من الكعك إلى الطائرات المسيّرة .. الناتو يكافح لمواكبة سباق التسلح الروسي  



في خضم الصراع المستمر في أوكرانيا، قامت روسيا بتعبئة اقتصادية كبيرة، حيث حولت البنية التحتية المدنية مثل مراكز التسوق والمخابز إلى مصانع أسلحة. 

ووفقا لتقرير نشرته التليجراف، تحول مركز إيتالماس التجاري في إيجيفسك، وأصبح الآن مركز إيتالماس للأبحاث العلمية، الذي ينتج طائرات لانسيت الهجومية بدون طيار للحرب في أوكرانيا.

ويشكل هذا التحول الاقتصادي جزءاً من الجهود الأوسع التي تبذلها روسيا لتخصيص 40% من ناتجها المحلي الإجمالي للحرب، وهو ما يتجاوز الإنفاق على الصحة والتعليم مجتمعين. ومع ذلك، فإن الغرب يكافح من أجل مجاراة هذا المستوى من الالتزام، ويحذر خبراء الدفاع من أن ذلك قد يمنح روسيا تفوقًا عتاديًا ساحقًا في الحرب.

تشير الأرقام الرسمية إلى أن روسيا زادت الإنفاق العسكري، ليصل إلى 6٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، وهو ارتفاع كبير من 2.7٪ في عام 2022. ويشمل المدى الحقيقي لاقتصاد الحرب الروسي، الذي تكتنفه السرية، الإنفاق على إعادة الإعمار في الأجزاء المحتلة من أوكرانيا وإعادة توجيه ثروة القطاع الخاص للمجهود الحربي.

وفي عام 2023، أنتجت روسيا أعداداً كبيرة من الدبابات، والمركبات القتالية المدرعة، وقذائف المدفعية، مما يمثل تحدياً للغرب. ويقدر المسؤولون الغربيون أن روسيا تسير على الطريق الصحيح لتصنيع مليوني قذيفة مدفعية سنويا، وهو ضعف التقديرات الاستخباراتية الأولية.

وكان التأثير على ساحة المعركة واضحا، حيث أطلقت روسيا 500 صاروخ وطائرة بدون طيار على أوكرانيا في وابل من الصواريخ دام خمسة أيام. وأطلقت أوكرانيا، التي تكافح من أجل مضاهاة إنتاج المدفعية، 7000 قذيفة مدفعية يوميا خلال هجوم مضاد في الصيف، وهو ما يتجاوز الـ 5000 التي أطلقتها روسيا. ومع ذلك، بحلول فبراير 2023، قدر الإنتاج الأوروبي بـ 300 ألف طلقة فقط سنويًا.

إن الإحباط داخل الغرب واضح، حيث وصف أحد المطلعين على شؤون الدفاع في المملكة المتحدة الوضع بأنه “جنوني”. ومكمن التخوف هو أنه إذا لم يستجب الغرب بسرعة، فقد تخسر أوكرانيا الحرب، مما قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة في أوروبا.

وعلى الرغم من الضرورة الملحة، تواجه الحكومات الغربية تحديات في الاستجابة بفعالية. إن الاختلافات السياسية والثقافية، إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية، تعيق الاستجابة السريعة والقوية. إن اعتماد الغرب على شركات الدفاع التابعة للقطاع الخاص يتناقض مع صناعة الأسلحة التي تسيطر عليها الدولة في روسيا، الأمر الذي يجعل التوسع السريع أمراً بالغ الصعوبة.

واعترف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بالتحديات التي تواجه الوفاء بتعهدات الاتحاد الأوروبي بتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة بحلول مارس. ويثير الرد البطيء مخاوف بشأن قدرة الغرب على التكيف مع اقتصاد الحرب الذي تنفذه روسيا، مما يشكل تهديدا محتملا للأمن الأوروبي.

 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى