يعود للدراما بـ «عتبات البهجة».. لماذا نحب يحيي الفخراني؟ (تقرير)


يحيي الفخراني اسم لا يخطئه أحد فهو رمز من رموز الفن في مصر، نتحدث عن تاريخ طويل في السينما والمسرح والدراما، ولو تحدثنا عن موسم رمضان، فـ يحيي الفخراني أحد مؤسسيه بأعماله الدرامية على مدار العقود الماضية، فأعماله كانت سببًا رئيسيًا في ارتباط الجمهور بمسلسلات رمضان، وبعد أقل من شهر سيطل علينا بمسلسله الجديد عتبات البهجة.

بالتأكيد أغلبية الشعب المصري والعربي يحبون هذا الفنان الكبير، وهناك أسباب كثيرة لحب هذا الرجل، خلال مسيرته الطويلة الممتدة لأكثر من نصف قرن، وفي السطور التالية نحاول الإجابة على سؤال لماذا نحب يحيي الفخراني؟.

لماذا نحب يحيي الفخراني؟

الصدق في الأداء

ممثل صادق، غير مفتعل، يقدم أدواره بمنتهى الصدق والتلقائية، يعتمد على إحساسه أولًا فإذا أحب الشخصية يقدمها، وإحساسه بالعمل مقدم على رؤيته له، بجانب أنه ينغمس في الشخصية التي يقدمها لدرجة تقترب من الاندماج الكامل، فإذا شاهدنا جميع أعماله من الصعب أن نقول أن الممثل يحيي الفخراني يطغى على أداء الشخصية التي يقدمها، فالجمهور يرتبط به قبل ارتباطه بالشخصية، ويتلون مع كل شخصية يقدمها، فـ رحيم المنشاوي مختلف عن عباس الدميري، عن جابر مأمون نصار، وغيرها من الشخصيات، فكل شخصية قدمها الفخراني ارتبط بها الجمهور وتعلق بها.

مغامر في اختيار أدواره

هناك الكثير من الممثلين يفضلون ما يسمى بالأدوار الآمنة، التي لا تتطلب مغامرة قد تخسرهم قطاع كبير من الجمهور، الفخراني كان مغامرا جدا في اختيار أدواره إلى درجة أنه قدم دور طفل في الستين من عمره، في مسلسل يتربى في عزو، كما أنه قدم دور شيطان في مسلسل ونوس، إلى هذه الدرجة امتلك قدر كبير من الجرأة والذكاء والثقة التي جعلته يختار أدوار متنوعة وجريئة.

قدم أعمال لكبار المؤلفين

رحلة الفخراني الدرامية، تعاون فيها مع كبار المؤلفين الذين هم في مصاف الأدباء، نتحدث هنا عن أسماء مثل أسامة أنور عكاشة، ومحمد جلال عبدالقوي، وكتاب مثل يوسف معاطي، وعبدالرحيم كمال، وأخيرا مدحت العدل، كل هذا أعطى تجربته ثراءً وعمقاً، وجعله يقدم أعمال ذات محتوى حقيقي.

قليل الظهور إعلامياً

يحيي الفخراني قليل الظهور إعلاميا، ولم يتورط مثل زملاء له في أحاديث سياسية أو تصريحات تهاجم قطاعات في المجتمع.

ممثل فقط، لا يراه الجمهور سوى في مسلسله الرمضاني كل عام، وهو ما نفتقده في أغلب الممثلين حاليا.

الذكاء الفني

يحيي الفخراني لم يوفق سينمائيا، وفي فترة الثمانينات قدم أعمال فنية بالغة الجودة مثل فيلم عودة مواطن، ولم يحقق إيرادات، أدرك الفخراني بحدسه إنه إذا استمر في السينما لن يجد فيها نفسه، وسيقدم أعمال تجارية قليلة الجودة.

«التلفزيون يحرق النجم»، تلك المقولة كانت شهيرة جداً في سنوات الثمانينات والتسعينات فالتمثيل في الدراما التلفزيونية بعد السينما والمسرح وقتها، لم يهتم الفخراني بتلك النظرية، وعمل بالتلفزيون، ونجح فيه، وساهم في نسف تلك المقولة والنظرية.

شخصيات لا تنسى للفخراني ….أعمال ارتبط بأسامي الشخصيات

الفخراني قدم شخصيات عديدة طوال مشواره الفني، لكن هناك شخصيات لا تنسى في ذاكرة الدراما المصرية والعربية، نستعرض أهمها في السطور التالية:

سليم البدري

ابن الذوات، الضعيف أمام زوجته نازك في شبابه، والتي صادرت الثورة أملاكه، ولكنه كان يمتلك من الذكاء والحنكة ما يجعله يستمر، ويقاوم الظروف، ويبني أسطورة البدري الاقتصادية.

تولى ابنه على إدارتها وأنقذه سليم قبل أن يتسبب في ضياعها وضياع نفسه معها.

سليم البدري – صورة أرشيفية

بشر عامر عبدالظاهر

السؤال والجواب والذي يمتلك حل اللغز، ابن البلد صباحاً والخواجة مساءً والذي قدم من خلاله عكاشة همه وتساؤلاته حول فكرة الهوية.

نجح الفخراني في تقديم تلك الشخصية المزدوجة ذات الحياتين في كرموز وزيزينيا، وحقق بها نجاحاً باهراً.

عباس الدميري

«وأنا ماشي في العراق لاقيت جثة»، يكفي أن نقول تلك الجملة لنتذكر مباشرة رحلة عباس الدميري الذي اكتشف أنه لطفي الجنايني، وخاض الحياتين معاً فأسرته الحقيقية تلفظه بينما أسرته التي وجد نفسه معها تحبه وتسانده.

مسلسل «عباس الأبيض فى اليوم الأسود» – صورة أرشيفية

حماده عزو

الطفل في عمر الستين، الذي لا يعيش سوى بدلع ماما نونة، والغير مكترث بأي شئ، ويعيش في كنف أمه وهو في الستين عمره، الغير عابئ بمسئولية أولاده، ونبكي معه بحرارة على حزنه على فقدانه لماما نونة.

الخواجة عبدالقادر

الخواجة، ستيني العمر، الذي يخوض رحلة صوفية شديدة العذوبة، ويجد الطريق إلى الله بقلبه، ويحب زينب حب تعرض بسببه لكل أنواع العذاب.

قدم الفخراني في الخواجة عبدالقادر، شحصية وعملاً لا ينسى.

يحيي الفخراني الخواجة عبد القادر – صورة أرشيفية

ونوس

الشيطان الماكر، الذي لا يريد أن يترك صاحبه حتى ينفذ عهده معه، ويدمر حياته وحياة أسرته بالحيلة و«الوسوسة».

والذي يرى نفسه مظلوماً وأن كل مهمته هي تحضير المصائب، والناس هم الذين يقعوا فيها بإختيارهم وإرادتهم.

مسلسل ونوس – صورة أرشيفية

ملك الدراما يعود بعتبات البهجة :

قدم الفخراني أكثر من 40 مسلسل خلال مشواره الفني، بدأها منذ سبعينات القرن الماضي جتى عام 2024 وهو عدد ضخم من الأعمال الدرامية لم ينفرد به سوى الفخراني.

غاب الفخراني عن الدراما الرمضانية منذ عام 2021 حيث قدم مسلسل نجيب زاكي زركش، ويعود هذا العام بعتبات البهجة المأخوذة عن رواية الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد، وسيشاركه البطولة جومانا مراد، وصلاح عبدالله، وعلاء مرسي، وعدد كبير من الفنانين، وتأليف مدحت العدل، وإخراج مجدي أبوعميرة.

يحيي الفخراني وصلاح عبد الله – صورة أرشيفية

وبالتأكيد سننتظر ونترقب موسم رمضان الدرامي القادم لأسباب كبيرة أهمهما عودة الفنان يحيي الفخراني له مرة أخرى فبسببه عشقنا وارتبطنا بدراما رمضان.

اقرأ أيضاً:



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading