مولد السيدة زينب.. «خدمات الإطعام» قلت بسبب غلاء الأسعار


وسط أجواء احتفالية مشحونة بحلقات الذكر والأناشيد الدينية، احتفل المصريون بالليلة الختامية لمولد السيدة زينب، أمس،

فيما تسببت «موجة الغلاء» فى زيادة أسعار تأجير الشقق المحيطة بالمسجد، والتى كان يقصدها المريدون سنويًا، للإقامة وإعداد وجبات مجانية للمحتفلين، كما زادت كذلك تكاليف إقامة السرادقات، وحرص بعض المريدين على المشاركة فى شراء اللحوم وتوزيعها على المحتاجين.

«أم على»، سيدة ريفية، تركت بلدتها وهرولت بوعاء كبير ملأته بأرغفة الخبز و«الفول النابت»، قاصدةً مسجد السيدة زينب، بجلباب قروى وطرحة سوداء، فى الاتجاه المؤدى لصحن الضريح والمغلف بحوائط زجاجية، وبداخله قبة خضراء علتها طرحة بيضاء، لا تكف عن تكرار جمل بعينها «أنا جايه أوفى باللى علىَّ».

فى نفس الوقت، شهدت حقيبة سفر سوداء اللون، حملتها سيدة أربعينية ذات مظهر مهندم، تدافعًا كبيرًا من النساء المحتاجات داخل صحن المسجد، مما جعل المسنات ينتفضن من افتراشهن الأرض للنوم من أجل الفوز بأكثر من رغيف لحم أعدته تلك السيدة، وبالاقتراب من السيدة الأربعينية، والتى أتت لتوفى بنذرها، تبين أنها مُدرسة ومن سكان المعادى، ونذرت 100 رغيف لحم، قبل عام، فى حال حملها الذى انتظرته لعدة أعوام وطلبته من الله.

وبالحديث مع أحد زوار ومحبى السيدة زينب، والذى ورث تلك العادة أبًا عن جد منذ 53 عامًا، قال مصطفى زايد، المختص فى الشأن الصوفى، والذى جاء من محافظة القليوبية، إن مولد السيدة زينب بالنسبة له من أمتع الأيام التى يعيشها كل عام، ولكنهم يعانون من ارتفاع أسعار إيجار المكان الذى ينزلون به، وهى عبارة عن شقق سكنية يتراوح إيجارها بين 2000 إلى 5000 جنيه، يتحدد حسب قربها عن ميدان ومسجد السيدة زينب.

وأضاف أن الخدمة تأثرت هذا العام نظرًا لارتفاع أسعار اللحوم، ولكنهم عملوا جمعيات حتى يكونوا قادرين على تحمل الخدمة واستكمال ما بدأه آباؤهم وأجدادهم، علاوة على تكلفة سفرهم وانتقالهم من كافة أنحاء مصر، مؤكدًا أن الأزمة الاقتصادية الحالية أثرت أيضًا على أعداد الزوار، خاصة الذين لم تتيسر لهم ظروف السفر أو تحمل كلفته التى أصبحت باهظة الثمن، ما أثر على كميات الإطعام والخدمة. وتابع: «نعتبر الضيف الذى يأتى هو ضيف السيدة زينب، ونقوم بإكرامه وضيافته حبًا فى السيدة، ونقدم له كل ما لذ وطاب من الموجود، وهذا العام أحضرنا شيفات يشرفون على الطعام من أجل تقديم الخدمة بجودة أفضل لضيوف السيدة زينب»، مؤكدًا أن «نسب الطعام قلت هذا العام بسبب موجة الغلاء التى نشهدها، ولكن هناك الكثير من مريدى السيدة زينب تعودوا على إحضار اللحوم فى المولد بالتعاون مع بعضهم البعض».



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading