاوى حتى موسم الحصاد، فضلا عن التوسع فى زراعة القمح على مصاطب ضمن أحد الحلول المبتكرة لزيادة الإنتاجية، واكتشاف أصناف جديدة وطرق حديثة لتقليل الجهد والمال، مطالباً بتوفير الأسمدة الزراعية المدعمة، نظرًا لارتفاع أسعارها بالسوق السوداء، وكذلك تكثيف الرقابة على منافذ بيع المبيدات والمخصبات الزراعية وضبط المخالف منها، والتى ارتفعت أسعارها بطرق مبالغ فيها لتخفيف العبء عن كاهل الفلاح.
وأكد الدكتور محمد يوسف، أستاذ المكافحة البيولوجية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، أن قطاع الزراعة فى مصر شهد طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الـ10 الماضية، حيث تمكنت الدولة بخطة طموح من تحويل المحن إلى منح والأزمات إلى فرص استثمارية للنهوض بقطاع الزراعة، رغم المعوقات والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وخاصة تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، والتضخم العالمى، وأزمة الدولار، والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، موضحا أنه رغم كل هذه التحديات إلا أن القيادة السياسية استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتى لبعض المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وتحقيق معدلات عالية من الصادرات الزراعية للخارج.
وأضاف «يوسف»، لـ«المصرى اليوم»، أن القيادة السياسية أولت اهتمامًا كبيرًا بقطاع الزراعة خلال السنوات الماضية، من أجل زيادة المساحات المزروعة بمحصول القمح، كونه من المحاصيل الاستراتيجية المهمة فى صناعة رغيف الخبز، والاهتمام الأكبر بزيادة المخزون الاستراتيجى للقمح، بهدف تحقيق الأمن الغذائى للمواطنين فى ظل الظروف الراهنة، من خلال خطة طموحة ورؤية مستقبلية واضحة فى تدشين العديد من المشروعات الخدمية والتنموية، وعلى رأسها إنشاء صوامع للغلال للحفاظ على المحصول من الهدر وتخزينه لأطول فترة ممكنة.
وأشار إلى أنه من الخطوات الجادة التى اتخذتها القيادة السياسية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من محصول القمح، هو السعى لزيادة المساحة المزروعة تدريجيًا، سواء فى أراضى الدلتا القديمة، أو فى الأراضى المستصلحة حديثًا، بالإضافة لإدخال نظم حديثة فى طرق الزراعة لتوفير الأسمدة الزراعية، ومياه الرى، ناهيك عن تطبيق التكنولوجيا الحديثة فى أعمال الزراعة والحصاد، وكذلك الاعتماد على الأصناف المعتمدة من وزارة الزراعة، والتى تتميز بجودة عالية لتحقيق أعلى إنتاجية للفدان.
وأكد دور محافظة الشرقية فى دعم منظومة إنتاج القمح، كونها من المحافظات الرائدة فى زراعة المحصول، واستطاعت أن تتصدر محافظات الجمهورية من حيث المساحة والتوريد على مدار السنوات الماضية، وذلك من خلال اتباع السياسة الصنفية فى زراعة المحصول، ومنها أصناف مصر 3، ومصر 4، وجيزة 171، وسخا 95، وسخا 96، وسدس 14، وسدس 15، فى محافظات الوجه البحرى، بمتوسط إنتاجية تتعدى 18 أردبا للفدان، وهناك بعض الأصناف تصل الإنتاجية فيها لحوالى 30 إردبا، طبقًا للصنف وجودة الأرض والممارسات الزراعية الجيدة، فضلًا عن الدعم الفنى والتسهيلات الممنوحة من المحافظة للمزارعين، الأمر الذى أدى لزيادة المساحات المزروعة والإنتاجية العالية لمحصول القمح، ما يسهم وبشكل كبير فى تقليل الاستيراد من الخارج، وتقليل الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج.
ولفت إلى أن رفع سعر توريد القمح من 1000 إلى 1250 جنيها، وأخيرا 1600 جنيه، هذا العام، كسعر استرشادى قابل للزيادة فى حال ارتفاع السعر العالمى، فهو سعر مجز يساهم فى تحسين دخل المزارعين، وزيادة كميات القمح التى سيتم توريدها للدولة، موضحا أن الزيادة التى يأخذها الفلاح أو المزارع أفضل بكثير من استيراد القمح من الخارج، كما أن رفع سعر توريد القمح يسهم فى دعم المزارعين وتشجيعهم على التوسع فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية الأخرى، مثل الذرة الصفراء، وفول الصويا، وغيرهما من المحاصيل، وخفض الفاتورة الاستيرادية للقمح من الخارج.
وأوضح أن من أهم العوامل التى تساعد فى تحقيق أعلى إنتاجية من القمح فى وحدة المساحة هو ما تقوم به القيادة السياسية حاليا، من خلال التوسع فى إنتاج أكبر كمية من التقاوى المعتمدة للقمح بجميع أصنافه، لتحقيق أكبر تغطية للمساحات المستهدفة تلك الفترة ومستقبليًا، بالإضافة لتوفير الماكينات الحديثة للزراعة على مصاطب، وتوفير الدعم الفنى من الخدمات الإرشادية والاستشارية للمزارعين والمستثمرين فى مجال إنتاج القمح، مع زيادة القدرات التخزينية لتقليل الفاقد نتيجة الإصابات الحشرية، والقوارض، والطيور، وغيرها من العوامل التى تسبب الفقد والهدر للمحصول.
وذكر أن زيادة سعر أردب القمح المورد من المزارعين يحقق هامش ربح كبيرا، على أساس أن متوسط إنتاجية الفدان الواحد تصل إلى 20 إردبا بسعر 1600 جنيه، إذا القيمة الإجمالية هى 32 ألف جنيه للفدان، مقابل تكلفة تتراوح بين 13 و15 ألف جنيه، بواقع ربح من 17 إلى 19 ألف جنيه للفدان، وإنتاجية الفدان من التبن يتراوح بين 6 و8 حمولات، مع العلم أن وزن الحمل الواحد يتراوح بين 250 و260 كيلو جراما، وسعر الحمل الواحد قد يصل فى المتوسط لـ450 جنيها، بإجمالى أرباح تتراوح من 2700 إلى 3600 جنيه للفدان، ويمكن تقدير قيمة التكاليف وصافى الربح بالدولار حسب سعر الصرف، مؤكدًا أن القيادة السياسية تسعى بكل جهد وتسابق الزمن لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق الأمن الغذائى للمواطنين، وزيادة حجم الصادرات الزراعية للخارج، لتحقيق العملة الأجنبية وتخفيف الضغط على الدولار الأمريكى فى ظل الجمهورية الجديدة.
وقال المهندس سمير راشد، نقيب الزراعيين بالشرقية، إن محصول القمح هو الغذاء الرئيسى لكافة فئات المجتمع، كونه غنيا بالكربوهيدرات والسعرات الحرارية، وتتم زراعته على نطاق واسع، موضحا أنه لابد من تكاتف الجهود بين المزارع والتاجر والمستهلك، وتحمل المسؤولية والإخلاص فى النوايا لسد العجز وتقليل الاستيراد، مؤكدا اهتمام مراكز البحوث والمديريات بتوعية المزارعين باختيار الميعاد الأمثل للزراعة، وزراعة الأصناف التى تتميز بالثبات لفترة طويلة والمقاومة للأمراض، وذلك للحصول على أعلى إنتاجية من المحصول، نظرا لأن التبكير أو التأخير فى أعمال الزراعة يؤدى لنقص فى المحصول.
وأوضح المهندس حسين طلعت، وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أن المساحة المزروعة بمحصول القمح هذا العام تقدر بـ394 ألفا و49 فدانا، مؤكدًا حرص المديرية على تنظيم العديد من الحقول الإرشادية والمدارس الحقلية، لتعريف المهندسين الزراعيين والمزارعين بأحدث أساليب الزراعة، للنهوض بالمحاصيل الزراعية، فضلًا عن جهود العاملين بالإدارات الزراعية فى تنفيذ فعاليات حملة صيانة محصول القمح، بهدف مكافحة القوارض وتقليل الفاقد، ما تسببه من أضرار صحية واقتصادية، حيث تمثل القوارض خطورة على المحاصيل الزراعية بسبب قدرتها على الانتشار والتكاثر السريع.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.