على مدار 1164 سنة.. حكاية قلعة «آلموت» حصن الحشاشين المنيع (تقرير)


«آلموت» هي القلعة التي اختارهها حسن الصباح، لتكون حصنه المنيع، التي وصفت في «الحشاشين»، أنها قلعة تحولت إلى حصن منيع، على جبل مرتفع صعب مُحاربتها من بعيد، لأنها قلعة منيعة، وجنودها مُختارين لا يخشون الموت أو الهلاك، وجميعهم على الاستعداد للموت من أجل سيده، وكان يحاول إثبات فكرة أن فوق قلعة ألموت رجل قوي يستطيع تغير مسار العالم وهو يقف في مكانه.

معلومات عن قلعة «آلموت»

اشتهرت القلعة بعدة أسماء، أشهرها «الحشاشين» و«ألموت»،واستلهم منها الروائي السلوفاكي فلاديمير بارتول، في روايته الشهيرة «آلموت»، التي صُدرت في 565 صفحة، عام 1938، وانتهت قلعة «آلموت»، على يد هولاكو خان الذي استولى على معقل دولة «الحشاشين» في ألموت ودمر قلعتهم، بعدما كانت أحد أهم القلاح في التاريخ الفارسي والإسلامي والعربي.

قلعة آلموت

القلعة بُنيت على قمة جبل شاهق العلو في خراسان، بواسطة أحد ملوك الديلم القدماء، وأطلق عليها اسم «ألوه أموت»، والتي تُعني باللغة العربية عش العقاب، ولكن لم يذكر التاريخ شخص مُحدد لبنائها، وبُنيَ الحصن عام 840 م، على ارتفاع 2100 متر، بطريق منحدر كبير يصعب غزوه.

قلعة آلموت

حسن الصباح عاش في قلعة «الحشاشين» 53 عامًا، منذ تمكن الصباح من السيطرة على قلعة آلموت، وأعلن منها دولته بعدما جاء إلى أصفهان في 1081، كي يُقيم دولة تكون امتدادًا للدولة الفاطمية في شمال أفريقيا.

قلعة آلموت

بدأت سيطرة «حسن الصباح» على القلعة، مع بداية انتصاراته على الدولة السلجوقية، التي كانت تحكم البلاد آنذاك، وتوسع ابن الصباح، لتوسيع طائفة الحشاشين، وهي أحد طوائف الإسماعيلية الشيعية.

بعدما أتخذ «الحشاشين» برأسة حسن ابن الصباح، قلعة «آلموت» مقرًا لنشر دعوتهم، وبسبب مقر القلعة الاستراتيجي أصبحت جماعة «الحشاشين» في عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية، والفاطمية والدول والسلطات الكُبرى التابعة لها، مثل السلجوقية والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين والصليبيين.

قلعة آلموت

دولة السلاجقة شنت العديد من الحملات من أجل التخلص من الحشاشين، خاصةً بعد وفاة ابن الصباح عام 1124م.

وتعاقب على رئاسة «الحشاشين» عدد من الرؤساء بينهم جميد وهو صديق ابن الصباح، ونجله محمد بن برز جميد، ثم تولى الحسن على حفيد نزار المصطفى لدين الله، واستمر أولاده في زعامة الحشاشين للتأكيد على ولائهم لخط نزار وحقهم بالخلافة.

قلعة آلموت

صمد «الحشاشين» سنوات متتالية أمام الحملات السلجوقية، ثم الخوارزمية، حتى جاء المغول الشرق، وشيدوا عدة دول وحصون، وقلاع« الحشاشين» كانت إحدى العقبات التي واجهتها.

في 1256م، شن القائد المغولي هولاكو هجمة على مناطق «الحشاشين»، وبالفعل لم تصمد أغلبها، واستطاع المغول اقتحام القلاع، وأعدموا كل من تجاوز عمره الـ10 سنوات، والباقي تم بيعه في سوق الرقيق.

لم يتبق من القلعة إلى بقايا خراب، وعدد من الأبنية كانت مكتبات وحدائق، حتى عام 2004، حين خُرب ما تبقى من جدران الحصن، بسبب زلزال قوي في المنطقة.

أقرأ أيضًا:



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading