«زى النهارده».. وفاة السلطان عبدالحميد الثاني 11 فبراير 1918
في الحادي والعشرين من شهر سبتمبرعام ١٨٤٢، وُلد السلطان العثمانى عبدالحميد الثانى، الذي لايزال موضع اختلاف بين المؤرخين والمحللين، فمنهم من هو متعاطف معه، ومنهم من هو ساخط عليه ومعارض لسياساته وعهده، وقد تولى عرش السلطنة العثمانية في ٣١ أغسطس ١٨٧٦، فأظهر نزوعًا إصلاحيًا وأعلن الدستور، وكان الغرب قد وصفه باسم السلطان الأحمر لاتهامه بمذابح الأرمن، فيما اعتبره المسلمون آخر خليفة لهم لما تمتع به من همة فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية، وحين تولى كانت السلطنة في منتهى الاضطراب، وكانت مطمعًا للغرب ومثقلة بالديون، فقام بتنظيم المحاكم وقضى على الفساد، وأنشأ المدارس والكليات، واهتم بتدريب الجيش، وعمل على تقليل النفقات والاستثمار لتقليل الديون، وهناك أمر مهم وقع في عهده، فحين عقد اليهود مؤتمرهم الصهيونى الأول في (بازل) في عام ١٨٩٧ برئاسة هرتزل، رئيس الجمعية الصهيونية واتفقوا على تأسيس وطن قومى لهم في فلسطين، اتصل هرتزل به ليسمح لليهود بالانتقال لفلسطين، ولكنه رفض، فقام هرتزل بتوسيط كثير من أصدقاء السلطان الأجانب وبعض أصحاب النفوذ بالدولة لكنه أصرعلى الرفض، فلوّحوا له بإغراءات مالية كإقراض الخزينة العثمانية أموالًا طائلة مع هدية له قيمتها خمسة ملايين ليرة ذهبية، لكنه قال: «إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبًا فلن أقبل. إن أرض فلسطين ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يُباع»، وطردهم من مجلسه، فأدركوا أن ما يريدونه لن يتحقق ما بقى السلطان على عرشه،واستعانوا بالقوى المختلفة من الخارج والداخل للإطاحة به، ونجحوا وخلعوه في ١٩٠٩وظل تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته «زى النهارده» فى ١٠ فبراير ١٩١٨.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.