تراجع النشاط التجاري في القطاع الخاص غير النفطي فبراير الماضي
تراجع النشاط التجارى فى القطاع الخاص غير المنتج للنفط فى مصر، بأكبر معدل، خلال ما يزيد على عام، وذلك فى شهر فبراير، مدفوعًا بأزمة النقد الأجنبى وانخفاض مبيعات العملاء.
وأشار تقرير مدير المشتريات لمؤسسة «ستاندرد آند بورز جلوبال»، أمس، إلى تسجيل مؤشر مديرى المشتريات الرئيسى التابع للمؤسسة، للقطاع الخاص غير المنتج للنفط فى مصر انخفاضًا من 48.1 نقطة فى يناير 2024 إلى 47.1 نقطة فى فبراير 2024، ليكون هو الأدنى منذ 11 شهرًا.
وكشفت الشركات المصرية غير المنتجة للنفط انخفاض حجم الطلب فى شهر فبراير، حيث انخفضت الطلبات الجديدة بأسرع معدل منذ شهر مارس 2023، وتراجع أداء المبيعات المحلية بشكل خاص نتيجة تزايد ضغوط الأسعار والمشكلات المتعلقة بالعرض، وكانت معدلات الطلب ضعيفة فى جميع القطاعات الخاضعة للدراسة، وشهدت شركات الجملة والتجزئة أكبر انخفاض.
وبحسب التقرير، شهد عدد متزايد من الشركات زيادة فى تكاليف مستلزمات الإنتاج، حيث أدى الانخفاض الملحوظ فى حجم الشحن فى قناة السويس إلى نقص العملة الأجنبية، وتراجع الطلب والإنتاج والتوظيف بدرجات أكبر، فى حين ارتفعت أسعار الإنتاج بأسرع وتيرة منذ بداية عام 2023.
وأضاف أن الزيادات اللاحقة فى أسعار الواردات ساهمت فى ارتفاع التكاليف، وأفاد أكثر من ثلث الشركات التى شملتها الدراسة بحدوث ارتفاع منذ شهر يناير، كما ساهم انقطاع الشحن فى إطالة مُدد تسليم الموردين بشكل كبير منذ يونيو 2022، وأن الشركات لجأت إلى تمرير تكاليف المشتريات المرتفعة إلى عملائها، ما أدى لارتفاع أسعار البيع ليكون الأعلى خلال 13 شهرًا، وقام كثير من الشركات بزيادة الرواتب بسبب أزمة تكاليف المعيشة. وتابع أنه فى ظل تراجع الطلب، اتجهت الشركات لخفض مستويات الإنتاج بشكل متسارع فى فبراير، ليكون الأكثر حدة خلال عامين، كما تجنبت الشركات الاحتفاظ بالمخزون الزائد.
وانخفض نشاط التوظيف فى القطاع الخاص غير المنتج للنفط، حيث أشارت أحدث البيانات إلى انخفاض متواضع فى أعداد القوى العاملة كان هو الأسرع منذ شهر أكتوبر الماضى، وأشارت الشركات إلى وجود تسريح للعمالة وعدم استبدال الموظفين الذين تركوا وظائفهم.
وقدمت الشركات توقعات ضعيفة نسبيًا للنشاط خلال الـ12 شهرا المقبلة، فى ظل التوقع بأن تظل الظروف الاقتصادية صعبة، ومع ذلك تحسنت درجة الثقة لشكل طفيف مقارنة بشهر يناير.
وقال ديفيد أوين، خبير اقتصادى أول بستاندر أند جلوبال ماركتس، إن الاقتصاد غير المنتج للنفط فى مصر يعانى بشكل ملحوظ فى فبراير، حيث وجد نفسه عالقًا فى خضم الأزمة الإقليمية، ووفقًا لتقارير حكومية، فقد أدى انقطاع الشحن فى البحر الأحمر إلى انخفاض إيرادات قناة السويس.
وأضاف أن أغلب الشركات التى شملتها الدراسة أكدت ارتفاع تكاليف الشراء مع زيادة سعر الدولار فى السوق الموازية، فيما تشير التقارير الواردة من بعض الشركات المشاركة فى الدراسة إلى أن النشاط السياحى يعانى بسبب الحرب بين إسرائيل وغزة، وأن المورّدين المحليين واجهوا عقبات بسبب انقطاع الشحن.
وتابع: «ظلت توقعات الشركات للعام المقبل معتدلة، فى حين يشير الانخفاض المتسارع فى تشغيل العمالة والمشتريات إلى أنها تخطط لخفض طويل الأمد فى الإنتاج».
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.