رؤساء بنوك: قرارات «المركزى» تصحيح للمسار وكبح للتضخم
أكد رؤساء بنوك أن قرار البنك المركزى بتحديد سعر صرف الجنيه وفق آليات السوق، إلى جانب تطبيق زيادة قوية على أسعار الفائدة بنحو 6% دفعة واحدة، يكبح جماح التضخم وتصحيح المسار وحُسن استخدام الموارد من العملة الصعبة وخطوة تسهم بشكل كبير فى القضاء نهائياً على المضاربات والسوق الموازية للعملة الأجنبية.
أكد محمد الأتربى، رئيس بنك مصر، أن قرار البنك المركزى بتحديد سعر صرف الجنيه وفق آليات السوق، إلى جانب تطبيق زيادة قوية على أسعار الفائدة بنحو 6% دفعة واحدة، يكبح جماح التضخم.
وأضاف الأتربى، لــ«المصرى اليوم»، أن قرار تحديد سعر الجنيه وفقًا لآليات السوق فهى التى تحدد السعر، قائلًا: «ستختفى السوق الموازية والسعر بلغ فى البنوك 50 جنيهًا، متوقعًا عودة الحصيلة الدولارية إلى القطاع المصرفى خلال الفترة الحالية».
وأوضح أن البنوك سوف تلبى طلبات جميع القطاعات لعودة الإنتاج، قائلًا: «لازم المصانع تشتغل تانى»، لافتا إلى أن بيع المؤسسات للدولار بمجرد تعويم الجنيه دليل على أن الدولة تسير فى الاتجاه الصحيح، معقبًا: «من اشترى الدولار بأسعار مبالغ فيها يندم اليوم على هذه الخطوة، والقرار سيؤدى إلى عودة تلقى القطاع المصرفى لتحويلات المصريين فى الخارج وبدء البنوك فى تلبية طلبات العملاء».
وذكر أن البنك يمول المشروعات، سواء كانت قومية أو غير قومية، إذا كانت العوائد جيدة، موضحًا أن «الحكومة قررت وضع أولويات لتلك المشروعات، للحفاظ على الموارد من العملة الأجنبية، لو المشروع جيد والعوائد جيدة سنقدم تمويلًا، لا علاقة للمؤسسة بنوع المشروع، سواء قومى أو غير قومى، فأنا لن أمول مشروعًا وأحقق خسارة، الحكومة قالت إن هناك أولويات فى المشروعات التى بدأت بالفعل، لكنها ستتوقف عن إقامة المشروعات الجديدة، حفاظًا على الموارد من العملة الأجنبية».
وقال هشام عز العرب، رئيس البنك التجارى الدولى CIB، إن قرارات البنك المركزى تأتى استمرارًا للخطوات التى اتخذتها الحكومة لتصحيح المسار وحُسن استخدام الموارد من العملة الصعبة.
وأضاف أن تلك القرارات والإجراءات تبعث برسالة قوية مفادها أن «مصر لن تتخلف عن سداد ديونها»، مشيرًا إلى أن الإيراد الدولارى يمنح البنك المركزى «قوة ضاربة للتدخل فى السوق» إذا خرجت الأسواق عن القيمة العادلة للجنيه.
ولفت إلى أن استثمارات مشروع «رأس الحكمة» عند تحويلها إلى الجنيه المصرى تساهم فى خفض الدين المحلى لوزارة المالية، قائلًا إن «الوزارة تسدد به جزءًا من الحساب المكشوف بينها وبين المركزى، الذى كان أساسًا فى ارتفاع التضخم».
واعتبر أن انخفاض نسبة تكلفة التأمين على ديون مصر من 16% إلى 5% «طفرة فى التقييم الائتمانى للدولة»، لافتًا إلى أن التحركات الأخيرة تزيد النظرة المستقبلة الإيجابية فى قدرة الدولة المصرية على الوفاء بالتزاماتها، وأشار إلى أن انخفاض سعر الدولار فى السوق الموازية من 70 إلى 50 جنيهًا بمثابة «إنجاز ممتاز»، والسعر يتراوح الآن فى البنوك من 48 إلى 50 جنيهًا.
وأكد علاء فاروق، رئيس البنك الزراعى المصرى، أن قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى برفع سعر عائدى الإيداع والإقراض والسماح لسعر الصرف بأن يتحدد وفقاً لآليات السوق، هو خطوة إيجابية ستسهم بشكل كبير فى القضاء نهائياً على المضاربات والسوق الموازية للعملة الأجنبية.
وأشار إلى أن الخطوات التى اتخذها البنك المركزى المصرى ستؤدى بالتأكيد إلى زيادة التدفقات النقدية من العملات الأجنبية للقطاع المصرفى، الأمر الذى سينعكس على تنشيط الإنتاج واستقرار أسعار السلع، والانخفاض التدريجى لنسب التضخم، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهو ما يبشر بانعكاسات إيجابية على مستوى الاقتصاد الكلى ونسب النمو، فضلاً عن تزايد عوامل الثقة فى الاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة.
وقال محمد بدير، رئيس بنك قطر الوطنى، إن القرارات التى أعلنها البنك المركزى خطوة مهمة لاستقرار سعر الصرف وتوحيده، والقضاء على السوق الموازية، كما تزيد من ثقة المستثمرين فى الاقتصاد المصرى.
وأضاف أن «توحيد سعر الصرف خطوة مهمة للقضاء على المضاربة، واستقرار أسعار السلع أو الخدمات، وعودة موارد الدولة من العملة الأجنبية إلى الشرايين الرسمية بدلًا من السوق الموازية والاحتكار».
وتوقع استمرار التحسن فى أسعار سندات الحكومة المصرية فى الخارج، مشددًا على أنها «من الخطوات الأساسية المهمة للمستثمرين الأجانب وتعزز نظرتهم للاقتصاد المصرى».
وأشار إلى أن جمع قرارى تحرير السعر ورفع سعر الفائدة بمعدل 600 نقطة يجعل التأثير أكبر وفعّالًا بالنسبة لاستقرار الأسواق، لافتًا إلى أن التحريك التدريجى للسعر يجعل التأثير مؤقتًا ومحدودًا.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.