«زى النهارده» في 20 مارس 1800.. اندلاع ثورة القاهرة الثانية
بعد فشله في حصار عكا عاد نابليون بونابرت سرا إلى فرنسا تاركًا كليبر قائداً للحملة الفرنسية على مصر التي صارت نهب أطماع البريطانيين والمماليك والعثمانيين، وعلى خلفية هذا النزاع المتعدد على مصر انتهز المصريون الفرصة للخلاص من الفرنسيين، فكانت ثورة القاهرة الثانية التي اندلعت «زى النهارده» في 20 مارس 1800، حيث هاجموا معسكرات الجيش الفرنسي.
وكان أهل بولاق هم الذين فجروا ثورة القاهرة الثانية بقيادة مصطفى البشتيلي، وهو من أعيان بولاق، كما لعب أعيان القاهرة وتجارها وكبار مشايخها دوراً كبيراً، فخرج عمر مكرم نقيب الأشراف وأحمد المحروقي كبيرالتجار على رأس الثوار، فلما عاد كليبر للقاهرة بعد انتصاره على العثمانيين في عين شمس، وجد الثورة مشتعلة فعمد إلى إخمادها.
وفى ١٤ إبريل ١٨٠٠ بدأ هجومه على بولاق معقل الثورة والثوار، وأخذ يضربها بالمدافع، وكانت مداخل الحي مُحصنة والثوار مُتحصنين خلف المتاريس وقاموا بإطلاق النار ولكن المدفعية الفرنسية كانت أقوى وأضرموا النار في الحي، ومات العشرات.
واضطر المشايخ والعلماء للتوسط حقنا للدماء فاتهمهم الثوار بالخيانة وشتموهم وضربوهم ورموا عمائمهم لكن العلماء واصلوا مساعيهم لحقن الدماء إلى أن تم التوصل لاتفاق في 21 إبريل 1800، وكان كليبر في سبيل إخماده للثورة قد أيقن أن حي بولاق هو نقطة البداية ومركز الثورة بزعامة الحاج مصطفى البشتيلي، ورغم أن الثورة انتهت إلا أنه أمر بالبحث عن البشتيلي حتى تم الإمساك به، وأودعوه سجن القلعة، وبعد ثلاثة أيام سلموه لرجاله، وأمروهم بأن يطوفوا به أنحاء القاهرة تحت حراسة الفرنسيين، ثم أمر كليبر المجاهدين بقتل زعيمهم بأيديهم شرط الإفراج عن باقي الثوار وعدم ضرب الحي مجددًا، فاستجابوا وانهالوا على البشتيلي بالنبابيت حتى قتلوه.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.