حقيقة ظهور «طير الأبابيل» التي ذكرت في القرآن الكريم (صور)
تداول عدد من رواد التواصل الاجتماعي صورا قال ناشريها إنها لـ «طير الأبابيل»، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، لعقاب «أصحاب الفيل»، الذين أرادوا هدم الكعبة المشرفة، قبل ظهور الإسلام.
وجرى تداول الصور بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا ما نسب لهذا الطير، على أنها «ذات خصائص خارج تصنيفات الطيور الأخرى الموجودة في العالم»، إذ وافقت هذه الأوصاف مع أوصاف «الطير الأبابيل» الوارد ذكرها في القرآن الكريم.
وذكرت بعض المنشورات بأن الطير الوارد ذكرها في القرآن الكريم، هي ذاتها الطير التي يجري تداول صورها، لكونها تحمل خصائص مختلفة عن باقي الطيور، أو أنها لا تُحسب على فئة الطيور، بالإضافة إلى كونها نادرة الظهور.
ونسب مدونون أوصافًا مختلفة لهذه الطيور، منها أن «قوائمها طويلة ومخالبها كبيرة، بما لا تتناسب مع حجمها»، غير أن خبراء أشاروا إلى أن هذا الأمر يندرج في سياق المنشورات التي تدعي اكتشاف حقائق علمية مؤيدة لنصوص دينية، أو التي تثير مشاعر إيمانية تجذب التفاعلات على الصفحات والحسابات الناشرة لها.
وأوضح الخبراء بأن كلمة «أبابيل» ليست اسمًا لنوع من الطيور، وما ورد في المنشورات يحتوي على أخطاء علمية، مؤكدين أن صور الطير المتداولة، ليست نادرة الظهور، وليست خارج التصنيفات، بالإضافة إلى عدم امتلاكها مخالب غير متناسبة مع حجمها، بحسب الخبراء.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الأستاذة الجامعية المصرية، بسمة شتا، المتخصصة في علم الحيوان: «هذا طائر شائع يُطلق عليه اسم Swift، وهو ضمن طائفة من الطيور من رتبة السماميات Apodiformes»، مؤكدة بأنه «لا صحة لما قيل عن إنّه خارج التصنيفات العلمية أو أنه نادر الظهور».
وبينت بأن قوائم الطير ومخالبه قصيرة جدًّا على عكس ما جاء في المنشورات، لافتة إلى أن المخالب الكبيرة وظيفتها مساعدته على التشبث بالأسطح العمودية، مشيرة كذلك إلى أن «هذا الطائر لا يُصنّف ضمن الطيور النادرة أو المهددة بالانقراض».
كما نقلت الوكالة عن أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر، عرفات عثمان قوله: «هناك منشورات عديدة تستخدم الدين لجني تفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي».
وأضاف عثمان قائلًا: «كافة تفاسير القرآن لم تُحدد شكل الطائر المقصود في السورة، واتفّقت جميعها على أن معنى كلمة أبابيل، هو جماعة الطير التي تتبع بعضها، وتأتي من نواح شتّى».
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.