غزة: من يعيش هناك ولماذا تم حصارها لفترة طويلة | غزة
قطاع غزة، وهو شريحة ضيقة من الأرض على البحر الأبيض المتوسط، هو أصغر المنطقتين الفلسطينيتين، ويسكنه حوالي 2.3 مليون فلسطيني.
تاريخياً جزء من المنطقة الجغرافية لفلسطين كانت موقعًا ساحليًا حيويًا لعدة قرون، حيث كانت تربط آسيا بأوروبا، وقد خضعت لسيطرة الإمبراطورية العثمانية ثم الإمبراطورية البريطانية، ومؤخرًا تعرضت للاحتلال العسكري المصري والإسرائيلي.
أين تقع غزة؟
يقع القطاع بين البحر من الغرب، وإسرائيل من الشمال والشرق، وشبه جزيرة سيناء المصرية من الجنوب. وغزة منفصلة جغرافيا عن الأراضي الفلسطينية الأخرى، أي الضفة الغربية المحتلة، ولا يستطيع الفلسطينيون التنقل بحرية بين المنطقتين.
من يعيش هناك؟
الغالبية العظمى من الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة هم لاجئون أو أحفاد اللاجئين الذين انتقلوا إلى غزة بعد طردهم أو فرارهم من القوات الصهيونية خلال الحروب التي اندلعت حول إنشاء إسرائيل في عام 1948. ويطلق الفلسطينيون على هذا النزوح اسم “النزوح الجماعي”. النكبة، أو الكارثة. ولهذا السبب يعترض الكثيرون في غزة على أن يطلق عليهم اسم “غزاويين”، لأن ذلك يوحي بأنهم من القطاع ويقلل من حقوقهم كلاجئين في العودة إلى ديارهم.
ويعيش ما يقرب من نصف سكان غزة في مخيمات اللاجئين ــ مجتمعات الخيام التي تحولت إلى أحياء فقيرة خرسانية فقيرة. معظم الشباب في غزة لم يغادروا المنطقة قط.
من يحكم غزة؟
واحتلت إسرائيل قطاع غزة خلال حرب عام 1967 مع جيرانها وانتزعتها من القوات المصرية. وبقيت القوات الإسرائيلية هناك حتى عام 2005، عندما “فك الارتباط” رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون، وسحب أكثر من 8000 مستوطن يهودي من المنطقة. أراد شارون بدلاً من ذلك ترسيخ سيطرة إسرائيل على “المناطق التوراتية” في الضفة الغربية.
وفي عام 2006، فازت حركة حماس الإسلامية بالانتخابات الفلسطينية، مما أدى إلى تمزق السياسة الفلسطينية. اندلعت اشتباكات مسلحة في غزة بين حماس والميليشيات المرتبطة بالسلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا، وهي هيئة علمانية تشكلت خلال الجهود الدولية الفاشلة لإنشاء دولة فلسطينية.
منذ عام 2007، أصبحت حماس هي الإدارة الفعلية في غزة وتحكم بقبضة من حديد. ومع ذلك، لم تتخلى إسرائيل أبدًا عن سيطرتها الشاملة على المنطقة، وتعتبر الأمم المتحدة أن غزة لا تزال محتلة. وحافظت القوات الإسرائيلية، بالتنسيق مع مصر، التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، على إبقاء غزة مغلقة برا وجواً وبحراً.
كيف يتم فرض الحصار؟
لا يمكن للأشخاص والغذاء والوقود والإنترنت والطاقة والمياه مغادرة غزة أو دخولها دون إذن من إسرائيل. ولدى مصر معبر بري في الجنوب، رفح، ولكن في الممارسة العملية، يعمل النظام العسكري في القاهرة – عدو حماس وحليف أقوى داعم لإسرائيل، الولايات المتحدة – كمنفذ للحصار.
وتقول إسرائيل إن الحصار هو من أجل أمنها، مشيرة إلى هجمات وتوغلات حماس الصاروخية المتكررة. لكن خبراء الأمم المتحدة يقولون إن الحصار والقصف المكثف خلال خمس حروب على غزة، يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي على المدنيين، وهو جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وتصف منظمة هيومن رايتس ووتش غزة بأنها “سجن في الهواء الطلق”.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.