رسالة الأزهر العالمية تحمل نور الإسلام للكون كله على اختلاف الأجناس|صور
نظّم الأزهر الشريف برعاية الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية ومجمع البحوث الإسلامية، بإشراف الإدارة المركزية لمنطقة الغربية ومنطقة وعظ الغربية بالتعاون مع محافظة الغربية احتفالية كبرى بالمركز الثقافي لمدينة طنطا احتفاء بمرور 1084 عامًا على إنشاء الجامع الأزهر صرح العلم والعلماء منارة الفكر الوسطى وعلوم الدين والشريعة السمحاء.
حضر الاحتفالية الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، الدكتور أحمد عطا نائب، المستشار العسكري لمحافظة الغربية، الشيخ عبد اللطيف طلحة رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الغربية الأزهرية ، الشيخ محمد عويس مدير منطقة وعظ الغربية ورئيس لجنة الفتوى، الدكتور عبدالفتاح خضر عميد كلية القرآن والدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية، القس كيرلس سمير ممثل بيت العائلة المصرية، ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة قيادات الكليات وعدد من الإعلاميين والإدارات التعليمية الأزهرية وقيادات المنطقة الأزهرية ووعظ الغربية وعدد من النواب ووكلاء الوزارت ومندوب عن رئيس المجلس القومي للمرأة وقدم للحفل إبراهيم جابر.
وكان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر في مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.
وتحدث الشيخ عبداللطيف طلحة رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية حول دور الأزهر في بناء الأجيال من المرحلة الإبتدائية الي المرحلة الثانوية مؤكداً حرص الأزهر الشريف علي تطوير الخدمات التعليمية المقدمة للمستفيدين من التعليم الأزهري، والتي انطلقت من تطوير المناهج التعليمية، وتدريب المعلمين، بما يواكب مستجدات العصر، والعمل على تحرير الطاقات الكامنة لدى الطلاب، وإعدادهم ليكونوا دعاة لنشر السماحة والوسطية والاعتدال، ومواجهة التطرف والغلو، وذلك تحقيقًا لرسالة الأزهر الشريف الرائدة في تكوين جيل من الشباب يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا واعيًا، يواكب لغة العصر وتحدياته وقضاياه الثقافية والاجتماعية والدينية والفكرية. وإيمانًا من الأزهر الشريف بأن التعليم هو الفرصة الحقيقية لبناء الإنسان؛ فقد كان لزامًا إيجاد رؤية لبناء الوعي بالتحديات والقضايا المعاصرة تسير جنبًا إلى جنب مع الأنشطة الطلابية التي تنمي ملكات الأفكار والإبداع لدى الطلاب حيث قام قطاع المعاهد الأزهرية في هذا الصدد بالمشاركة في التطوير المستمر لمناهج التعليم الأزهري، وإصلاح مقوماتها العلمية والتربوية، وتدريب الكوادر التعليمية على مستجدات التعليم المدرسي، واطلاق العديد من المبادرات والندوات التوعوية لتحصين الطلاب الأزهريين خاصة، وطلاب وشباب مصر عامة ضد أي تيارات أو أفكار مغلوطة أو متشددة بعيدة عن سماحة الإسلام. وتم وضع خطة للبرامج التدريبية التي تلبي الاحتياجات الفعلية للعاملين بجميع المناطق الأزهرية، كما تم التوسع في افتتاح المعاهد العادية والنموذجية والتوسع في إنشاء مكاتب تحفيظ القرآن الكريم التي يشرف عليها الأزهر الشريف، وتفعيل المقارئ القرآنيةَ على مستوى الجمهورية للمرةِ الأولى، وإطلاق القوافل التعليمية لطلاب وطالبات الشهادة الثانوية الأزهرية بمايساهم في تفعيل جودة التعليم، وتميز طالب الأزهر بالعلم والفكر الدينى المستنير الذي يعينه على حياته ويهديه الي طريق الإستقامةوالفلاح.
و أشار الدكتور عبدالفتاح خضر عميد كلية القرآن الكريم.. إلى دور علماء الأزهر في المحافظة في السلم والحرب وبناء وتنمية الوطن، وأن الأزهر الشريف هو كعبة العلم لضبط إيقاع الوسطية والفهم الصحيح لدين الله دون غلو أو تجاوز، فهو طاقة العلم التي لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد أو حاسد، ويكفينا أن منابر مصر يعتليهاعلماء يقولون للناس جميعاً في لحظة واحدة اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فالأزهر هو أكبر مؤسسة علمية، دينية، إسلامية عالمية تضم طلاب من أكثر من ١٠٧ دولة حول العالم ينهلون من معارفه ويتجرعون من علومه الوسطية.
وتابع خضر كلمته بالإشارة للدور الكبير للأزهر في الإصلاح وتحقيق السلام المجتمعي وكذلك اقتصاديا من خلال بيت الزكاة والصدقات والذي يعمل على رفع مستوى الكثير من الأسر الأكثر احتياجا ،مضيفاً أن الأزهر أتاح كذلك الفتوى الإلكترونية المعتمدة على شبكة معلومات دولية ، إلى جانب تنفيذه لمبادرة إصلاح ذات البين وبيت العائلة ومقره مشيخة الأزهر ،واختتم كلمته بأن الأزهر سيظل منارة العلم التي حافظت على الشخصية المصرية وصانت هويتها وأن لمحافظة الغربية نصيب كبير في تخريج أعلام في الدين من كلياتها وعلى رأسهم الشيخ الشعراوي والشيخ جاد الحق وأسد القرآن الكريم وأول من جمع القرآن صوتيا الشيخ محمود خليل الحصري ابن قرية شبرا النملة مركز طنطا.
وتحدث فضيلة الشيخ محمد عويس مدير عام وعظ الغربية عن دور الأزهر في نشر الفكر الإسلامي الوسطي وتصحيح المفاهيم، مؤكدا على دور الأزهر كجزء مهم من تاريخ وطننا وأمتنا يسعى دائما لتحقيق الولاء والانتماء فمن العناية الإلهية بمصر وجود بها مؤسسات وطنية تحمي حدودها الجغرافية والأزهر يحمي حدودها الدينية والفكرية ورسالة الأزهر العالمية تحمل نور الإسلام للكون كله على اختلاف الأجناس واللغات والأفكار ويجب على العلماء الاستثمار الفكري لنقل الصورة الصحيحة للإسلام لحماية ديننا وأمتنا وشبابنا في كل مكان وزمان، مشيراً إلى دور البعثات الأزهرية في نشر الإسلام في أرجاء الدنيا وتصحيح المفاهيم وتقديم صورة رائعة عن الإسلام ودوره العظيم في تحقيق العبادة والأخلاق والتسامح بين الإنسانية.
وتطرق الي دور الأزهر الهام في نقل العلوم التي تضمن للأمة تفردها وتميزها وتحيي النفوس وفي ظل الواقع المتغير والظواهر الإجتماعية لعصر الإنترنت مايلقي بالعبأ على علماء الدعوة ورجال الأزهر الشريف لنقل الصورة الصحيحة للإسلام، وقراءة فكر الناشئة وتوجيههم التوجيه السليم حماية لديننا وأمتنا، مشيرا الي دور لجان الفتوى، وحدة لم الشمل في حل المشاكل الأسرية والحفاظ على وحدة وتماسك الأسرة، لجنة المصالحات العليا لحفظ الأمن وحقن الدماء، وبيت العائلة المصرية، وتاكيداً على الوحدة الوطنية، وقام الأزهر بتفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية التي تبني جسور الثقة والسلام بين مواطني العالم وأصحاب الديانات، وإعلاء دور الوعاظ والواعظات في التواصل المجتمعي والحفاظ على الفكر والسلام المجتمعي كما الأزهر بإنشاء أكاديمية عالمية لإعداد وتدريب الدعاة والوعاظ والأئمة وأمناءالفتوي على المنهج الوسطى، كما قام بعقد مؤتمر عالمي لتجديد الفكر والإسلامى في يناير ٢٠٢٠ برعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر حفظه الله موكداً ان الأزهر الشريف سيظل متمسكا بقيمته ومكانته وعقيدته الصحيحة التي يدين بها وينشرها ويعلمها للأجيال في الداخل والخارج حاملاً للواء الوسطية والتيسير، بما ينفع الناس، ويحقق مصالحهم، بالوحدة والتآلف والتآزر والتعاون، وينهى عن الشقاق والخلاف والصراع ونقض ميثاق الأخوة الإسلامية.
و تحدث الشيخ الشيخ جمال غرابه مدير الرواق الأزهري بالغربية عن جهود الرواق في نشر العلوم الشرعية والعربية وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أحكام عبر التاريخ، ومدي الإقبال الكبير الذي حققه مؤخراً شاكراً جهود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وتوجيهاته في التوسع في إنشاء الرواق الذي يهدف الي نشر صحيح الدين وتعليم أفراد المجتمع علوم دينهم من خلال معلمين يحملون رسالة الأزهر بامانه وحب لوطنهم ودينهم.
كما تحدثت الواعظة فاطمة حمزة بمنطقة وعظ الغربية عن دور المرأة وقت الأزمات والحروب مشيره الي أن المرأة تلعب دورًا محوريًا في الحروب والأزمات، فهي تمثل أكثر من نصف السكان في معظم المجتمعات، وهي أول من يتأثر بالأحداث المضطربة،ولقد دأبت المرأة العربية على المشاركة في الحروب منذ فجر التاريخ وقبل الإسلام ، فالمرأة هي ريح الأرض وعطرها ، المرأة هي الخصب والنماء ، المرأة هي القلب والحب والعطاء ، المرأة إشراقة الأمل حين يضيق الكون وتكون هي الرجاء ، المرأة هي الأم ، والتاريخ ، وذاكرة الأوطان ، هي أنا وأنت وأنتن وهن ، وهى الحاضر بكل قساوته ومرارته، ولقد أدت النساء العربيات دورًا محوريا في الحروب التي خاضتها العرب عبر التاريخ، شملت تضميد الجرحى واستنهاض همم الجيش، وتشجيعهم على الثأر، وتوفير الماء للمقاتلين، والإشراف على الأسرى، بالإضافة إلى تجهيز المؤونة لهم وأحيانًا المشاركة في القتال وقيادة المعركة ومن أشهر النساء العربيات : الخنساء المضرية، اليمامة بنت كليب، زرقاء اليمامة، أم قرفة الغطفانية، هند الكندية، وبرز دور المرأة المصرية بشكل كبير على مر العصور خلال الحروب المختلفة التي مرّت على مصر، ففي العصر الحديث تجلى دور المرأة خلال فترة ما بعد نكسة 1967 ومرورًا بحرب الاستنزاف التي بدأها الجانب المصري منذ بداية الهزيمة، وكان دور المرأة اليتمثل في التطوع وحملات التبرع بالمال والدم والعمل ورعاية جرحى حرب أكتوبر والإسهام في إعادة البناء بعد النكسة واستعدادًا للحرب، ولا ننسى دور المرأة الفلسطينية منذ أن بدأت الانتفاضة في عام 1987م، وحتى يومنا هذا، والمرأة تضرب كل يوم أروع الأمثلة في البطولة والاستشهاد دفاعاً عن وطنها وعرضها ودينها أبنائها وكل صنوف النضال الوطني.
وأكد القس كيرلس سمير عضو بيت العائلة المصرية على الدور الكبير الذي يقوم به بيت العائلة في تحقيق التسامح والإيحاء والحفاظ على الوطن وحماية أبنائه وإسهامه في المشروعات الداعمة لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية داخل المجتمع ودعم أواصر المحبة.
وأشاد الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة لخريجي الأزهر الشريف بالغربية بدور الأزهر الرائد في رعاية وتنمية مواهب وقدرات الطلاب الوافدين، ومايقدمه لهم من الدعم الكامل لكي ينهلوا من وسطية الإسلام التي يتبناها الأزهر في مناهجه، وذلك من خلال تأهيلهم وصقل مواهبهم والارتقاء بمعارفهم، لكي يكونوا مواطنين صالحين ونافعين في بلادهم ويعملون علي تعمير هذه البلاد بالعلم والحضارة المدنية الراقيةو كل ما يفيد البشرية فقد امتدت رسالته الي العالم والإسلامى الترحيب فنري اليوم آلالاف من طلاب البعوث الإسلامية من شتى أنحاء العالم الإسلامي من المشرق والمغرب بعثت بهم اقطارهم الي الأزهر ليتتلمذوا على يد شيوخه وعلمائه وينهلوا من نبعه العذب ثم يعودون الي بلدانهم دعاة ومعلمين وقاده و عماء يحملون دعوي الإسلام والوسطية القائمة على التعايش السلمى وقبول الآخر وهداية الإنسانية الحارة وأشاد بجهود مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، وتنمية مواهبهم وقدراتهم ليصنع منهم قادة للمستقبل قادرون على مواجهة التحديات وتطوير الذات.
وفي كلمته قدم محافظ الغربية التهنئة لجميع الحاضرين بحلول شهر رمضان الكريم داعياً المولى- عز وجل – أن يديم علينا نعمة السلام والأمن في ظل الجمهورية الجديدة التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تعتمد على بناء وتنمية الإنسان.
وأشار رحمي إلى الدور الكبير الذي يلعبه الأزهر الشريف في بناء الإنسان، حيث لم يقتصر دور تلك المؤسسة العريقة على تخريج العلماء الأجلاء على مدار التاريخ لتدريس علوم الدين والشريعة فحسب بل في كافة العلوم من طب وهندسة وغيرها، فهو جامع وجامعة تنير لجميع المسلمين طريق الوسطية ليس فقط في مصر بل في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.
وأضاف المحافظ أن للأزهر دور ملموس في المحافظة خلال الأعوام الماضية والفضل يرجع بعد الله عز وجل لفضيلة الشيخ الطيب الذي يلبي كافة دعواتنا بالإيجاب وأخص بالذكر دعمه لنا في تطوير المعاهد الأزهرية الواقعة في نطاق مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة بزفتى، فله منا خالص الشكر والتقدير.
واختتم الدكتور طارق رحمي كلمته قائلا عاشت مصرنا جميعاً أبية شامخة تحت قيادة قائدها الملهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فله منا كل التقدير والاحترام لما أزهر الغربية يحتفي باليوم السنوي لذكرى تأسيس الجامع الأزهر بالمركز الثقافي لمدينة طنطا.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.