ما حكم أخذ المرأة دواء يمنع الحيض لصوم رمضان كاملًا؟

تلجأ بعض السيدات إلى أخذ دواء لمنع الحيض حتى تتمكن من صوم شهر رمضان كاملًا دون انقطاع. فما الحكم؟
للإجابة على هذا السؤال، أوضحت دار الافتاء عبر موقعها الإلكتروني، أن تناول المرأة دواءً يقطع دم الحيض عنها في وقت معين، أو يؤخره أمر مشروع ما لم يكن هناك ضرر عليها.
فإن تناولت المرأة دواء منع الحيض في رمضان لتتمكن من صومه كاملًا وانقطع الدم عنها، فإنه يُحكم لها بالطهارة، ويترتب على ذلك الحكم بصحة صومها شرعًا.
ومع ذلك فإن ترك الأمر على الفطرة التي فطر الله النساء عليها هو الأولى في حقها والأفضل، وتثاب المرأة على امتثال أَمر الله تعالى في الفعل والتَّرك على حد سواء.
حكم صوم من أخذت دواء لمنع الحيض
اتفقت نصوص الفقهاء على مشروعية تناول المرأة دواءً بقصد تأخير الحيض، بشرط ألَّا تتضرر به نفسها في الوقت الحالي أو فيما بعد.
ويمكنها تحديد ذلك بالرجوع إلى الطبيب المختص، فإن ترتب على تناولها لهذا الدواء ضررٌ على صحتها فيَحرُم عليها حينئذٍ تناوله، فمن المقرر شرعًا أنه «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».
كما نص الفقهاء على أن الطهر الحاصل بسبب تناول هذا الدواء طهرٌ تترتب عليه أحكامه، فتصوم فيه المرأةُ وتطوف وتصلي.
فعن وَاصِلٍ مَوْلَى ابن عُيَيْنَةَ عن رجلٍ «سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ امْرَأَةٍ تَطَاوَلَ بِهَا دَمُ الْحَيْضَةِ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَشْرَبَ دَوَاءً يَقْطَعُ الدَّمَ عَنْهَا، فَلَمْ يَرَ ابْنُ عُمَرَ بَأْسًا، وَنَعَتَ ابْنُ عُمَرَ مَاءَ الْأَرَاكِ». قال مَعْمَر: «وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ يُسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا» أخرجه الإمام عبدالرزاق الصَّنْعَانِي في «المصنف»، والمتقي الهندي في «كنز العمال».
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.