زيارة بلينكن للمنطقة
تسعى الدول العربية وفي مقدمتها مصر، مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل للأزمة في قطاع غزة وتوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع التي يعاني منها آلاف الفلسطينيين.
كما تريد واشنطن، في طيات التوصل إلى حل، ضمان خروج الأسرى الإسرائيليين من تحت يد عناصر المقاومة الفلسطينية لكي تكون نصرت حليفتها الرئيسية للمنطقة وتكتسب صيتا دبلوماسيا في المنطقة والعالم.
اجتماع عربي في القاهرة
وتستضيف القاهرة، اليوم الخميس، اجتماعا لوزراء خارجية 5 دول عربية بحضور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يجري جولة للمنطقة هي السادسة له منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وأظهرت مذكرة لوزارة الخارجية المصرية أن وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن ووزيرة التعاون الدولي الإماراتية ومسئولا فلسطينيا كبيرا سيجتمعون اليوم، الخميس، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي تل أبيب غدا، الجمعة، بعد محادثات مع الزعماء العرب ووزراء الخارجية في جدة والقاهرة ركزت على الحرب في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: “في إسرائيل، سيناقش الوزير بلينكن مع قيادة الحكومة الإسرائيلية المفاوضات الجارية لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن”.
ولم تتضمن المذكرة تفاصيل حول موضوع الاجتماع، لكن مصادر أمنية قالت إن الدول العربية ستقدم خططا لحل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
اتفاق فوري لوقف إطلاق النار
وكانت مثل هذه الخطط معلقة بينما كان وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة يسعون إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح أسرى إسرائيليين وفلسطينيين.
وكان بلينكن بدأ جولة في المنطقة من السعودية، حيث وصل مساء أمس، الأربعاء، إلى جدة والتقى وزير الخارجية السعودية وعددا من كبار المسئولين وبحث معهم آخر التطورات في غزة والوضع في البحر الأحمر وخليج عدن.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية ذكرت في وقت سابق في بيان، أن جولة بلينكن ستشمل أيضا زيارة إلى إسرائيل الجمعة، لافتة إلى أنه سيناقش خلال الجولة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار في غزة يضمن إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين وتكثيف الجهود الدولية لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب
وأضافت أن مناقشات بلينكن ستتضمن كذلك التنسيق بشأن التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، بما في ذلك ضمان عدم قدرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الحكم أو تكرار هجمات 7 أكتوبر، فيما سيشدد الوزير الأميركي على ضرورة إنهاء هجمات الحوثيين على السفن التجارية، واستعادة الاستقرار والأمن في البحر الأحمر وخليج عدن، وفق البيان ذاته.
ومن المقرر أن يعقد شكري مؤتمرا صحفيا مشتركا مع بلينكن في ختام الاجتماعات بالقاهرة، مساء اليوم.
الزيارة لطرح المقاربة السياسية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة بلينكن للمنطقة هي الزيارة السادسة، فهذه الزيارة ليطرح المقاربة السياسية للتعامل مع ما سيتم في “قطاع غزة” وليس عملية رفح فقط.
وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الأمريكيين يطرحون في قضية رفح مبادرات، وهذه المبادرات ستكون بديلا عن الدخول رفح في هذا التوقيت، وهناك وفد إسرائيلي في الولايات المتحدة يضم مستشار الأمن القومي ووزير الشئون الاستراتيجية، وبالتالي سيكون للزيارة أطروحات مهمة.
وتابع: “تجمع بلينكن مع وزراء الخارجية هو للبحث في غزة في الفترة المقبلة، وهناك تحركات أمريكية في هذا الإطار”.
كيف ستحكم غزة؟
وواصل: “الزيارة سيكون هدفها الرئيسي هو معرفة كيف ستحكم غزة وما دور الأطراف المختلفة”.
وأكد أن الولايات المتحدة في هذا التوقيت تعمل من أجل طمأنة شركائها، ولتؤكد مصداقيتها في الإقليم بصرف النظر عما سيطرحه بلينكن في هذا التوقيت.
الزيارة وإطلاق سراح الرهائن
وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مواصلة حرب غزة منذ أشهر بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، وقد تكثفت بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا إنه سيتجاهل تحذيرات الرئيس جو بايدن بعدم بدء عملية برية واسعة النطاق في مدينة رفح الجنوبية دون خطط موثوقة لحماية الفلسطينيين الأبرياء الذين لجأوا إلى هناك.
ويتعرض بايدن، الذي يواجه حملة إعادة انتخاب صعبة قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر لضغوط داخلية متزايدة لكبح جماح الرد العسكري الإسرائيلي على هجمات حماس في 7 أكتوبر في إسرائيل.
وفي مكالمة هاتفية الاثنين، هي الأولى منذ أكثر من شهر، وافق نتنياهو على إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن لمناقشة الخطط، وقال البنتاجون أمس الأول، الثلاثاء، إن وزير الدفاع الإسرائيلي يو ف غالانت سيزور العاصمة الأمريكية الأسبوع المقبل.
ومن المتوقع أن يركز بلينكن في محادثاته في جدة والقاهرة وتل أبيب على محاولات التفاوض على وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن وزيادة توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق البر والجو والبحر والتخطيط لمستقبل القطاع بعد الصراع.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.