مسحراتى آخر صيحة.. فرقة «الأبيض» تصحى النايم بـ«الطبلة والنسناس»
يرتبط شهر رمضان الكريم بطقوس تميزه عن غيره من الأشهر، وأبرزها «المسحراتى» الذى يعتبر من أهم مكونات الثقافة الرمضانية والشخصيات التاريخية التى أحبها العرب والمسلمون، فشهر رمضان كان مرتبطًا بنداء المسحراتى منذ
الليلة الأولى.
بين شوارع وحوارى مدينة بنى سويف، تنتبه إلى أحمد الأبيض «مسحراتى» يواكب آخر صيحات الموضة ويدعو الجميع على السحور، فلم يرتد جلبابًا تقليديًا ليمر فى الشوارع بطبلته ليوقظ الناس للسحور، بل ارتدى ملابس كاجوال، واصطحب «نسناس» وكون فرقة سماها «الأبيض» تضم خمسة من الشباب، واشتروا (تروسيكل) وقاموا بتزيينه، وارتدوا أقنعة (فنانيس وبوجى وقناع آخر لطمطم) لجذب الجميع إليهم.
يمر «الأبيض» وفرقته فى شوارع بنى سويف ابتداء من مسجد عمر بن عبدالعزيز مرورا بميدان الشهداء وحتى حى مقبل الجديد، ومعهم (النسناس) يقدم التحية بيده للأطفال الذين يصاحبون فرقة الأبيض أثناء قيامهم بالغناء (إصحى يا نايم وحد الدايم) و(قوموا إلى سحوركم خلى النبى يزوركم).
ويستخدم الشباب الخمسة ميكروفونا يشق بصوتهم المرتفع سكون الليل ويرددون أعذب الأدعية والأغانى الرمضانية التى تمس القلب على إيقاع الطبلة.
وتغنى فرقة الأبيض، «الرجل تدب مطرح ما تحب، ورمضان كريم»، وينضم اليهم أثناء سيرهم العديد من الأطفال بعد أن ظهر النسناس معهم ليلتقط الأطفال صورا تذكارية مع الفرقة.
وقال أحمد الأبيض لـ«المصرى اليوم»: «أنا عضو فى فرقة الفنون الشعبية ببنى سويف، وبعد أن حصلت على دبلوم، قررت أنا وشقيقى مصطفى، ومحمود أحمد وآدم محمد، وغريب محسن غريب، تكوين فرقة مسحراتى باسم فرقة الأبيض، وإيقاظ المواطنين للسحور (لوجه الله) وإيقاظ القلوب لحث أصحابها على فعل الخير».
وأضاف: «كنت بشوف المسحراتى من زمان وهو معدى من تحت البلكونة يرتدى جلباب أبيض ومعه طبلة، لذلك قررنا كلنا نقوم بدور المسحراتى على طريقتنا، وقمت أنا وفرقتى بشراء نسناس، بجانب استخدام الأقنعة لعمل شخصيات بوجى وطمطم وفنانيس، لنقوم باستخدامها كمسحراتى، ووضعنا هذه الشخصيات على ترويسكل وقمنا بالمرور بها فى شوارع المدينة ولاقت استحسان الأطفال والشباب والكبار والتقطوا صورا تذكارية معنا».
ويقول مصطفى الأبيض شقيقه إننا نرتدى أقنعة فنانيس وبوجى وطمطم ونلف بيها فى الشوارع والأطفال يفرحون بشخصيات فنانيس وبوجى وطمطم ويتصوروا معنا ونحن نقوم بالنداء عليهم عن طريق استخدام ميكروفون ونلف عشان نصحى الخير فى قلوب الناس ونفكرهم بحاجات إيجابية ممكن يعملوها فى الشهر الكريم، سواء بتجميع شنط رمضان لتوزيعها على المحتاجين، أو جمع الأموال لأنشطة تتلو الشهر الكريم مثل تزويج الفتيات اليتيمات، وسداد ديون الغارمين والغارمات، وفتح المشاريع الصغيرة للفقراء.
يقول محسن غريب إننى قررت أن أرتدى قناع بوجى؛ فالمسحراتى هو الشخص الذى يأخذ على عاتقه إيقاظ المسلمين فى ليالى شهر رمضان إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور، ويتجول فى الشوارع بهدف إيقاظهم قبل صلاة الفجر، وعادة ما يكون النداء مصحوبا بالتهليلات والأناشيد الدينية ويرتبط شهر رمضان بمكانة كبيرة فى قلوب المسلمين وتراثهم، لأنه يرتبط بالمظاهر التراثية؛ ومنها المسحراتى، لكن هذه المرة نحن مسحراتى آخر صيحة وهى النسناس وفنانيس بوجى وطمطم فى شوارع
بنى سويف.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.