مزارعو الكمون: «التجار خزنوه وباعوا الطن بثلاثة أضعاف ثمنه»


لم يتخيل حسانين فتحى، 62 سنة، أحد مزارعى الكمون فى محافظة المنيا، أن يصل سعر طن الكمون إلى 500 ألف جنيه بعدما باعه للتجار فى موسمه بـ140 ألفًا فقط.

وقال: «الكمون اللى موجود فى السوق دلوقتى من تخزين الموسم الماضى لأن حصاد المحصول الجديد لسه أمامه من شهر إلى شهرين»،

وأضاف: «اعتدت زراعة محصول الكمون والفدان بينتج طن واحد فقط وبيتكلف زراعته 60 ألف جنيه، وإحنا بعناه للتجار بسعر 140 ألف جنيه، لكن اللى حاصل فى الأسعار دلوقتى طمع لأن التجار أخذوا المحصول وخزنوه وحاليًا رفعوا سعر الطن لـ500 ألف جنيه، يعنى بيكسب منه 300%، وده حرام، وللأسف اللى بيتحمل الفرق ده المواطن الغلبان والفلاح اللى زرع».

وحول إنتاجية الفدان من المحصول قال: «إنتاج الفدان لمحصول الكمون يبدأ من نصف طن إلى طن واحد فقط، وهو يكون حسب رعاية الأرض والمحصول والاهتمام بهما، ويساعدنى فى رعاية المحصول أبنائى وأحفادى، ثم نبدأ فى حصاد المحصول، حينها نحتاج إلى عمالة و(مقرقرين) يكون دورهم تنقية محصول الكمون، ويومية النفر 120 جنيه فى اليوم».

مزارعون أثناء حصاد الكمون

موضحًا أنه لا يمكن زراعة محصول الكمون لأكثر من مرتين فى الأرض الواحدة، حيث إن المحصول لا ينتج عند زراعته فى الأرض التى زرع فيها لأكثر من مرتين.

ويعد الكمون من النباتات الطبية والعطرية التى تشتهر زراعتها فى قرية صفط الغربية والقرى والعزب المجاورة لها بمحافظة المنيا، لتمثل المساحة الزراعية الأكبر لإنتاج الكمون البلدى على مستوى محافظات الجمهورية، والذى أحدث ضجة كبيرة خلال الأيام الماضية بعد وصول الطن لنحو 600 ألف جنيه فى الجملة، فيما وصل سعر الكيلو لدى محال العطارة من 500 إلى 650 جنيهًا، مع توقعات بالزيادة مع تزايد الإقبال عليه خلال موسم شهر رمضان الكريم.

وقال ياسر معروف خليفة، أحد مزارعى الكمون البلدى بمحافظة المنيا، إن محصول الكمون تبدأ زراعته فى الأراضى الزراعية من منتصف شهر نوفمبر وتستمر زراعته حتى أوائل شهر يناير من كل عام، ثم يتم حصاد المحصول فى شهر إبريل على مدار 15 يومًا متواصلة، وتعد قرية صفط الغربية والقرى والعزب والنجوع المجاورة لها هى المناطق الأكثر تصدرًا فى زراعة محصول الكمون البلدى على مستوى محافظة المنيا وغيرها من المحافظات الأخرى.

وأضاف: «أنا وغيرى من المزارعين قمنا ببيع محصول الكمون العام الماضى بداية من سعر 145 ألف جنيه للطن وحتى 150 ألف جنيه، لكننا علمنا هذه الأيام أن سعر طن الكمون وصل لنحو 400 ألف جنيه للطن»، مشيرًا إلى أن الكمون الذى يباع فى الوقت الحالى كمون من العام الماضى إلا أن التجار قاموا بتخزينه منذ حصاده فى شهر إبريل عام 2023 وقاموا ببيعه هذه العام بأسعار أكثر من ضعفه مرة ونصف.

مزارعون أثناء حصاد الكمون

وأوضح أن السبب فى أزمة ارتفاع أسعار الكمون ووصول سعر الطن لـ500 ألف جنيه هو التاجر، لأن كبار التجار يقومون بتخزين المحصول من العام إلى العام، لكن المزارعين مضطرون لبيع المحصول عقب حصاده لاحتياج المزارع للمال حتى يتمكن من زراعة المحاصل الأخرى، لذا فإن المكسب الحقيقى يحققه كبار التجار.

إضافة إلى ذلك ارتفعت أسعار الكمون بعد فتح باب التصدير لمحصولى الكمون والينسون وغيرهما، لذا ارتفعت أسعاره واتجه الكثير من المزارعين لزراعة محصول الكمون بدلًا من زراعة محصول القمح كما أنه بسبب ارتفاع سعر طن الكمون يعانى المزارعون ممن لا يملكون أراضى زراعية ويعتمدون على إيجار الأراضى من مالكيها حيث وصلت أسعار إيجار الفدان من 25 إلى 40 ألف جنيه.

ويقول خليفة دياب، أحد مزارعى الكمون: «ارتفعت أسعار الكمون والنباتات العطرية بشكل عام بعد فتح باب التصدير للخارج، فضلًا عن ارتفاع الدولار، وجميعها أسباب أدت إلى ارتفاع سعر طن محصول الكمون»، مشيرًا إلى أن كبار التجار يحصلون على الكمون بعد شرائه من المزارعين، ثم يبدأون فى عملية إعادة غربلته ويتم تنشيفه وتجفيفه حتى يتم التخلص من الرطوبة فى الكمون.

ولأن الكمون من المواد التى تحتوى على الكثير من الزيوت لذا يلجأ التاجر إلى عملية تنشيف وتجفيف الكمون لعدة أيام قد تصل لنحو 10 أيام، ويتم تخزينه فى أجولة من الخيش وليس البلاستيك حتى يمكن الحفاظ على بقاء المحصول بداخل الأجولة لعام وعامين، ويمكن للتاجر بيعه عند ارتفاع أسعاره أو فى أى وقت يشاء.

وأضاف أن بيع محصول الكمون هو عملية عرض وطلب، حيث إن المزارع يقوم ببيع المحصول لاحتياجه للمصروفات التى قام بإنفاقها فى المبيدات والأدوية طوال مدة زراعة المحصول، لافتًا إلى أن سعر طن محصول الكمون لأول مرة فى التاريخ يصل إلى 400 ألف جنيه بعد أن قمنا ببيعه بـ150 ألف جنيه للطن العام الماضى، وآخرون قاموا ببيعه بـ145 ألف جنيه، بحسب جودة المحصول، موضحًا أن الأعوام السابقة كان طن الكمون يصل سعره لـ15 ألف جنيه.

على الرغم من حصاد المحصول فى شهر إبريل عام 2023 إلا أن التجار الكبار وارتفاع نسبة تصدير الكمون المصرى للخارج تسببت فى رفع أسعاره بحسب مزارعى المحصول فى أكبر قرية منتجة له على مستوى الجمهورية.

وعن التقاوى والمبيدات، يقول أسامة أنس، صاحب محل تقاوى ومبيدات زراعية، إنه فى حال زراعة محصول الكمون فى الزرعة البدرية فى 15 نوفمبر حينها يأخذ الفدان من 10 إلى 12 كيلو تقاوى، وحينما يتم زرع الكمون فى الأرض فى بداية شهر ديسمبر يأخذ الفدان 20 كيلو تقاوى، وعند زراعة محصول الكمون فى أواخر شهر ديسمبر حتى أول شهر يناير يأخذ من 24 إلى 30 كيلو من التقاوى، وذلك لأنه عند حدوث الصقيع تقل فرصة إنتاجية المحصول على عكس فترة زراعته فى شهر نوفمبر.

مزارعون أثناء حصاد الكمون

وأضاف أن محصول الكمون يأخذ ريتين، آخرهما رية المحاياة فقط، وبعد زراعة المحصول بنحو 15 يومًا نبدأ فى دعم المحصول بالمبيدات لعدة أشهر حتى يتم حصاد المحصول، ويقوم المزارع برش محصول الكوم بالمبيدات حتى يتم مواجهة أزمات انتشار الإصابة بالفطريات والمن الذى يظهر فيه ويتسبب فى مشكلات فى المحصول، لافتًا إلى أن محصول الكمون المنزرع فى الأراضى الطينية فى حال ريه أكثر من مرتين يموت.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading