تمهيدًا للصوم الكبير.. الكنيسة الأرثوذكسية تبدأ صوم يونان غدًا
يستعد أقباط مصر لبدء صومهم غدًا، الإثنين، الذي يستمر 3 أيام، وهو صوم «أهل نينوي» المعروف شعبيًا بـ صوم يونان ، والتي تقام فيه قداسات يومية متتالية في الأيام الثلاثة، بحيث تبدأ الإثنين حتى مساء الأربعاء.
وترفع عدد من الكنائس صلواتها لأجل المتألمين في غزة وأن ينعم الله بالسلام على فلسطين، تحت شعار «لن ننسى المتألمين الذين يعانون في غزة في أي مناسبة».
وقال الأنبا مكاريوس، أسقف مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس: «إننا في أي مناسبة أو تجمع أو ملتقى لن ننسي إعلان تعاطفنا الشديد مع المتألمين الذين يعانون في غزة، ومن فقد حياته والمصابين الذي لا يجد بعضهم العلاج حاليا، معاناتهم في كل شيء فكثيرون يفتقرون إلى الخبز الضروري وإلي الماء احيانا والى المأوى في هذا الجو البارد، بنصلي من أجلهم ونحاول بكل السبل وكل الوسائل لمساعدتهم، ونصلي وندعي لهم يوميا، وأن يهب الله الحكمة للمسؤولين لانهم سيطالبون بدم هؤلاء الضحايا الأبرياء يوم الدينونة».
من ناحية أخرى، قال عماد حرز، الباحث في التاريخ القبطي، عضو هيئة التدريس بمعهد «كيمي» للدراسات القبطية والتاريخية بـ المنيا: «إن قصة النبي يونان في العهد القديم بالكتاب المقدس وابتلاع الحوت له، هو أصل المثل الشعبى (اديني عمر وارميني البحر)، حيث ألقي فعلا في عمق البحر وابتلعه الحوت وظل حيا، لأن الله أراد أن يعطيه العمر ليكمل رسالته.
ولفت «حرز» إلى أن «يونان» النبي لقب بواعظ البر والبحر، وأنه النبي الذي تنفس تحت الماء، بل أرسل لنا رسالة من تحت الماء، وهي أحد الصلوات العميقة والقوية جدا للتوبة.
وتابع الباحث: «صوم أهل نينوي، هو إحياء لتذكار قصة النبي يونان الذي صام ثلاثة أيام، وثلاث ليال، في بطن الحوت، وهو صوم انقطاعي، يمتنع المسيحيون خلاله، عن أكل اللحوم والأسماك، ويصوموه طلبا لمراحم الله، ويأتي دائما قبل بداية الصوم الكبير (الـ 55 يوم ــ بأسبوعين) تمهيدا له وتهيئة للأجواء الروحية، حيث يعتبر صوم يونان من أصوام الدرجة الأولى، فيصام انقطاعيًا طوال الثلاثة أيام إلى ساعة متأخرة، ولا يأكلون فيه السمك والمأكولات الحيوانية، مثله في ذلك مثل الصوم الأربعينى، والأربعاء والجمعة وأسبوع الآلام.
ومن جانبها، شددت مديرية أمن المنيا من تأمينها وفرضت تدابيرها الأمنية الاستثنائية على مقار الكنائس والمطرانيات والأديرة، منذ مساء الاحد وخلال الأيام الثلاثة.
وأكدت مصادر أمنية أنه تم تخصيص فرق تأمين لديري القديس أبوفانا المتوحدفي الصحراء الغربية بمركز ملوي، وكنيسة «القديس عبدالمسيح المقاري التي تقع على طريق مصر أسوان الزراعي.
يشار إلى أن صوم «يونان» هو تذكار لتوبة أهل «نينوي»، حسبما ذكر الكتاب المقدس، أنه دخل الكنيسة القبطية أيام البابا إبرام بن زرعة السرياني (697-979) البطريرك الـ62 في القرن العاشر الميلادي، كما أنه يكون تمهيدا لما يعرف بـ الصوم الكبير.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.