سعد الدين الهلالي يفسر آية «كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ»


تحدث الدكتور سعد الدين الهلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم الأربعاء، عن تفسير الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).

وقال الدكتور سعد الدين الهلالي: «زادكم الله تشريفًا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله، منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».

وأضاف: «نداء اليوم في قول الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)، (قَوَّامِينَ) صيغة مبالغة من اسم الفاعل قوام، والقائم هو الكائن الموجود أو المتواجد، (بِالْقِسْطِ)، هو لفظ عربي مشترك وله دلالتين وكل دلالة عكس الأخرى، ولفظ القسط يراد به العدل، وأيضا هو لفظ القسط يراد به الجور أو الظلم، هو لفظ ورد في القرآن الكريم في أكثره بمعنى العدل ومنه قوله تعالى (وَأَقْسِطُوٓاْ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ)، ولم يرد بمعنى الظلم إلا في موضعين في سورة الجن، في قوله تعالى (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا، وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)».

وتابع سعد الدين الهلالي: «(شُهَدَاءَ لِلَّهِ) يعني الذي يخبر بحق للغير على الغير، الذي يدلي بمعلوماته ويتحدث عما علم مجردًا عن أي مؤثرات، إما بطلب أو حسبة لوجه الله، (عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ) يعني على ذواتكم، والشهادة لله تجعل الإنسان متجردًا».

وأوضح: «والمقصود بـ(الْوَالِدَيْنِ) الأبوين المباشرين وليس الجدود، وفي قوله تعالى (الْهَوَىٰ) الذي يعني السقوط من علو أو الميل عن الطريق المستقيم وربنا نهى عن (الْهَوَىٰ) عندما قال (يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ)، (أَوْ تُعْرِضُوا) يعني تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه أثم قلبه».

وواصل: «يثور التساؤل ليه ربنا جعل الشهادة على حقوق الناس له سبحانه؟.. لأن الشاهد يستدعي صورة الحق اللي هو كان موجودا في زمان ماض أو فائت أو يقوم بتسجل أو تدوين صورة الحق بغرض إقامة العدل، والحق والعدل من أسماء الله وصفاته لهذا قال تعالى (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ)، وقال أيضا (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ)».



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading