سفير تونس بالقاهرة: ننتج 240 ألف طن من زيت الزيتون وتعاون مشترك مع مصر لتبادل الخبرات


قال السفير محمد بن يوسف سفير تونس بالقاهرة إن بلاده تحتل المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج زيت الزيتون بعد مجموعة الاتحاد الأوروبي إسبانيا، إيطاليا، واليونان بمعدل 240 ألف طن سنويا من الزيت خلال العشرية الأخيرة أي ما يزيد على 8% من الإنتاج العالمي، مشيرا إلى استعداد بلاده للتعاون مع الشقيقة مصر في هذا القطاع الحيوي وتبادل التجارب والخبرات معها في إطار من التكامل والتضامن بين بلدينا الشقيقين.

وأضاف «بن يوسف»، في كلمته خلال ندوة تحت عنوان «مصر وتونس على عرش الإنتاج العالمي من الزيتون» والتي نظمتها مكتبة الإسكندرية في بيت السناري بحضور الدكتور أحمد زايد مدير المكتبة، والدكتور عادل خيرت رئيس المجلس المصري للزيتون وعضو اللجنة الاستشارية للمجلس الدولي، والدكتور اسماعيل عبدالجليل مدير مركز بحوث الصحراء الأسبق، وأدار اللقاء الكاتب الصحفي أحمد السرساوي مدير تحرير جريدة أخبار اليوم، إن تونس تعد ثاني أكبر الدول المصدرة لزيت الزيتون عالميا، بعد دول الاتحاد الأوروبي، وذلك بحصة تمثل 18% من إجمالي الصادرات العالمية بمعدل حجم تصدير بلغ نحو 180 ألف طن، وتتصدر حاليا المرتبة الأولى عالميًا في تصدير زيت الزيتون البيولوجي في العالم بـ 40%، مشيرا إلى أن زيت الزيتون يقدم فرصا كبيرة للتطور والنمو بفعل تعاظم الاستهلاك العالمي من هذه المادة التي تعد غذاء ودواء في ذات الوقت، حيث أن زيت الزيتون يحمي من مرض الزهايمر والسرطان وأمراض القلب والشرايين وتقوية جهاز مناعة جسم الانسان.

وأوضح السفير التونسي إن بلاده تعد من أكثر الدول المعروفة في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط في إنتاج زيت الزيتون، الذي يشكل أكثر من40 % من مجموع صادرات المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية لتونس ولطالما ارتبطت الحياة في العديد من المناطق في تونس بشجرة الزيتون، مشيرا إلى أن بلاده لديها حوالي 107 مليون شجرة زيتون تمتد على مساحة حوالي مليوني هكتار تشكل أكثر من 45% من مساحة الأراضي الزراعية، ويشغل هذا القطاع أكثر من 60% من العاملين في القطاع الزراعي.

وأشار «بن يوسف»، إلى إن بلاده حطمت خلال سنة 2023 رقما قياسيا في حصولها على جوائز عالمية، بلغت 211 ميدالية، لأحسن زيت زيتون بكر ممتاز في العالم، وذلك في مختلف المسابقات الدولية التي تم تنظيمها في أوروبا وأمريكا وآسيا، بمشاركة مئات المتنافسين من الدول المنتجة لزيت الزيتون ومنها إسبانيا وايطاليا والبرتغال واليونان، موضحا أن تونس حققت خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية في نسبة انتاج وتصدير زيت الزيت، الذي أصبح يسمى «الذهب الأصفر» أو «البترول» «الأخضر» وهو سفير «تونس» حول العالم، حيث يوجد زيت الزيتون في مختلف دول العالم وفي مختلف القارات .

ولفت السفير التونسي إلى أن الدولة التونسية تراهن على قطاع الزيتون الواعد ليس فقط من حيث القيمة المضافة التي يقدمها للاقتصاد الوطني وانما أيضا لما يمثله من أهمية بالغة كعنصر أساسي في تحقيق الأمن الغذائي الذي أصبح مهددا في السنوات الأخيرة بسبب العديد من العوامل أولها التغير المناخي، مشددا على أنه للمحافظة على هذا المكسب الهام تواصل الدولة التونسية جهودها المكثفة لإعادة هيكلة وتحديث هذا القطاع.

وأوضح «بن يوسف»، أن تحديث قطاع الزيتون بهدف مواصلة تحسين جودة زيت الزيتون من الانتاج إلى التسويق، وزيادة المساحات المخصصة لزراعة أشجار الزيتون وتقديم العديد من التسهيلات للفلاحين والمستثمرين والمصدرين من أجل اكتشاف الأسواق الجديدة وزيادة الصادرات من زيت الزيتون المعلب ذو القيمة المضافة.

وأشار السفير التونسي إلى تكثيف الجهود التونسية في التعاون مع شركائها الاستراتيجين منظمة الأغذية والزراعة والمصرف الأوروبي للإنشاء والتعمير، الاتحاد الأوروبي على رسم استراتيجية عمل طموحة قائمة على رؤية واضحة تهدف إلى تحسين معايير جودة قطاع زيت الزيتون من خلال استشراف الصعوبات الناتجة عن التغير المناخي وتعزيز القدرة التنافسية في مستوى الأسواق العالمية.

وشدد «بن يوسف»، على أن شجرة الزيتون المباركة تعد أحد أهم ركائز التراث الشعبي وفي وجدان كل مواطن تونسي، لما لها من رمزية كبيرة وقيمة اقتصادية واجتماعية وبيئية لا تحصى، فليس من قبيل الصدفة أن يُسمى أكبر جامع في المدينة العتيقة بالعاصمة تونس «بجامع الزيتونة المعمور»، والجامعة الأعرق على مستوى العالم بأسره تسمى بجامعة «الزيتونة»، مشيرا إلى أن شجرة الزيتون عريقة عراقة حضارة تونس وضاربة في التاريخ، إذ يعود تاريخ زراعتها إلى ما قبل العصر الروماني، فأقدم شجرة فيها، مازالت موجودة إلى حد الآن، وعمرها حوالي 2500 سنة.

ومن جانبه وقال الدكتور عادل خيرت، رئيس المجلس المصري للزيتون، إن شجرة الزيتون هي الرابط بين جميع دول حوض البحر المتوسط فكل الدول المتشاطئة على البحر يزرعون الزيتون، مشيرا إلى الفوائد الصحية لزيت الزيتون والتي تتخطي 200 مادة فعالة تستخدم في الأعراض الطبية والصحية.

وأضاف «خيرت»، أن الزيتون يساهم في رفع المناعة فضلا عن الوقاية من مرض الازهايمر. ويتجه العالم للتوسع في إستهلاك زيت الزيتون نظرا للفوائد الكبيرة على الصحة العامة، مشيدا بدور الدولة المصرية في تبني مبادرات قومية للتوسع في زراعة الزيتون منها مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لزراعة 100 مليون شجرة زيتون عام 2015 .

من جانبه شدد الدكتور إسماعيل عبدالجليل، رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، على أهمية استمرار البحوث الزراعية التي تهدف إلى انتقاء أفضل أنواع الزيتون لإنتاج زيت الزيتون المتميز للمنافسة في السوق الدولية، في ظل ما يشهده العالم من زيادة في الطلب على إستهلاك زيت الزيتون.

ولفت «عبدالجليل»، إلى أهمية زيادة إنتاجية أشجار الزيتون لأغراض إنتاج الزيت لزيادة المعروض منه بالأسواق المحلية بأسعار تناسب البسطاء، لافتًا إلى أن أسعار زيت الزيتون لا تناسب عموم الناس وأن الاتاحة تأتي من زيادة الإنتاجية.

وأشار رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق إلى أن مصر لديها ميزة نسبية في زراعة الزيتون والتوسع في مساحاته خاصة أن مصر لديها شريط ساحل ممتد من غرب الأسكندرية وحتي الساحل الشمالي وصولا إلى مطروح وسيوه، بالإضافة إلى زراعة الزيتون في سيناء وخاصة في شمال سيناء حتي حدود مصر الشرقية في رفح.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading