«زي النهارده».. وقوع حادث 4 فبراير 1942


على أثر استقالة وزارة حسين سرى باشا اتجهت نية الإنجليزخلال الحرب العالمية الثانية إلى إسناد الوزارة إلى النحاس، وكان السفير البريطانى«لورد كيلرن» قد طلب هذا من الملك فاروق الذي قام باستدعاء النحاس في 3 فبراير 1942 وعرض عليه تأليف وزارة قومية برئاسته لكن النحاس اعتذر وعلم السفير البريطانى واستدعى رئيس الديوان الملكى أحمد حسنين باشا وطلب إليه أن يرفع إلى الملك نصيحة السفير بتكليف النحاس بالوزارة.

وفى اليوم التالى «زي النهارده» في 4 فبراير 1942 دُعى رؤساء الأحزاب وبعض الشخصيات البارزة إلى الاجتماع في سراى عابدين وقام السفير في هذا اليوم بتسليم إنذار لحسنين باشا لتقديمه للملك فاروق وكان نصه: «إذا لم أسمع قبل الساعة السادسة مساء أن النحاس باشا قد دعى لتأليف وزارة يجب أن يتحمل الملك ما يترتب على ذلك من نتائج»، وانتهى المجتمعون إلى الاحتجاج على الإنذار ووقع الجميع عليه وأقره وحمله رئيس الديوان إلى السفير البريطانى الذي لم يعتبر الاحتجاج ردا وأنه سيحضر لمقابلة الملك في التاسعة مساء،وحاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين وحضر السفير مع قائد القوات البريطانية بمصر وبعض الضباط البريطانيين مسلحين ودخلا إلى غرفة الملك واجتمعا به بحضور أحمد حسنين وكان السفير يحمل ورقة بالتنازل عن العرش فاختلى أحمد حسنين، بالملك ونصحه بقبول الإنذار فقبله وعاد السفير ومن معه إلى مقرالسفارة وتم استدعاء الزعماء ثانية وحضروا في العاشرة مساء وعاود الملك تكليف النحاس بتشكيل الوزارة فاعتذر النحاس وأصر الملك.

عندئذ قال أحمد ماهر: «أما وقد قبلها فإنى أعلن في حضرة مليك البلاد أن النحاس باشا يتولى الحكم الليلة مستندا إلى أسنة رماح الإنجليز» فقال النحاس: «لست أنا الذي يستند إلى أٍسنة الرماح» فقال إسماعيل صدقى: أظن أن رفعتكم وصلتم إلى هنا بعد انصراف الدبابات! «فتدخل الملك وكرر أمره للنحاس بتأليف الوزارة وطلب إليه أن يذهب إلى السفير البريطانى ويبلغه بنبأ تكليفه بتأليف الوزارة..وذهب النحاس وعاد إلى القصر الملكى، وقبل الوزارة فذهب النحاس إلى دار صهره أحمد بك حسين بالجيزة واجتمع ببعض أعضاء حزبه فاتفقوا على أن يكتب النحاس إلى السفير بسحب الإنذار فإذا جاء الرد بسحبه شرع في تشكيل الوزارة، وقد قبل الإنجليز هذا الحل الشكلى.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading