بعضهم فقد البصر قبل رحيله.. نهايات صادمة ومفاجئة على المسرح لنجوم الزمن الجميل (تقرير وفيديو)


مسيرة طويلة وعطاء فني كبير، قدمه “https://www.almasryalyoum.com/news/details/نجوم الزمن الجميل”>نجوم الزمن الجميل، ورغم أن لكل فنان طابعه الخاص والمميز سواء في أدائه أو أعماله التي لازالت عالقة في الأذهان، ولكن كما تشابهت بداياتهم ومعاناتهم للوصول إلى النجومية المستحقة، أيضا تشابهت نهاياتهم ولحظاتهم الأخيرة والتي كانت الأكثر آلما لأسرهم وجمهورهم فبعضهم تشابهت نهاياته على المسرح أو تصوير مشاهدهم كما تمنوا بالعبارة الشهيرة «أتمنى أموت على خشبة المسرح» وهذا ما حدث مع بعضهم والذين رحلوا سواء على خشبات المسرح، أو في أثناء كواليس تصوير أعمالهم، والبعض الآخر تشابهت لحظاتهم الأخيرة والتي سبقها ضعف في البصر، ليسطروا صفحاتهم بحب الفن وعشق جمهورهم لهم رغم رحيلهم، وفي السطور التالية ترصد «المصري اليوم» أبرز محطات نجوم الزمن الجميل ولحظاتهم الأخيرة.

الفنان الراحل حسن البارودى – صورة أرشيفية

لم أترك لكم ما تخجلون منه فاجعلوا رؤوسكم مرفعة.. أخر كلمات حسن البارودي

تشابهت نهايات واللحظات الأخيرة في حياة عدد من نجوم الزمن الجميل، والتي سبقها ضعف في البصر بعد مشوار حافل من الأعمال المتميزة والتاريخ الطويل والذين ضحوا من أجل ترك رصيد فني مشرف، ومن بينهم الفنانون حسن البارودي، عقيلة راتب، عماد حمدي.

مسيرة طويلة قدمها الفنان الراحل حسنه البارودي وأعمال بارزة جعلته يصل إلى العالمية بثلاث أعمال مع نجوم العالم، ومن الأصوات المميزة والتي قالت عنه المطربة الكبيرة أم كلثوم، بأن تعبيراته صوته تُغنى، حينما سئلت عن الفنان الراحل حسن البارودي، وكذلك هي من ساعدته للسفر إلى الخارج للعلاج حينما ضعف بصره.

وعانى الفنان حسن البارودي، كما حكى نجله أشرف حسن البارودي، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» أنه حينما تقدم في العمر، إلى ضعف بصره وكان من الضروري أن يسافر للخارج لإجراء جراحة فى عينيه، واعتذرت له وزارة الثقافة آنذاك لعدم وجود ميزانية، وما كان إلا أنه تحدث إلى أم كلثوم لتستجيب على الفور وتحل الأزمة ويسافر والدى لإجراء الجراحة.

كانت اللحظات الأخيرة للفنان حسن البارودي، قاسية، بالنسبة لعائلته، والتي بدأت نهاييته بمجرد أن تم إحالته إلى المعاش، وتسلم خطابا يفيد بذلك، فهز الخطاب كيانه، خاصة أنه مازال قادرا على العطاء الفني، ليتقدم الراحل بشكاوى عديدة ولكن لم تتم الإستجابة له ليعتكف في منزله، مما أثر عليه ذلك نفسيا بسبب عشقه للتمثيل، لتكون آخر كلماته لنجله «أشرف»: «شفت يا أشرف الفنان عندنا بقى زي خيل الحكومة»، لتُسطر كلمة النهاية ويأتي على الفور نجله إليه ليرى والده الراحل حسن البارودي، نائمًا على فراشه ولكن حوله كوكبة من النجوم رفقاء دربه، منهم محمود المليجي، إبراهيم الشامي، شفيق نور الدين، عبد الوارث عسر، ومعظم فناني المسرح القومي، وهم بين البكاء والدعاء وتلاوة القرآن لنجاته، لتكن كلمته الأخيرة في أذن نجله قائلاً «لم أترك لكم شيئا ورائي تخجلون منه، فاجعلوا رؤوسكم مرفوعة بأعمالي» لتكن تلك الكلمات هي آخر ما قاله الراحل بعدما نادى على رفيق عمره الفنان حسين رياض، والذي كان قد رحل قبله بسنوات.

نجل حسن البارودى أثناء حواره لـ«المصرى اليوم» – صورة أرشيفية

رحلة فتى الشاشة الأول عماد حمدي.. من البطولة المطلقة إلى فقدان البصر

مشوار فني آخر قدمه الفنان الراحل «فتى الشاشة الأول» عماد حمدي، ومسيرة طويلة من العطاء والذي بدأه بالبطولة المطلقة في أولى أعماله «السوق السوداء»، وتخلله محطات هامة في تاريخه الفني.

عماد حمدي – صورة أرشيفية

تشابهت أيضا اللحظات الأخيرة للفنان الكبير عماد حمدي، في ضعف البصر، ولكن بدأت الأزمة بعد وفاة شقيقه التوأم عبد الرحمن، والذي عجل بنهايته.

وكشف نجله نادر عماد حمدي، أن وفاة عمله، عجلت برحيل والده وتأثره نفسيا بعد رفضه الخروج من المنزل لمدة ثلاث سنوات، وكان شقيق الفنان عماد حمدي، يسكن في منطقة الزمالك، وكان مرتبطان بشكل كبير سواء في السفر أو الهوايات التي تجمعهما، وحينما مات شقيقه حدث للفنان عماد حمدي، صدمة نفسية شدية، وضعف بصره، ثم راح نهائيا.

وحينما بدأ الأمر عاد مرة أخرى إلى زوجته الأولى لتراعيه رغم انفصالهما ولكن علاقتهما دامت كأصدقاء حتى وفاتها هي أيضا ليتاثر بذلك عماد حمدي، والذي وجد نفسه غير قادر على قراءة الصحف وحل الكلمات المتقاطعة كما كان يعتاد ذلك مما أدخله في اكتئاب كبير.

وما أن تم الإعلان في عدد من الصحف عن حالة الاكتئاب التي أصابت الفنان عماد حمدي، ليقرر الشيخ محمد متولي الشعراوي، زيارته بشكل مفاجئ، ليعرفه عماد حمدي، من صوته بمجرد استقباله رغم ذهاب بصره، ليجلس معه ليهدئه ويعيده إلى حالته النفسية ولكن دون جدوى، كان الأمر تملك من الفنان عماد حمدي، لتكن آخر كلماته لنجله «نادر» قائلاً: «متتخضش أنا هموت، خلي بالك على عيالك ومراتك» في لحظة ذهول من نجله، والذي أوضح أنه من المفارقات المحزن أن والده كان يمزح معه في أحدى المرات موصيا إياه بألا يكتب نعيا له حين وفاته قائلاً: «لا تتكلف بكتابة نعي في الصحف، هيقولوا الفنان الكبير عماد حمدي مات عن عمر يناهز كذا، والجنازة من عمر مكرم، فكده الناس عرفت ليه تعمل نعي؟»، لتتحقق بالفعل لحظاته الأخيرة بعدها، بعد رصيد حافل ترك علامة في تاريخ السينما المصرية.

حوار «لمصري اليوم» مع نادر عماد حمدي – صورة أرشيفية

«أنا مش شايفة حاجة» .. من الاستعراض إلى فقدان البصر لحظات عقيلة راتب الأخيرة

بين الإرادة والتحدي والإصرار هكذا كانت حياة «سندريلا الفن» كما لُقبت في بداياتها الفنانة الراحلة كاملة محمد كامل، الشهيرة بـ «عقيلة راتب» والتي كانت حياتها لوحة درامية فنية متكاملة الأركان لا ينقصها شئ لتتحول إلى عمل فني يرصد حياة امرأة تحدت نفسها وعائلتها لتصل إلى تحقيق شغفها بحب الفن.

ورغم ما واجهته الفنانة عقيلة راتب، في سبيل حبها للفن ما بين الغناء والاستعراض والتمثيل، مرورا بدخولها التمثيل والتحاقها بالفرق المسرحية المختلفة، حتى مراحل فقدان بصرها، مرورا باللحظات الأخيرة في حياتها.

وحول لحظاتها الأخيرة أوضحت حفيدتها جيني جلال، لـ «المصري اليوم»: «في ذلك اليوم كانت تقوم بتصوير فيلم «المنحوس» باستوديو الأهرام، وكان متبقيا ٤ مشاهد وينتهى التصوير، وفوجئت بمكالمة هاتفية مفادها «احضرى حالا مدام عقيلة تريدك»، فذهبت على الفور لأجد كل الممثلين وصناع العمل حولها، وأسرعت لأفهم منها واطمئن».

– صورة أرشيفية

وأضافت «جيني»: «تفاجأت بها تقول لى «أنا مش شايفة حاجة» فاندهشت للجملة، وتكرر سؤالى مستنكرة: كيف ذلك؟ لأجدها تقول لى: لا أرى إلا سواد، فقلت لها: هيا لنذهب إلى الطبيب والمستشفى، فرفضت لأن عليها استكمال مشاهدها، فاندهشنا جميعا ونحاول إقناعها: كيف تقومين بذلك؟ لترد قائلة بأنها لا تعلم ماذا سيحدث وتريد فقط إنهاء مهمتها والتزامها بشكل كامل، وطالبتنا بمساعدتها على حفظ النص واللفتات والحركات، وبعدها قمنا بالذهاب إلى المستشفى لنجدها فقدت البصر بشكل كامل، ويعلمنا الطبيب بأن العصب البصرى مات ولن نستطيع حتى زراعة قرنية لها بعد مطالبتنا له بذلك».

وبعد فقدان الفنانة عقيلة راتب،عقيلة راتب البصر، أصبحت حزينة ومتأثرة جدا، لكنها كانت تتحدى ذلك لتحاول تسلية نفسها، فكانت تتابع الراديو والتليفزيون، وكانت يوميا تطالبنا بقراءة الصحف لها.. وبعد ظهور الفيديو كانت تطلب أن نعلّمها تشغيله فكانت دائما تحب أن تعتمد على نفسها.

ولم يقف جمهور الفنانة الراحل مكتوف الأيدي، إذ تفاجئ الفنانة عقيلة راتب، بأحد الشباب من جمهورها، يعلن تبرعه بعينيه لها في إحدى الصحف الشهيرة، وسعدت هي بذلك وتأثرت بهذه المشاعر لتبحث عنه لتوجه إليه الشكر على تلك اللفتة.

فكانت حياة الفنانة عقيلة راتب، مليئة بالتحدثات خاصة في بداياتها وحبها للفن وإصرارها عليه رغم رفض والدها، وكذلك شخصيتها القوية التي كانت ترى أهدافها وتحاول الوصول إليها وتحقيقها، حتى فقدانها البصر ولحظاتها الأخيرة، والتي سبقها قلة حركة وضعف في الجسم وعدم الإقبال على شئ حتى آخر لحظة.

جينى جلال أثناء حوارها لـ«المصرى اليوم» – صورة أرشيفية

تحققت أمنيته بالموت على المسرح.. تفاصيل لحظات حسين رياض الأخيرة

وجه طيب برىء، وصوت حنون، هكذا اشتهر «أبوالسينما» الفنان الكبير الراحل حسين رياض، في معظم أدواره، والذي كان بتوحده مع الشخصيات على الشاشة لينعكس عليه الأمر صحيا، مثلما حدث في فيلم «الأسطى حسن» حينما جسد شخصية قعيد، ليجد نفسه مشلولا في الحقيقة مثل الأحداث حتى عالجه طبيبه، وكذلك توحده مع شخصية «ليلة الزفاف» والتي كان يجسد خلالها رجل توفى ولم يتحققوا من وفاته ليجد نفسه مدفونا تحت الثرى مما أثر ذلك على الفنان حسين رياض، ليطالب زوجته بعدم دفنه إلا بعد مرور 24 ساعة من وفاته.

الفنان الراحل حسين رياض – صورة أرشيفية

وقالت فاطمة حسين رياض، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»: «طول عمره والدى كانت له أمنية وحيدة وهى أن يموت على خشبة المسرح، وكان يقول ذلك وهذا ما حدث بالفعل، وأتذكر أنه حينما كان يسجل حلقة مع الإعلامية ليلى رستم، في برنامج، وجدته يعرق كثيرًا، رغم ارتدائه بالطو وكوفية، وكنت وقتها مسافرة بأسوان، فاتصلت بوالدتى وقلت لها والدى شكله تعبان ومش عاجبنى، وذهبت والدتى على الفور إلى الاستديو لتأخذه إلى الطبيب والذى بمجرد أن رآه قال بداية ذبحة صدرية، وطالبه بالاستراحة والرقد على السرير دون أي مجهود ليرد عليه والدى قائلاً: «أستريح إزاى الموت أهون عندى من الرقاد»، وبالفعل استعجل مرة أخرى وواصل العمل ووقتها كان لديه بروفة في مسرحية».

وأضافت: «حينما سقط وجدوا بجانبه على المخدة سيناريو «ليلة الزفاف»، واستكملوا الباقى من تصويره تليفونيا حيث لم يستطع الذهاب، وكانت عقيلة راتب تحدثه في التليفون، ووقتها أتذكر أن كل من رآه في البروفة قالوا كان يتحرك بحيوية كفتى في العشرينات وفجأة وقع على المسرح مغشيا عليه ونقلوه إلى البيت ولكن عاودته الذبحة وخلال أيام تحققت أمنيته ورحل».

وحول وصيته بدفنه بعد 24 ساعة من وفاته، أوضحت ابنة حسين رياض: «بالفعل طلبه هذا كان له قصة، فكان والدى يتوحد مع الشخصيات التي يقدمها، مثل شخصيات كثيرة قدمها منها «الأسطى حسن» حينما كان يجسد شخصية رجل مشلول وزوج زوزو ماضى، وتخونه مع الأسطى حسن، ويجسده فريد شوقى، جاء بالفعل في البيت ويده ورجله اليمين مشلولين في الحقيقة وجاء الطبيب وقتها فتح عرق وأنزل منه دما أسود من ذراعه وإعطاء أشياء حتى تم شفاؤه وعادت مرة أخرى إلى طبيعتها، ولكن مشهد مطالبته بأن يدفن بعد 24 ساعة كان بالفعل ما تم خلال تجسيده دوره في «ليلة الزفاف» آخر أعماله فكانت الشخصية في الأحداث أنه يدفن ويستيقظ ليجد نفسه في «التربة» ويحاول أن يدق الأرض حتى يُعلم الجميع أنه حى ومن اندماجه مع الشخصية وتأثره بها أقصى والدتى قائلا «إذا مت متدفنونيش إلا بعد 24 ساعة وتتأكدوا إنى مت».

هكذا كانت حياة الفنان الراحل حسين رياض، والذي كان يتوحد من الشخصيات بإخلاص وبتفاني مع حبه للتمثيل وعشقه للمسرح ليترك موروث فني كبير لا يزال عالق في الأذهان رغم رحيله.

فاطمة حسين رياض أثناء حوارها مع «المصرى اليوم» – صورة أرشيفية

بـ «الفهلوي».. محمد شوقي يختتم حياته على المسرح

ابتسامته المعهودة ووجهه البشوش، هكذا كان الفنان الراحل محمد شوقي، والذي بمجرد سماع صوته تتعرف أذناك عليه فورا، فحياته مليئة بمشوار فني وإنساني كبير، بدأ حياته الفنية بالغناء ولعبت الصدفة دورا كبيرا في دخوله التمثيل مع فرقة «علي الكسار».

وكشفت إيمان محمد شوقي، لـ «المصري اليوم» لحظات والدها الأخيرة والتي لم تختلف كثيرا عن نجوم تلك الفترة الذهبية، الذين اختتموا حياتهم وأفنوها على المسرح، كما بدأوها بحب التمثيل وأفنوها على خشبته.

الفنان محمد شوقى مع الفنانة الراحلة سهير البارونى – صورة أرشيفية

وشارك الفنان الراحل محمد شوقي لآخر لحظة فى مسرحية «الفهلوى» مع الفنانين محمد عوض وحسن يوسف، لتحكي ابنته أنه فجأة تعب وذهب للطبيب ووجد لديه تليفًا فى الكبد، بعدما عمل الفحوصات والتحاليل، وطلب منه عدم العمل، فلم يسعهم الوقت اعطائه الأدوية لأن حالته كانت صعبة.

وأضافت نجلته قائلة: «الطبيب قال لى إن الكبد تدمر وبعد يومين توفى، والحمد لله أنه لم يعان كثيرًا، ولكنه لآخر لحظة كان يعمل، وبعد وفاته المخرج جاب لنا هدومه، وفى مسرح الريحانى ما زالت غرفته تحمل اسمه إلى الآن».

إيمان محمد شوقى أثناء حوارها مع «المصرى اليوم» – صورة أرشيفية

بـ «ساكن قصادي».. المعلم محمد رضا يختتم مشواره الفني

«ابن البلد الجدع والمعلم» هكذا جاءت الشخصيات التي قدمها الفنان الراحل محمد رضا، والذي قدم مسيرة كبيرة من العطاء الفني والذي اشتهر بتقديم شخصية «المعلم» والتي استمرت معه وتعارف معها جمهوره وأحبه عليها.

الفنان الراحل محمد رضا – صورة أرشيفية

وتحدث نجله أحمد محمد رضا، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» عن اللحظات الأخيرة في حياة والده قائلاً: « من أصعب اللحظات التى مر بها فى حياته، وفاة أميمة شقيقتى الكبرى والوحيدة، وليس مجرد ذلك بل شخصيتها كانت جميلة فهناك ناس تأتى فى الحياة روحها جميلة، فشقيقتى مرضت مرضًا شديدًا وعانت فى آخر سنتين برحلة علاج وسفر للخارج وعودة، وكانت فترة معاناة صعبة وكان لديها ابن وابنتها الأخرى لم تستكمل سنتين، وواقعة هذا علينا أو على الوالد كانت صعبة وأخدت فترة معه. كان وقتها يقدم مسرحية للدولة «طب وبعدين؟» ولكنه رفض وأصر على استكمال العرض لأنه مرتبط بعمال المسرح وأرزاقهم ودخولهم، والجمهور جاء ليشاهدهم، ولم يعلم الجمهور بذلك إلا بعد خروج المخرج السيد راضى ليحكى لهم قائلًا: «محمد رضا أصر إنه يأتى ويمثل ويسعدكم ويفرحكم رغم إنه يمر بظروف وفاة ابنته» وكنا بعدها نرافقه لنسانده لاستكمال التصوير رغم انهياره من وفاة ابنته، أيضًا حينما رحل جدى حدث ذلك وصعد للمسرح».

وأضاف: «كانت لحظاته الأخيرة فى شهر رمضان وقت تصوير مسلسل «ساكن قصادى»، ففى ذلك اليوم كنت أنا وشقيقى مجدى مسافرين فى الخارج، وفى هذا الوقت كان متواجدًا حسين شقيقى، ووالدتى، وعبير ابنة شقيقتى الراحلة، وبعد انتهائه من التصوير وقد كان صائما، جاء إلى المنزل وطلب من شقيقى حسين أن يفطر معه، وبعد انتهاء الإفطار جاءته مكالمة تليفون من صحفى من إذاعة القناة، يأخذ منه حديثًا، وكان يتحدث معه وفجأة سقطت سماعة التليفون منه، وابنة شقيقتى هى من رأته، وأخذ أخى السماعة منه وأخبر الصحفى بأن الوالد سقط متوفى فجأة، ولم يكن يعانى من أى مرض ولم يتعب فكان بصحة جيدة، وأتذكر أننى كنت مسافرًا وتوقيت سفرى سيجعلنى أعود فى العيد الكبير، وفى آخر لحظة قبل السفر أجده يقول لى «هتيجى العيد الصغير» ويضحك، فأقول له لن أستطيع لأنى أعلم قواعد الشركة وتوقيت السفر فلن يحدث، ولكنه أكد لى «ستأتى فى عيد الفطر»، وبالفعل حدثت وفاته فى 21 رمضان، فقد كان به جمال وشفافية وروحه جميلة».

أحمد محمد رضا أثناء حواره لـ«المصرى اليوم» – صورة أرشيفية

تحققت أمنيته على خشبة المسرح.. الفصل الأخير من حياة عمر الحريري

«عشق التمثيل والمسرح وأخلص لهما» هكذا كانت حياة الفنان الراحل عمر الحريري، ليكون الناتج حب جمهوره له وتقديره لتكون هي المكافأة الأعظم للراحل.

وكشفت ميريت عمر الحريري، اللحظات الأخيرة لوالدها قائلة: « بدأت حينما أصيب بالمرض، لكنى لم أعلن عن مرضه، واتفقت مع الأجهزة الطبية آنذاك، وكذلك نقيب المهن التمثيلية وقتها بأننى لا أريد أن يعلم والدى نفسه بمرضه، وكنت أريد أن يعيش بسلام دون علمه بحقيقة مرضه».

– صورة أرشيفية

وأضافت: «كانت أمنيات والدي أن يقوم بتجسيد عمل باللهجة الصعيدية، وليس مجرد مشهد أو اثنين، فهو قدم من قبل شخصية القنصل، فى «خالتى صفية والدير»، ولكن كان «باشا»، وكان يتمنى تقديم الشخصية الصعيدية بكل ما فيها، وهو ما قدمه فى «شيخ العرب همام» بشكل أوسع وتمكن من اللهجة، وكان بالفعل آخر عمل درامى تليفزيونى، وحقق من خلاله أمنيته، وأيضا كل الفنانين أمنيتهم الموت على المسرح، ومنهم من يحقق ذلك والبعض الآخر لم تتح لهم ذلك، لكن تخرج جنازته من المسرح، فبالفعل والدى كان يقوم بعمل مسرحية وتعرض للتعب على المسرح، وكانت آخر علاقة قبل دخوله فى الغيبوبة، فكانت نظرة عينيه الأخيرة على المسرح، لذا حقق أمنيته أيضا».

ميريت عمر الحريرى خلال حوارها لـ«المصرى اليوم» – صورة أرشيفية

ذهب لبروفات «خمس نجوم».. عبد المنعم إبراهيم في الفصل الأخير من حياته

«بين التراجيديا والكوميديا» هكذا كانت حياة الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم، كحال الكثير من نجوم الكوميديا، فعلى قدر إسعادهم جمهورهم بمشوار حافل من الأعمال التي ترسم الابتسامة على الوجوه، ولكن بين السطور حياة أخرى واقعية هي الأكثر ألما، حيث قدم الراحل مسيرة كبيرة من الأعمال التي طالما أمتعت مشاهديه.

وتحدثت سمية عبد المنعم إبراهيم، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، عن والدها الراحل أنه كان دائم التحدث عن مسلسل «أولاد آدم» والذي كان يتوقع له النجاح بشكل كبير ولكن للأسف حال القدر دون أن يحضر عرضه وكان يسعد بمناداته باسم الشخصية «عم آدم».

وقالت نجلته: «تم عرض المسلسل بعد رحيله، وخلال كواليس التصوير كنا نذهب بالطبيب إلى الكواليس لإعطائه الحقنة فى اللوكيشن، فكان مدخنًا شرهًا».

وحول اللحظات الأخيرة من حياته أوضحت: «الأمر كان سريعًا لم تكن هناك لحظات أخيرة، ولكنه توفى فجأة، فكنت عنده يوم الأحد، وسهرت معه، وثانى يوم قال لشقيقته «اعملى لى الأرز اللى بحبه» وبالفعل تناول وجبة الغداء وفى السادسة مساءً كان يرتدى ملابسه للذهاب لعمل بروفات على مسرح السلام «خمس نجوم» على مسرحية، وكان يرتدى بدلته البيضاء، فكان يحب ارتداءها، وسقط مغشيا عليه فى الجراج، ليطالب الطبيب بدخوله العناية المركزة، وبمجرد ذهابه توفى، فكان الأمر أكثر قسوة علينا».

هكذا تشابهت حياة نجوم الزمن الجميل، المليئة بالتحدي وعشق التمثيل والمسرح والمعاناة للوصول إلى النجومية واللقب الذي منحه إياهم الجمهور إلى لحظاتهم الأخيرة والتي أيضا كانت في بعض الأحيان متشابهة بين ضعف البصر والموت على خشبة المسرح أو خلال تصوير أعمالهم، ولكن رغم رحيلهم لا تزال أعمالهم وتاريخهم الفني عالق في أذهان جمهورهم لترى الأجيال المتعاقبة تاريخهم الفني المتميز.

اقرأ أيضا:



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading