أسرة إيهاب أشرف تسرد التفاصيل الكاملة لواقعة طالب الدقهلية ضحية مدرس الفيزياء (فيديو)
واقعة دمت لها القلوب، بمنطقة حفير شهاب الدين بمركز الستامونى بـ الدقهلية، وشغلت الرأى العام، فيها من الغل والحقد مالم ير من قبل.. المدرس والقدوة والصديق والصاحب هو الخائن والقاتل، فالمدرس عمره 25 سنة، شاب، حاول يسلك طريقه والجميع فى القرية ساعده وائتمنوه على مستقبل طلاب فى مقتبل عمرهم والطالب 16 سنة، وكان قريبا منه وصديقا.. الأكثر صدمة، هو إعلان الشرطة أن المدرس الذي كان يلجأ إليه الطالب ليتعلم الفيزياء، والذي بكى عليه، ونعاه، ودعا على قاتله، هو نفسه القاتل.
«إيهاب عبدالعزيز» عم المجني عليه، روى لـ «المصرى اليوم» أن المدرس لم يكن محل شك للأسرة، نظرا لقربه الشديد وصداقته بالمجني عليه، فكان يبحث معهم عن الجاني حتى صباح يوم العثور على الجثمان ويراجع كاميرات المراقبة مع الأسرة.
وأوضح أن والد المجني عليه ووالدته أصيبا بصدمة شديدة، بعد الكشف عن المتهم، خاصة بعد حديث دار بينهما في آخر لقاء، قائلا: “لما قابل أخويا قاله بقالي 4 أيام هنا والناس بتمشي إلا أنا، أخويا اعتذر ليه وقاله هعوضك ماديا اللي انت عايزة أعوضهولك ماديا أو معنويا، لكن الوضع مش بإيدي وخارج عن إرادتي واتاسف تاني ، وزوجة أخويا والدة المجنى عليه، صعب عليها رغم وجعها وطلبت إن الناس تجيب ليه أكل”.
وأضاف أن الجزء السفلي للجثة لم يكن به دماء، كما أن الشيكارة التي عثر عليه بها كانت نظيفة باستثناء رطوش بسيطة عليها من الخارج، وكنا متأكدين من وقوع جريمة القتل في نطاق منطقة الحفير مسقط رأس المجني عليه، بسبب أدوات الجريمة وهي جوال قطن وحبل بالات قش وجوال آخر خاص بالأرز الشعير، وهي أدوات موجودة داخل جميع المنازل بالمنطقة”.
أما عن الجنازة، فكل الناس كانت في الجنازة وبعيدة عن الطريق العام، ووقتها قوات الأمن ألقت القبض عليه وعثرت على الجزء الثاني من الجثمان وكانت الناس اللى بتعزينا بتبارك لينا، لأنكل الناس كانت موضع شك، ولكن بذلت أجهزة الشرطة مجهود كبير لكشف غموض الواقعة.
وأكد أن المدرس لم يكن محل شك للأسرة ، بسبب درجة قربه من المجني عليه وقرب السن بينهما، قائلا: “النيابة والمباحث قالت محمد عبدالبديع موقفه إيه أخويا قال استحالة دا صاحب ابني، ووالدته قالت مستحيل اشك في اي حد الا المدرس دا”.
وأوضح أن المجني عليه هو الابن الوحيد على 3 فتيات، هن «ندي طالبة 3 كلية تربية»، و«منة الله حاصلة على دبلوم فني»، و«هناء 5 ابتدائي»، وعلاقته بالعائلة طيبة وودودة جدا، وكان ملتزم دينيا واخلاقيا وعلميا.
وتابع: “المتهم تخلص من المجني عليه وبعدها طلب من الاسرة الفدية، مطالبا بالقصاص العاجل والعادل من المتهم لتبرد نار الاسرة”.
أما عن آخر لقاء جمعهما، فكان قبل اختفائه بيوم خلال عزاء جارهم، ووقف المجني عليه يستقبل المعزين كالرجال، ولم يقصر مع جيرانه في مصابهم.
وقال «كرم الحسن أحمد» 26 سنة، ابن عمة المجني عليه، كان صديقا للمتهم، وهو خريج كلية تربية قسم فيزياء، ووالده متوفي، ولم يعين وتخصص في الدروس الخصوصية: “إيهاب كان بياخد فى مجموعة، وفي اليوم اللي اختفي فيه قاله اقعد هشرحلك اللي إنت مش فاهمه، وبعد الجريمة كان بيدور معانا وبيتابع، والامن كل شوية بيستدعيه من بداية الاختفاء”.
وتابع: “ايهاب شاب أفضل ابناء عمومته، ولد على 3 بنات، واحنا متواصلين دايما مع بعض على موقع التواصل الاجتماعي، وهو حنون ومحترم ومتفوق دراسيا ومن الاوائل وكان صاحب الكل”.
وأكد أن المجني عليه اصر على الاحتفال بعيد ميلاد صديقه، واحضر تورتة وذهب له بمنزله بعدما علم انه اصيب في حادث، للاحتفال معه بعيد ميلاده قبل اختفائه بأيام قليلة، وأن الجانى كتب على صفحته الشخصية فيسبوك، «رحمك الله رحمة واسعة، وجعل مثواك الجنة، وأذاق من فعلها البلاء فى الدنيا والآخرة”.
كانت قوات الأمن عثرت ظهر الخميس، على رأس طالب الستامونى بـ الدقهلية، بعد أمتار من العثور على الجزء العلوى للطالب، 9 أيام من البحث المستمر لقوات البحث بمديرية أمن الدقهلية، لتكشف لغز العثور على جثة طالب الثانوية «إيهاب أشرف»، مشطور نصفين، والجزء السفلي منها ملقى على جسر مصرف مائي، في المنطقة ما بين قريتي «7 ثابت والناقعة» بنطاق مركز الستاموني.
ويتمثل غموض الحادث في حسن سمعة الطالب المجني عليه وتفوقه الدراسي، بالإضافة إلى عدم وجود خلافات أو عداوات بين أفراد أسرته واي شخص آخر بالقرية أو القرى المجاورة، فضلًا عن المكالمة التي طلب خلالها شخص مجهول فدية مقابل إطلاق سراح الطالب الضحية، وأغلق بعدها الهاتف، كلها خيوط صعبت مهمة البحث.
كيف تم كشف الجانى؟
تم تشكيل فريق بحث جنائي كبير بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بالتنسيق مع الأمن العام والأمن الوطني لكشف الجاني، والعثور على باقي الجثمان، وعلى الجانب الآخر انتدبت النيابة العامة الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، وبعد 8 أيام من الجريمة، تصريح بدفن النصف الأسفل المعثور عليه، مشهد مريع أب يستقل سيارة حاملا قدمى ابنه، منذ الخروج من المستشفى الدولى بالمنصورة، وحتى الوصول لقرية 7ثابت بحفير شهاب الدين بالستامونى، حتى أنه لم يقدر على النزول من السيارة إلا بعد وقت وشيع الأهالى الجزء الأسفل للطالب فى جنازة مهيبة، مساء الأربعاء الماضي.
الشبهات الأولى كانت بتدور حول «محمد ع.ال.ال»، 25 سنة مقيم بقرية 22 الأمل بحفير شهاب الدين دائرة المركز، باعتباره آخر شخص شوهد المجني عليه معه، وباستدعائه أقر بأن الطالب انصرف بعد انتهاء الدرس.
اكتشاف أول خيوط الواقعة عبر قطعة من القماش
شكوك رجال المباحث حول المتهم لم تنته عند هذا الحد، بل ظل تحت المراقبة، وكانت بداية اكتشاف خيوط الواقعة عبر قطعة من القماش عُثر عليها داخل غرفة الدرس الخاص به محل ارتكابه الجريمة بقرية الناقعة، وتبين أنه كان قد استخدمها في إخفاء الجزء السفلي من جثمان المجني عليه، وترك قطعة صغيرة داخل غرفة الدرس.
بداية حدوث الواقعة
البداية كانت يوم الأربعاء قبل الماضي، بتلقى مدير أمن الدقهلية إخطارًا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لمأمور مركز شرطة الستاموني، بعثور الأهالي على جزء سفلى لجثة شاب داخل جوال ملقاة على جسر مصرف، في المنطقة ما بين قريتي «7 ثابت و22 الناقعة».
وعلى الفور، انتقل ضباط وحدة مباحث المركز لمكان البلاغ، وبالفحص تبين أن الجثة لشاب يدعى «إيهاب أشرف عبدالعزيز»، ويبلغ من العمر 16 سنة، طالب بالصف الأول الثانوي، مقيم منطقة عمر بن الخطاب ب7 ثابت بالحفير مركز الستاموني، ومبلغ بغيابه منذ مساء الثلاثاء قبل الماضي عقب خروجه من الدرس.
وجرى نقل الجثمان لمشرحة مستشفى المنصورة الدولي، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، تم تشكيل فريق بحث، تحت إشراف مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الدقهلية، لكشف غموض وملابسات مقتل الطالب والعثور على باقى الجثمان.
المتهم يقر بجريمته
وأمام فريق البحث، أقر المتهم باعترافات تفصيلية حول ارتكابه الواقعة، حيث أكد أنه إعتاد لعب القمار والمراهنة عبر إحدى التطبيقات الإلكترونية، ما تسبب في استدانته في مبلغ مالي يتراوح ما بين 250 إلى 300 ألف جنيه.
وأضاف أنه كان بيخطط لخطف أحد طلابه، ومساومة أسرته على مبلغ مالي، قبل أسبوع من ارتكابه الواقعة، نسج خيوطه على الطالب «إيهاب أشرف»، وذلك لعلمه أن والده ميسور الحال وصاحب معرض للأدوات المنزلية، واستغل تواجد الشاب بمفرده في درس خصوصي، وتعدى عليه بسكين أبيض كبير وذبحه من رقبته، ثم فصل رأسه عن جسده، وبعدها شطر الجسد إلى نصفين.
وبعدما أتم المتهم جريمته، ساوم أسرة المجني عليه في الحصول على مبلغ مالي قيمته 100 ألف جنيه، وتحويله عبر 17 محفظة إلكترونية، مقابل إطلاق سراحه، وذلك خلال مكالمة هاتفية تلقاها عبر هاتف المجني عليه، ووافقت الأسرة، إلا أنهم فوجئوا بإغلاق الهاتف.
كما أقر بأنه ألقى جميع الأشلاء في أماكن متفرقة بمنطقة الحفير بالستاموني في ذات اليوم، وبإرشاده عثر على الجزء العلوي من الجثمان «الصدر والذراعين»، ملقى داخل جوال في مصرف مائي في المنطقة بين قريتي «النقعة وبصار».
وبعد ساعات قليلة، عثرت قوات الأمن على الرأس ملقاة على بعد أمتار من مكان العثور على الجزء العلوي، ليكتمل بذلك جثمان الضحية.
والدة المجنى عليه تروى تفاصيل الواقعة
والد المجنى عليه أثناء لقاء المصرى اليوم
هنا أنهى مدرس حياة طالب الستامونى
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.