بالأرقام .. كيف أثرت أحداث البحر الأحمر على إيرادات قناة السويس؟
استهلت قناة السويس عام 2024 مسجلة تراجعًا في الإيرادات حسب التصريحات والتقارير الرسمية، بسبب تهديد حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إن إيرادات قناة السويس تبلغ 10 مليارات دولار سنويا، وتراجعت بنسبة بين 40 و50% بسبب الأحداث العالمية.
وذكر السيسي في مؤتمر ومعرض مصر الدولي السابع للطاقة “إيجبس 2024”: “يصعب على دول في إفريقيا ومنها مصر أن تضع تعهدات لخفض الانبعاثات لأنها تحتاج تمويلا ضخما”.
وبحسب التقارير، تراجعت إيرادات قناة السويس خلال شهر يناير بنسبة 46% لتصل إلى 428 مليون دولار مقارنة بإيرادات قدرها 804 ملايين دولار خلال الشهر المماثل من العام الماضي، نتيجة انخفاض أعداد السفن المارة بنسبة 36% لتصل إلى 1362 سفينة بفعل المخاوف من هجمات جماعة الحوثيين في منطقة باب المندب-وفقًا لتصريحات الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس- وعمق انخفاض إيرادات القناة من أزمة نقص النقد الأجنبي في مصر، حيث تعد القناة إحدى مصادر النقد الأجنبي الخمس في البلاد.
وكان الرئيس اطلع خلال اجتماعه مع الفريق أسامة ربيع في أكتوبر 2023 وقبل الأحداث العالمية الأخيرة بشهور قليلة، على بيان حركة الملاحة بقناة السويس للعام المالي 2022 /2023، الذي أظهر زيادة أعداد السفن المارّة بالقناة بنسبة 17.6%، مقارنة بالعام المالي السابق، لتصل إلى حوالي 26 ألف سفينة، وزيادة الإيرادات الكلية للقناة من 7 مليارات دولار في العام المالي السابق، بنسبة 34.7%، لتصل إلى 9.4 مليار دولار في العام المالي المنصرم.
وشهد الاجتماع أيضاً استعراض محاور ومشروعات تطوير القطاع الجنوبي للمجرى الملاحي لقناة السويس، بالإضافة إلى جهود الهيئة لتطوير وتحديث أسطولها البحري وما يضمه من قاطرات وكراكات حفر، والتي تقوم بدور أساسي في تأمين المجرى الملاحي ومعاونة السفن العابرة للقناة.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس وجه بمواصلة العمل المكثف لتنفيذ مشروعات الهيئة، في إطار استراتيجية تطوير المجرى الملاحي لقناة السويس ومرافقها، ورفع كفاءة بنيتها التحتية، وذلك بهدف تعظيم قدرات القناة، وتعزيز تنافسيتها والمكانة المتفردة لها على مستوى حركة الملاحة والتجارة العالمية، بما يدعم جهود التنمية الشاملة في مصر، التي تهدف لبناء دولة متقدمة وقوية في مختلف المجالات، وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وفي نوفمبر، صرح الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بأن إحصائيات الملاحة بالقناة خلال شهر نوفمبر 2023 سجلت أرقاماً قياسية جديدة على صعيد أعداد السفن والحمولات الصافية والعائدات المحققة لتصبح الأعلى مقارنة بمعدلات الأداء المحققة خلال أشهر نوفمبر المتعاقبة على مدار تاريخ القناة.
يشار الى أن إحصائيات الملاحة بالقناة تعد نتيجة مباشرة لنجاح مشروعات التطوير والخدمات الملاحية ودعم القيادة السياسية في رفع تصنيف القناة وزيادة قدرتها العددية والاستيعابية لتتمكن من استيعاب معدلات نمو حركة التجارة العالمية، كما تعكس نجاح السياسات التسعيرية والتسويقية المرنة التي تنتهجها الهيئة في التعامل بمرونة مع المتغيرات الحادثة في صناعة النقل البحري، حيث نجحت السياسات التسويقية في جذب سفن تعبر لأول مرة بلغ عددها 387 سفينة بإجمالي إيراد 71.8 مليون دولار خلال شهر نوفمبر 2023.
وكشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية عن أسباب الطفرة في إيرادات قناة السويس، والتي شهدت في العام الماضى 2022/ 2023 ارتفاعا بنحو 34.7% على أساس سنوي إلى 9.4 مليارات دولار، مقارنة بـ 7 مليارات دولار في عام 2021 /2022، وبالمقارنة بالعبور، شهدت حركة الملاحة بالقناة أيضًا زيادة في أعداد السفن العابرة لقناة السويس بنسبة 55.1% لتصل إلى 25.9 ألف سفينة عام 2022 /2023، وهو الأعلى في تاريخ القناة، مقابل 16.7 ألف سفينة عام 2013 /2014.
كان من بين الاسباب المؤثرة على ارتفاع ايرادات القناة، ارتفاع أسعار النفط والذي ساهم في زيادة الميزة التنافسية لقناة السويس فمنذ بداية الربع الثالث لعام 2023، وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها، ولا تزال أسعار النفط في اتجاه صعودي قوي انطلاقًا من حقيقة تؤكد أنه كلما ارتفعت أسعار النفط؛ زادت تكاليف الطرق البديلة والمنافسة للقناة، خاصة “رأس الرجاء الصالح” وهذا يدفع السفن إلى اختيار الطرق الأقصر مسافة وتكلفة واستهلاكًا أقل للوقود، وعلى رأسها قناة السويس، حيث تتيح قناة السويس توصيل السفن بين البحر المتوسط والبحر الأحمر بشكل أسرع وأسهل، و هذا يعني زيادة الحركة التجارية وتنشيط التجارة البحرية، مما يؤدي إلى تحقيق إيرادات مهمة لمصر.
تطوير هيئة قناة السويس.. حيث تم تطوير المجرى الملاحي وتضمنت أعمال توسعة وإنشاء جراجات تلجأ إليها السفن لإصلاح أعطالها دون التأثير على مرور السفن الاخرى، وحتى الآن تم إنشاء 10 جراجات، وشملت أعمال التطوير بالأساس العمل على زيادة عمق القناة ليصل إلى 24 مترا، كما تم تطوير القطاع الجنوبي وتم العمل على توسعة عرض هذا القطاع من جهة الشرق وزيادة عمقه لـ 27 م، ما أدي لزيادة عامل الأمان الملاحي بنسبة 28%، بالإضافة إلي تطوير منطقة البحيرات المرة، والتي شهدت أعمال تطوير بطول 10 كم، وهذا رفع قدرات القناة لاستقبال نحو 6 سفن زيادة عن قدراتها السابقة على أعمال التطوير.
كما تدعم قناة السويس جهود المنظمة البحرية الدولية “IMO” لنشر مفاهيم الانتقال الأخضر للقطاع البحري، كما تلتزم قناة السويس بالإجراءات والضوابط البيئية بتحقيق الوفر في الوقت والمسافة مقارنةً بالمسارات البديلة، ما يساهم في خفض استهلاك الوقود بنسب تتراوح من 20 إلى 80%، وخفض الانبعاثات الكربونية الضارة بالإضافة إلى تعميم استخدام الأنظمة الهجينة (الخلايا الشمسية – توربينات الرياح) لتوليد الكهرباء لمحطات الإرشاد للسفن على طول قناة السويس، ما يحافظ على استدامة عمل الأجهزة الضرورية للملاحة، ويساهم في الحفاظ على البيئة.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.