«زي النهارده».. انتهت الخلافة العثمانية بخلع عبدالمجيد الثانى 3 مارس 1924
امتدت الخلافة العثمانية لأكثر من ستة قرون، وامتدت رقعتها الجغرافية إلى آسيا وأوروبا وأفريقيا، وكانت جيوشها أكثر جيوش العالم عددًا وأحسنها تدريبًا وتسليحًا وتنظيمًا، فقد عبرت جيوش هذه الدولة الفتية البحر من الأناضول إلى جنوبى شرق ووسط أوروبا، وفتحت بلاد اليونان وبلغاريا ورومانيا ويوغسلافيا والمجر ورودس وكريت وقبرص وألبانيا حتى بلغت مشارف فيينا وجنوبى إيطاليا، فكانت أول دولة إسلامية تصل إلى هذا العمق في الأرض الأوروبية.
وكان هذا الانتشار الواسع للدولة العثمانية سببًا في عداء أوروبا المسيحية لها، فعملت على تقويض أركانها، وشكلت ضدها الأحلاف والتكتلات التي دخلت معها في حروب كان النصر فيها حليف الدولة العثمانية في أغلب الأحيان، غير أن عوامل الضعف والتآكل بدأت تضرب في الإمبراطورية العثمانية مترامية الأطراف، فكان سقوطها في الداخل توطئة لسقوطها وزوال خلافتها حينما ضعفت عسكريًا أمام روسيا القيصرية، حتى أطلق عليها القيصر الروسى «نيقولا الأول» لقب «رجل أوروبا المريض»، وأصبحت مطمعًا للدول الاستعمارية الكبرى، وكان السلطان عبدالحميد الثانى يقف عقبة أمام الأطماع الأوروبية في تفتيت الدولة العثمانية، والأطماع الصهيونية في فلسطين، ونجحت المكائد والدسائس في إبعاده عن الخلافة في 1909 بالتعاون مع حزب الاتحاد والترقى،وكان ضباط الجيش التركى هم أبرز الاتحاديين وعلى رأسهم مصطفى كمال،الذي واصل رحلة صعوده حتى انتهى به الأمر رئيسا لتركيا وفى نوفمبر1922نجح في إلغاء السلطنة، وفصلها عن الخلافة،و«زي النهارده» في 3 مارس 1924 ألغى مصطفى كمال الملقب بأتاتورك الخلافة العثمانية وطرد الخليفة عبدالمجيد الثانى وأسرته من البلاد،وألغى وزارتى الأوقاف والمحاكم الشرعية وعلى هذا فقد كان عبدالمجيد الثانى الخليفة العثمانى الأخير، بعدما تولى الخلافة من 19 نوفمبر 1922 حتى 3 مارس1924،وهو مولود في 29 مايو 1868 في إسطنبول.وكان ابن عمه محمد السادس قد أصبح سلطانًا، في 4 يوليو بينما أصبح عبدالمجيد الثانى ولى العهد. وفى 19 نوفمبر، 1922، انتخب عبدالمجيد الثانى للخلافة بواسطة الجمعية الوطنية التركية في أنقرة واستقر في إسطنبول وقد توفى في 23 أغسطس1944فى بيته في باريس ودفن بالمدينة المنورة بالسعودية
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.