تحت شعار «مسرحنا حياتنا».. «مناهضة التعصب.. وقضايا الثأر» رسائل من «مسرح الجنوب»
تتواصل فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب، برئاسة الناقد هيثم الهوارى، والمقرر فى الفترة من 1 وحتى 6 مارس الجارى، فى محافظة قنا، والتى تحمل شعار «مسرحنا حياتنا» بمجموعة متميزة من العروض فى المسابقات المختلفة، وكذلك الورش التدربية المتنوعة، وبمشاركة 13 عرضًا بالمسابقة الرسمية من مصر، العراق، الأردن، تونس، الجزائر، ليبيا، فلسطين، المغرب، البحرين، سلطنة عمان، وإسبانيا.
فى برنامج يعرض خارج المسابقة الرسمية، 4 عروض من مصر، تونس، رومانيا، الهند، وفى برنامج عروض مسرح الشارع والفضاءات المفتوحة يعرض 3 مسرحيات من مصر والعراق، والسودان، وفى برنامج مسرح الطفل يشارك «3» عروض من مصر، وفى برنامج مسرح الحكى، تم اختيار عرض واحد من فلسطين«سرديات فلسطينية»، وضمن فعاليات المهرجان يقام برنامج تنمية القرية والذى يشمل عروض الحكى ومسرح العرائس والمكتبة المتنقلة، وعروض المهرج.
باقة متنوعة من العروض يستقبل بها المهرجان جمهوره خلال الفعاليات، تضمنت المغربى «همس»، والمصرى «الورقة المفقودة»، والفلسطينى «سرديات فلسطينية»، و«المصرى الوابور».
استهل المهرجان بعروض متنوعة فى يومه الأول، بمشاركة دول، إسبانيا من خلال عرض «عروس الريح»، والذى يسلط الضوء حول فنانة ومحاولتها المستميتة فى التصدى لتدمير قدرتها على الإبداع، ومناهضة التعصب النازى والفاشية، والعرض من بطولة ماريا فيد، تأليف وإخراج باتى دومينيك، بالإضافة إلى العرض الرومانى «المصعد» وهو ميوزيكال تدور أحداثه داخل مساحة ضيقة من الفضاء، ومن بطولة دياك زولتان، وسيكرينبيس لازو، وفيرسى ناجى.
ووسط تفاعل الجمهور قدم الأردنى الكوميدى «ليلة الأنحوتة»، والذى يحكى قصة معاناة امرأة من علاقات زوجها مع سيدات القرية ويسلط الضوء حول قضية الأخذ بالثأر فى التراث الأردنى، وهو من بطولة نرفانا معطى، ومعتصم فايز، مكرم إبراهيم، عبد الرازق محمود، محمد عيسى، تأليف وإخراج إياد الريمونى، بالإضافة إلى العمانى «على قارعة النسيان»، والذى تدور أحداثه عن صراع البقاء والسيطرة على المسرح بين الأجيال المختلفة القديمة والحديثة، وهو من بطولة روان الغيلانية، مديم الغاربى، خطاب الشماخى، إخراج سامى البوسعيدى.
تفاعل جمهور قرية دندرة مع العروض، والتى جاءت ضمن خطة تنمية القرية التى بدأها المهرجان العام الماضى، وقدم الفنان الجزائرى مهدى قاصد، عرض الأراجوز «فرحتنا فى قنا» وسط تفاعل الأطفال معه بالغناء والرقص، وكذلك شاركوا عرض المهرج الذى قدمه النجم التونسى نوار الضوى.
كما قدمت فرقة أناكوندا عرض «جبخانه»، الذى نجح فى جذب النظر إليه بشكل كبير وبمشاركة الفنانة القناوية فاطمة حسن التى كرمها المهرجان فى دورته الحالية.
وقال الفنان عبد الرحمن عطا أحمد، مدير فرقة أناكوندا، إن الجمهور استقبلنا بالفرحة، لأنهم محرومون من العروض المسرحية بشكل كبير، ويعتبرون المهرجان عرسًا ثقافيًا مثل العيد الذى يأتى من العام للآخر، والأهالى سعداء وتعاونوا معنا.
وأضاف أن العرض أحداثه مأخوذة من الموروث الجنوبى، حول قضايا الثأر والسلاح، حيث يتناول العرض فى إطار درامى مشكلة السلاح فى صعيد مصر، لافتًا أن معنى كلمة «جبخانة» هو مخزن الذخيرة، مؤكدًا أن اختيار هذا الاسم، لأنه معروف فى الصعيد بالقوة والسلاح، وهى كلمة صعيدية لها رمزيتها فى العقول حيث إنها مخزن للأفكار.
وأشار إلى أن العرض يتجسد فيه الصراع حول عائلتين يسيطران على ما يعرف بالجبخانة الرابضة فى حضن الجبل وتظهر لنا لأحداث حجم الصراع، وتستمر فعاليات القرية يوميًا ضمن فعاليات المهرجان التى تستمر حتى 6 مارس.
وبمشاركة 70 شابًا صعيديًا، بدأت فعاليات الورش التدريبية بمسرح الجنوب من جميع أنحاء الجنوب، والتى تأتى على هامش الفعاليات، ويستضيفهم المهرجان، لتعلم فنون المسرح المختلفة.
كما انطلقت خلال الفعاليات 10 ورش فى عدة مجالات، والتى تستمر لمدة 5 أيام، وتتضمن ورش فى التصوير المسرحى للمصور الصحفى حسن عمار، وكذلك التمثيل للمخرج أحمد السيد، والتأليف باستخدام التراث للكاتب بكرى عبد الحميد، والديكور د. عايدة علام، الإضاءة للمهندس أبو بكر الشريف، الدراما والمسرح للمخرج الإسبانى باتى دومينيك، صناعة العرائس للفنان أحمد أبو طالب، المكياج للفنانة الجزائرية حكيمة جلايلى، ورشة الموسيقى والغناء المسرحى للموسيقار محمد مصطفى، ورشة تعليم أداء وتحريك العرائس الماريونت للفنانة إيمان فتوح.
أيضا شارك نجوم الفن مع أطفال مستشفى الأورام بمحافظة قنا، فى العروض المسرحية التى قدمها مهرجان مسرح الجنوب فى أولى فعالياته، وتفاعل الأطفال والفنانون مع عروض العرائس، والأراجوز، وأتوبيس الحكى، والمكتبة المتنقلة التى قدمتها فرق المهرجان، وتفاعل الأطفال مع عرض مسرح الشارع، الذى قدمه الفنان الجزائرى مهدى قاصد بعنوان«فرحتنا فى قنا»، وكذلك تفاعل الأطفال مع عرض الأراجوز التونسى، والذى قدمه الفنان نوار الدويوى، وتفاعل الأطفال مع الألعاب الذهنية التى تستهدف الارتقاء بالحس المعنوى والذوق العام والإسهام فى تحفيز السلوكيات الإيجابية وتطوير القدرات الإبداعية، وتم توزيع دوريات مجلة سمير التابعة لدار الهلال على الأطفال كهدايا.
كما تفاعل الجمهور مع عرض فرقة الأراجوز من المركز القومى للطفل، ووزعت مؤسسة مصر الخير، الهدايا للأطفال المرضى بالمستشفى، حيث أن عددًا كبيرًا من النجوم المصريين والعرب المشاركين فى المهرجان حضروا إلى المستشفى وشاركوا فى العروض، ومنهم الفنانين عزة لبيب، وهانى كمال، والمخرج أحمد السيد، وخبيرة الماكياج حكيمة الجلايلى، ود.عايدة علام، أستاذ السينوغرافيا، وغيرهم.
من جانبه قال الناقد هيثم الهوارى، رئيس المهرجان، إن سبب اختياره لإقامة الدورة فى قنا، لتحقيق أهداف التنمية الشاملة ومشروع تنمية القرية الذى بدأوه، وإقامة 8 مكتبات جديدة فى القرى.
وحول اختيار العراق ضيف شرف المهرجان، أوضح أن المسرح العراقى من المسارح القديمة بالعالم العربى، والمهمة.
تنافس على مسابقات المهرجان 26 عرضًا تم اختيارها من 365 عرضًا من جميع أنحاء العالم، تقام الفعاليات فى 12 موقعًا هى قصر ثقافة قنا، قصر ثقافة نجع حمادى، قصر ثقافة قوص، مركز شباب العمال، الكنيسة الإنجيلية، مستشفى الأورام، مركز شباب دندرة، مركز شباب الطويرات، مركز شباب البياضية، الجبلاوى، مركز شباب الدوما بالإشراف الشرقية، مدينة دريمز، بالإضافة إلى إقامة سرادق ومسرح كبير فى مدينة جاردينيا بقنا الجديدة لإقامة الفعاليات.
كما تنظم إدارة المهرجان، معرضًا للحرف التراثية والبيئية، يتضمن عددًا كبيرًا من المشغولات اليدوية والبيئية وكذلك الحرف التراثية التى قام بها أبناء محافظة قنا، والذين حصلوا على ورش تدريبية فى مجال تصنيع الحرف اليدوية والتراثية.
ويصدر المهرجان 8 مطبوعات خلال الدورة، حيث تشهد إصدارات هذا العام تنوعا وإبداعا دوليا من مصر، والمغرب، والعراق، والأردن، منها، كتاب «عصام السيد.. المُعلم» من تأليف باسم صادق،«211 فهرنهايت» للكاتب بكرى عبدالحميد، «صفحات موجزة من المسرح العراقي» للمؤرخ العراقى الكبير أ.د. على الربيعى، «صورة المسرح المصرى من فؤاد دوارة إلى عمرو دوارة» المؤلف المغربى د. عبدالرحمن بن زيدان، «عبدالرحمن الشافعى.. زمار الحى الذى ِيُطرب» المؤلف د. محمد أمين عبدالصمد، وكتاب «النصوص الفائزة فى مسابقة التأليف المسرحي» وفاز بها كتاب من مصر والعراق والأردن وكتيب الدورة الثامنة وأخيرا كتاب 9 سنوات من الإنجازات.
وتوفر أكاديمية الفنون 10 منح دراسية مجانية للفائزين المصريين والهدف من هذه المنح هو العمل على صِقل مواهب الشباب المصرى فى محافظات الصعيد بالدراسة الأكاديمية.
وشهد حفل الافتتاح الذى انطلق الجمعة الماضى، العديد من المفاجآت كان أبرزها تقديم حفل استعراضى تناول التراث النوبى، والتنورة، والتحطيب من التراث الصعيدى، وأغنية تناولت تاريخ الكُتاب الذين تألقوا فى الدراما الصعيدية وأبرزهم محمد صفاء عامل، عبد الرحمن الشرقاوى، وقدمتها فرقة الفنون الشعبية بقنا، من إخراج الفنان محمد مصطفى، وتقديم الكاتب بكرى عبد الحميد. واستهل الحفل العرض المسرحى العراقى «طقوس الحطب» الافتتاح، حيث تضمنت رسالته الرافضة للحروب.
يأتى المهرجان تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، ومحافظة قنا، وعدد من المؤسسات المختلفة.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.