سياسيون من عصر مبارك عن مجدي مهنا: احترم نفسه في الخصومة
فى خبرها عن وفاة رئيس تحريرها الأول مجدى مهنا، بدت «المصرى اليوم» باللون الرمادى، بعيدًا عما يميزها من ألوان زاهية، تجمع علم مصر فى صدر صفحاتها، بينما جاء نعيها لـ«مهنا» بلون يؤكد أن ثمة مكان باهت هنا يشى بانكسار القلم.
«مصر كلها فى جنازة مجدى مهنا» كان عنوان الخبر الذى ما إن قرأت متنه، حتى تجد صور الذين كتب عنهم مجدى مهنا «كلام فى الممنوع»، وراق لقرائه وانتشر بينهم وعُرف باسم فارس القلم، فهذا صفوت الشريف، وذلك زكريا عزمى، وفى الوسط أنس الفقى، وغيرهم من رموز حقبة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والذين هاجمهم فى مقالاته فيما كان يبنى قاعدة متابعيه ومكانته عند الخصوم قبل المحبين.
على الدين هلال، وزير الشباب الأسبق، وأحد رموز حقبة الرئيس مبارك والقانونى البارز، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، رأى أن مجدى مهنا لم يكن صحفيًا عاديًا، بل هو الكاتب الذى تحب أن تقرأ له حتى لو كنت شخصيًا المقصود بالاتهام منه، أو الشخصية التى يهاجمها وينالها بقلمه، حيث اكتسب الراحل مكانة مهمة بين أذهان الجميع ومتابعاتهم اليومية للصحافة.
يعتبر الدكتور على الدين هلال أن صورة الحاضرين فى عزاء مجدى مهنا من الذين هاجمهم قبل محبيه هى عنوان الرجل وقلمه، الحياد الذى وجد طريقه للمعارضين قبل المؤيدين، الاقتناع بقيمة المقدم من الكاتب، واحترام الكاتب نفسه فى هجومه على المسؤول مهما كانت درجة المعارضة، ولعل هذا الأمر ما افتقدناه فى مراحل لاحقة فى العلاقة بين الصحفى والمسؤول حتى وصلت إلى حائط صد، وبين هذا وذاك بقى اسم مجدى مهنا.
هل من الممكن أن تتكرر صورة عزاء مجدى مهنا مع صحفى حاليًا؟.. هذا ما لا يعتقده المفكر والمنظر السياسـى، الدكتور مصطفى الفقى، ففى رأيه أن مجدى مهنا والمصرى اليوم حالة خاصة حفظت فى حينها قيمة الصحفى والصحافة، ارتكز مهنا على الجودة والقوة فى العرض الصحفى، فتحول إلى أحد أهم المتابعين من قبل النظام والمعارضة.
فى الوقت نفسه، يرى الفقى، الذى وصف مهنا بالصديق العزيز، أن مجدى كان متخليًا عن كل شىء، متجردًا من حب المناصب والشهرة والمال، وعندما كان طريح الفراش لم يتركه أحد، على الرغم من أنه لم يطلب من أحد شيئًا، ولم يرغب فى أن يعرف أحد عن مرضه من الأساس.
كشف الفقى عن حزن الجميع حزنًا كبيرًا لرحيل كاتب استثنائى وصحفى حيادى ومهنى إلى أقصى درجة، تصدر عزاؤه الذين هاجمهم قبل محبيه ومتابعيه من شدة احترامهم له ولصحافته الجيدة، وعمله الذى وضع «المصرى اليوم» على طريق القمة وفتح الباب لصحافة خاصة مختلفة.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.