مفكرون يناقشون علاقة المواطنة بتحقيق العدالة


شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الخامسة والخمسين، ضمن نشاط قاعة «فكر وإبداع»، إقامة ندوة لمناقشة كتاب «رواد المواطنة فى مصر» للكاتب الدكتور محمد حسين الحلفاوى، وناقشه الكاتب الصحفى أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، والكاتب الصحفى هانى لبيب، رئيس تحرير موقع مبتدأ، وأدار الندوة الكاتب الصحفى أحمد أيوب، رئيس تحرير مجلة المصور.

فى البداية، قال الكاتب الصحفى أحمد أيوب، رئيس تحرير مجلة المصور، إن كتاب «رواد المواطنة فى مصر» تنبع أهميته من فكرة مهمة وهى «المواطنة»، ويعد بمثابة بداية للمؤلف فى هذه المنطقة، ونأمل ألا يتوقف عن استكمال مسيرته فى تقديم أجزاء تالية للكتاب، فنحن نحتاج إلى مثل هذه الكتابات، حتى نغرس ثقافة فكرة المواطنة، ومصر على مدار تاريخها تسودها ثقافة المواطنة، وما يحدث فى السنوات العشر الأخيرة يتم تثبيت وتجذير فكرة المواطنة، وهناك العديد من القوانين التى تتم عبرها ممارسة المواطنة، ولفت إلى أن ثقافة المواطنة لا تحتاج إلى قوانين، بل هى سلوك وثقافة عامة.

وأشار أيوب إلى أن الكتاب تضمن 6 أسماء أشار إليهم، وهم من أبناء مجلة المصور، والتى أشرف بأننى واحد من أبنائها ورئيس تحريرها، من تلك الأسماء الكاتب الصحفى ورئيس التحرير الأسبق لمجلة المصور حمدى رزق، والكتاب بمثابة طريق نتقفى فيه أثر المواطنة.

من جهته، قال، الكاتب والدكتور محمد حسين خلفاوى، إنه اختار المواطنة لتكون عنوانا لهذا الكتاب، باعتبار أن الحديث عنها بمثابة الحديث عن الأمن القومى، وتكاد تكون ثورة 30 يونيو المصرية فككت المشروع الذى كان يهدف لتفكيك الأمة العربية.

ولفت إلى أن الكتاب يضم العديد من الأسماء والتى منها: «القمص سرجيوس، مكرم باشا عبيد، دكتور كامل منصور نيروز، الأستاذ خالد محمد خالد، دكتور ميلاد حنا، المستشار وليم سليمان قلادة، الأستاذ جمال بدوى، الدكتورة ليلى تكلا، الدكتور مصطفى الفقى، الأستاذ أحمد الجمال».

فيما ذهب الكاتب الصحفى هانى لبيب، إلى أن المواطنة قبل 30 يونيو كانت موجودة فى الدستور المصرى، ولكنها لم تكن موجودة على مستوى التنفيذ والإجراءات، وبعد 30 يونيو بدأت تدخل حيز التنفيذ من خلال إشارات من القيادة السياسية لحماية الحقوق، مثل حقوق المرأة، وأيضا التعامل مع المواطنين المصريين المسيحيين باعتبارهم جزءا من النسيج الوطنى للدولة المصرية.

وأضاف أن المواطنة هى فلسفة الحقوق، وقد أخذت مؤخرًا اتجاه عدم التهميش أو الإقصاء لأى مواطن مصرى يحمل الجنسية المصرية.

وأشار إلى أن الكتاب تناول شخصيات رائعة لها إسهامات فكرية فى المجتمع المصرى، وحاول الكاتب أن يتناول وصفا تفصيليا لكل شخصية، فشخصية مثل جمال أسعد هذا الرجل كان له مواقف سياسية مهمة ولكنها لم تسجل، باعتبار أن هذا الأمر كان سيميز الكتاب بشكل كبير.

وأشار إلى أنه من الملاحظ أن كل الشخصيات التى تناولها الكتاب هى شخصيات لهم أدوار لدعم الدولة المدنية المصرية، خاصة أن كل الشخصيات التى يضمها الكتاب متجاوزة فكرة البعد الطائفى، خاصة أن المواطنة ليست فقط متعلقة بالتصنيف الدينى، فالتصنيف الدينى هو عنصر واحد من 9 عناصر أخرى تتعلق بالمواطنة.

بدوره، أكد الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، أن فكرة المواطنة لم تكن مطروحة بشكل كبير، إلا مع ظهور التيارات المتطرفة والتفرقة بين الناس.

وأضاف أنه من وجهة نظره فكرة المواطنة لدى ذوى الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى تجذير أكبر مما يخص المختلفين دينيًا، باعتبار أن هذه الفئة تحتاج إلى رعاية مضاعفة بشكل أكبر.

وأشار إلى أن فكرة المواطنة تترسخ مع مرور الوقت، وأكبر دليل على هذا وجود تمثيل جيد لذوى الاحتياجات الخاصة فى البرلمان يمثلهم ويعبر عن همومهم داخل البرلمان، ومن هنا تتجلى أهمية فكرة المواطنة باعتبارها فلسفة.

ولفت إلى أن الكاتب حرص على تجميع شخصيات مختلفة أنتجت إنتاجًا فكريا، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والفكرية أيضا، يتحدثون عن تمكين بعض الفئات فى المجتمع، من خلال تحقيق العدالة وليس المساواة، خاصة أن المساواة لا تتضمن بالضرورة تحقيق العدالة فى المجتمع.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى